مصر تنتقد مواقف دول غربية في التعامل مع “الإرهاب”

بالعربي-وكالات: انتقد وزير الخارجية المصري سامح شكري قيام بعض الدول الغربية بالتواصل مع منظمات توصف بأنها “متطرفة معتدلة”، مشدداً في الوقت نفسه على قدرة الحكومة المصرية على تأمين البعثات الدبلوماسية فى القاهرة.

وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيطالي باولو جينتليوني عقب ختام مباحثاتهما بالقاهرة اليوم الاثنين، قال الوزير المصري: “إننا لا نتفهم أن يكون هناك في بعض العواصم والمراكز الهامة السياسية تواصل مع بعض المنظمات التي قد يطلق عليها تعبير متناقض وهي منظمات متطرفة معتدلة وهذا تناقض في حد ذاته”.

ولم يحدّد الوزير المصري المقصود بكلامه من عواصم ومراكز سياسية.

وأضاف قائلاً “لا نتفهم أيضاً أن يكون هناك تواصل مع هذه المنظمات على المستوى السياسي وإلا فإن هذا سيجعل لهم شهية لكي يستمروا في أعمالهم ويستقطبوا مزيداً من الاعتراف والتواصل مع الأطراف الدولية”.

ورداً على سؤال حول موقف الدول الغربية من الحوادث الإرهابية التي تشهدها مصر، علّق شكري: “إننا لا نتفهم أن تفرد صحيفة لها أهميتها مثل “واشنطن بوست” الأمريكية مساحة أمام منظمة إرهابية تعمل في الأراضي السورية ولها علاقاتها المعروفة بتنظيم القاعدة لكي تطرح وجهة نظرها ورؤيتها كأنها كيان سياسي في هذه الصحيفة المرموقة”.

ويأتي كلام شكري السابق تعليقا على نشر “الواشنطن بوست” الامريكية الجمعة الماضية، مقالاً لمسؤول العلاقات الخارجية في حركة “أحرار الشام” الإسلامية السورية لبيب النحاس، عبّر فيه عن وجهة نظر الجماعة المقربة من تنظيم جبهة “النصرة” فرع القاعدة في سوريا بخصوص عدد من المواضيع.

ورأى شكري أنه “من الضروري أن يتضامن المجتمع الدولى مع مصر في هذه المرحلة المهمة وأن يقوم بالتعاون الكامل مع مصر لمقاومة الإرهاب”.

وأشار إلى أن “مصر كانت في مقدمة الدول التي ساهمت في التحالفات الدولية التي أنشئت لمكافحة إرهاب داعش في العراق وسوريا، والتضامن مع الشركاء الدوليين عندما تعرضوا لأحداث إرهابية ليس فقط من الناحية المعنوية ولكن أيضاً بتكثيف التعاون الأمني والسياسي مع الدول للقضاء على الإرهاب”.

وأضاف وزير الخارجية المصري أنه تناول مع جينتليوني الحادث الأخير الخاص بالقنصلية الإيطالية قائلاً: “أكدت مرة أخرى على تضامن مصر مع إيطاليا في هذا الحادث واضطلاع الحكومة المصرية كاملة بتأمين البعثات الدبلوماسية في القاهرة بما يأخذ في الاعتبار أن الإرهاب يعمل بشكل دنيء لأغراض شهدناها في تونس والكويت وأوروبا وأحداث سيناء(شمال شرقي مصر) واغتيال النائب العام(المصري هشام بركات)”.

وشدّد شكري على أن التعاون والتضامن “سيتواصل على نفس المستوى القائم بل سيزيد في المجالات السياسة والأمنية”.
وأوضح الوزير المصري، أن الوزير الإيطالي زار صباح اليوم موقع قنصلية بلاده، و”سيتم الانتهاء من أعمال الترميم قريبا لتعود إلى رونقها كرمز للعلاقات المصرية الإيطالية”.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي إنه “يزور مصر في المقام الأول للتعبير عن مساندته للعاملين بالسفارة والقنصلية والمعهد الإيطالي بالقاهرة وقبل ذلك ليعبر عن تضامنه وتقاربه مع السلطات المصرية والتأكيد على مستوى الصداقة والتعاون الذي لن يتأثر بهذه الاحداث”.

كما أعرب الوزير الايطالي عن شكره لـ”موقف الحكومة المصرية لعرضها ترميم القنصلية وهو ما يعكس مدى الصداقة بين البلدين”.
ورداً على سؤال بشان إعلان “داعش” مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف القنصلية الإيطالية، قال شكري إن ذلك “سيتم إقراره عندما تنتهي التحقيقات ونصل إلى مرتكبي هذا الحادث ويتم تحديد من هو المسؤول بشكل أوثق”.

ووقع انفجار أمام القنصلية الإيطالية، بشارع الجلاء، وسط القاهرة، في وقت مبكر صباح السبت، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، للأناضول، إن حصيلة الانفجار هي قتيل و10 مصابين.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لجماعة “ولاية سيناء” المتشددة، التي بايعت تنظيم “داعش”، بيانًا يعلن مسؤولية الجماعة عن التفجير.

 

الأناضول