لوبوان: رمضان أكثر مشقة في البلدان الإسكندنافية

بالعربي: نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية، تقريرا حول طريقة تعامل المسلمين الذين يعيشون في البلدان الإسكندنافية مع الصوم خلال شهر رمضان، خاصة وأن هذه البلدان، مثل السويد والنرويج، يفوق فيها عدد ساعات الصوم 22 ساعة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها  إن شهر رمضان يعد من أهم الأشهر في الدين الإسلامي، حيث يقبل ما يقارب 1.6 مليار مسلم على صيام هذا الشهر المبارك، "وذلك بالامتناع عن الأكل والشرب والتدخين" من الفجر إلى غروب الشمس.

وأضافت أن ممارسة الصيام في بلدان كالسعودية أو الأرجنتين، التي تتراوح عدد ساعات الصيام فيها بين 12 ساعة وتسع ساعات؛ لا يشكل مشقة كبيرة، بالمقارنة مع البلدان الواقعة في الجزء الشمالي للكرة الأرضية.

فمثلا في دولة كآيسلندا؛ يبلغ عدد ساعات الصيام حوالي 21 ساعة متواصلة، وهذا ما يشكل مشقة كبيرة على المسلمين، خاصة وأن الوقت المخصص للتزود بالغذاء والماء قصير جدا، إذ إن الشمس تختفي قليلا في الأفق، والسماء تبقى مضاءة، فيتعذر عليهم معرفة أوقات الصلوات في الليل.

ونقلت الصحيفة على لسان المتحدث باسم الرابطة الإسلامية، محمد كراكي، قوله إن المسلمين في مناطق كفنلندا والسويد وآيسلندا؛ لا يمكنهم تحديد الوقت المناسب للإفطار، مضيفا أن ساعات الليل قصيرة، مما يدفعهم إلى استغلال الوقت لتناول الأغذية الصحية وشرب المياه؛ من أجل مقاومة ساعات الصيام الطويلة.

كما أكد كراكي للصحيفة أن قصر الوقت، وتقارب أوقات صلاتي العشاء والصبح، لا يترك المجال الكافي أمام هؤلاء لأداء صلاة التراويح.

وأوردت الصحيفة أن صعوبة الصيام والمشقة الكبيرة التي يواجهها المسلمون في البلدان القريبة من القطب الشمالي؛ فتحت الباب أمام الاجتهاد الفقهي لإيجاد حل لهذه المسألة.

وأضافت أن المدرسة الفقهية السعودية تمسكت بالحكم الأصلي، وأكدت أن على كل مسلم مراقبة غروب الشمس وشروقها بحسب الدولة التي يعيش فيها، وذلك بغض النظر على طول اليوم أو قصره.

أما بالنسبة للمدرسة الفقهية المصرية؛ فإنها تدعو المسلمين الذين يواجهون هذا المشكل؛ إلى اللجوء إلى الاستئناس بالوقت بمكة، أو أقرب بلد مسلم، كتركيا والبوسنة، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في شمال أوروبا.

وقالت الصحيفة، نقلا عن كراكي، إن الهدف من شهر رمضان ليس التسابق حول من يصمد أكثر في مجابهة الصيام، خاصة وأن رمضان هذه السنة يصادف ذروة فصل الصيف، لذلك ينصح بأن يفطر المرء إذا لم يعد قادرا على العمل أو الوقوف.

وأضاف كراكي أن القرآن الكريم يعفي كبار السن والأطفال والنساء الحوامل من الصيام، مؤكدا أن "الإسلام دين يسر ورحمة".