«حارة اليهود» يثير جدلاً في مصر وغضباً في "إسرائيل"

بالعربي: يثير مسلسل «حارة اليهود» الذي تبثه محطات فضائية مصرية عدة منذ بداية شهر رمضان جدلاً كبيراً في البلاد، فيما تحول إعجاب كيان الاحتلال به بعد الحلقة الأولى إلى غضب صارخ بعد عرض سبع حلقات منه. وتصور أحداث «حارة اليهود» لشكل الحياة في هذه المنطقة الواقعة وسط القاهرة عقب ثورة تموز (يوليو) 1952 وكذا أنشطة اليهود في تلك الفترة.

«حارة اليهود»، مسلسل درامي تبثه محطات فضائية مصرية عدة، يروي شكل الحياة في هذه الحارة الواقعة وسط القاهرة والتي تتبع لحي الجمالية التاريخي، ويصور أنشطة سكانها بمن فيهم اليهود عقب ثورة تموز (يوليو) 1952. ويتطرق أيضاً إلى الأوضاع السياسية في مصر ومدى تأثيرها في حياة المصريين. وقال مؤلفه، مدحت العدل، في مداخلة هاتفية لبرنامج «رمضان بلدنا» على قناة «أون تي في»، إن القصة تستند على «وقائع تاريخية حقيقية مثبتة».

لكن المسلسل أثار ولا يزال يثير جدلاً كبيراً في مصر بين مؤيد ومعارض، كما أنه أحدث ضجة في كيان الاحتلال حيث تحولت ردود الفعل من الإعجاب إلى الغضب.

لا علاقات حب بين المسلمين واليهود في مصر

ورصدت صحيفة «اليوم السابع» الإلكترونية آراء نشرت في مواقع داعمة لجماعة الإخوان المسلمين، مفادها أنه «لم يكن هناك علاقات حب بين المسلمين واليهود في مصر». وأضافت هذه المواقع أن المسلسل «أظهر الأسرة اليهودية بأنها مستضعفة، وهو ما ينافي الحقائق» مشيرة إلى أن «العديد من أعمال التخريب والتجسس منذ بداية المشروع الصهيونى العالمي في مصر كانت بيد اليهود».
من جهته، أكد العضو بالمكتب السياسي لـ «حزب البديل الحضاري»، حسام عقل «مبالغة المسلسل في ربط الشخصية المصرية البسيطة بالعنف، في مقابل مبالغته في تقديم اليهودي في صورة الشخص الملائكي الطيب، وهو ما يلحق الإهانة بالشخصية المصرية لصالح الشخصية الصهيونية».

بين اليهودية كديانة والصهيونية كمذهب سياسي
ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، ماجدة هارون، قولها «نحن نحترم جميع الأديان، ولا بد أيضاً من احترام ديننا، وبما أننا أصبحنا في عصر تحريك القضايا تحت مسمى «ازدراء الأديان» فيحق لي تحريك قضية إذا وجدت العمل يضر باليهودية».

وأمام هذه الانتقادات، دافع مؤلف المسلسل، مدحت العدل، عن عمله، وقال في مداخلة على قناة «أون تي في»: «المتعة هو الهدف الأول لصناع هذا العمل» مشدداً على أن «هناك فرقاً بين اليهودية كديانة والصهيونية كمذهب سياسي». وتابع «لا يعنيني سعادة أو استياء إسرائيل».

وفيما يتعلق بكيان الاحتلال، فإن سفارتها في القاهرة أعربت في وقت سابق عن إعجابها بـ «حارة اليهود»، وكتبت على موقعها في «فايسبوك»: «لقد شاهدنا، في سفارة كيان الاحتلال (في مصر)، أولى حلقات المسلسل ولقد لاحظنا لأول مرة أنه يمثل اليهود بطبيعتهم الحقيقية الإنسانية، كبني آدم قبل كل شيء، ونبارك هذا العمل». كما أن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أشادت في مقال بهذا المسلسل الذي قالت إنه يظهر اليهود في صورة جميلة.

لكن بعد عرض الحلقات التالية من المسلسل، تحول موقف السفارة الصهيونية وكتبت «المسلسل بدأ يأخذ مساراً سلبياً وتحريضياً ضد كيان الاحتلال، واستخدم الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع ليعادي كيان الاحتلال».