الايرانيون ينزلون الى شوارع طهران للاحتفال بالاتفاق النووي

بالعربي:  نزل الايرانيون مساء الثلاثاء الى شوارع طهران للاحتفال بالاتفاق حول الملف النووي الذي ابرم قبل ساعات في فيينا بين بلادهم والدول الكبرى، على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

فبعيد الافطار بدأ مئات الاشخاص بالتوجه الى جادة ولي عصر، اطول شوارع طهران وهم يطلقون ابواق سياراتهم.

ورحب الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء في حديث نقله التلفزيون الايراني مباشرة بالاتفاق النووي المبرم في فيينا مع الدول الكبرى مؤكدا ان ايران “حققت كل اهدافها”.

وقال “انه اتفاق متبادل” مؤكدا ان “كل اهدافنا” تحققت في الاتفاق الذي يسمح برفع العقوبات والاعتراف بالحق في برنامج نووي مدني. واضاف “الله استجاب لصلوات امتنا”.

وادلى روحاني بكلمته بعد دقائق من القاء الرئيس الاميركي باراك اوباما كلمته التي رحب فيها بالاتفاق ونقلها التلفزيون الايراني الحكومي مباشرة.

وهي المرة الثانية خلال 36 عاما التي ينقل فيها التلفزيون الايراني خطابا لرئيس اميركي مباشرة علما بان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ 1980.

وكان خطاب اخر لاوباما نقل مباشرة على التلفزيون في نيسان/ابريل بعد مفاوضات افضت في الثاني من نيسان/ابريل الى اتفاق اطار بين ايران والدول العظمى.

وقال روحاني ان ايران “لن تسعى بتاتا لحيازة السلاح النووي”. ونفت طهران مرارا سعيها لحيازة القنبلة الذرية امام اتهام الغرب لها لذلك.
واضاف ان مثل هذا السلاح “مخالف لديننا” وهو يتناقض مع فتوى للمرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي الذي يحظر مواصلة الابحاث لحيازة القنبلة الذرية.

واكد في خطابه ان برنامج ايران النووي لم يسع بتاتا الى “الضغط” على الدول المجاورة وان ذلك لن يحصل مستقبلا.

وقال روحاني “لقد استجاب الله لصلوات امتنا (…) لقد تحققت كل اهدافنا” ولا سيما ان الاتفاق يتيح رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني منذ سنوات.


وقال ان الاتفاق سيزيل ما وصفها بانها “عقوبات غير انسانية وجائرة”، معتبراً الاتفاق “”نقطة انطلاق” لبناء الثقة بين بلاده والغرب.
وقال “اذا تم تطبيق هذا الاتفاق بالشكل السليم… يمكننا ان نزيل انعدام الثقة بشكل تدريجي (…) هذا اتفاق مشترك، اتفاق متبادل”.
وقد تم التوصل الثلاثاء في فيينا الى اتفاق بين ايران والدول الكبرى بعد 12 عاما من الخلافات.

والهدف من الاتفاق ضمان عدم امتلاك ايران لبرنامج يتيح لها تطوير السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
ويفتح الاتفاق الطريق امام تطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع ايران في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الاوسط نزاعات عدة.
وقال الرئيس الاميركي انه يمكن اعادة فرض العقوبات في حال انتهاك الاتفاق من قبل ايران.

ورغم ان روحاني ضغط بقوة من اجل التوصل الى اتفاق، فان الكلمة الاخيرة كانت لاية الله علي خامنئي الذي حدد الخطوط الحمر لاي اتفاق، والذي شكره روحاني في كلمته.

ويفترض ان يطلع مجلس الشورى الايراني على الاتفاق ويصادق عليه ولكن كبار المسؤولين توقعوا عدم مواجهة اي عقبات بعد موافقة خامنئي.

وقبل الاعلان رسميا عن التوقيع قال روحاني على تويتر ان “افاقا جديدة” ترتسم اليوم بعد حل “هذه الازمة التي لم تكن ضرورية” ويمكن الان التركيز على “التحديات المشتركة”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يضرب اهدافا شيعية وغربية من معاقله في سوريا والعراق.

ومنذ انتخابه في 2013 عمل روحاني على انهاء الازمة المستمرة منذ 13 عاما والتي اصابت الاقتصاد بالشلل مع تشديد العقوبات. ونجح روحاني في خفض التضخم من 42 الى 15 بالمئة مع نمو نسبته 3% العام الفائت.

ولم تصدر ردود فعل سياسية اخرى من طهران عدا عن تصريح ادلى به حسين مراشي النائب السابق وعضو الحركة الاصلاحية الذي اثنى على دور روحاني وخامنئي القيادي في الملف النووي.
وقال مراشي “بينت التجربة انه عندما تركز القيادة على مسألة فإننا نتوصل الى حلها (…) لو تم التركيز على السياسات الداخلية فان الكثير من مشكلاتنا ستحل”.

ولكن موقع رجا المحافظ انتقد الاحتفاء بالاتفاق وقال انه “ليس انتصارا وانما هزيمة ماحقة” لانه “اغلق قسما كبيرا من تكنولوجيا ايران النووية”.

(أ ف ب)