معبر رفح: ازدحام غير مسبوق وسفر العالقين بالقطارة

بالعربي: البعض شبهه بيوم الحشر، وآخرون وصفوه بتزاحم الحجاج عند رمي الجمرات ضمن مناسك الحج، بينما ذهب آخرون لوصفه بأسوأ الأيام التي شهدها معبر رفح منذ افتتاحه أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

فقبل افتتاح البوابات المصرية بساعات، غصت الساحات والاستراحات المحيطة بمعبر رفح بآلاف الراغبين بالسفر، بينما افترشت الأرض بالحقائب، وتجمع المئات أمام النوافذ، وعلا الصراخ، وسالت دموع النساء، اللاتي توسلن إلى عناصر الشرطة والأمن، لمساعدتهم، كي يتمكن من مغادرة ما وصفنه بسجن غزة الكبير.

إمكانية سفر محدودة

لكن إمكانية السفر كانت محدودة وبالقطارة، مقارنة بالعدد الهائل من العالقين، فوفقاً للمصادر المطلعة، هناك أكثر من 15 ألف مسجل، ينتظرون دورهم للسفر، بينما ثمة الآلاف من غير المسجلين تنطبق عليهم شروط المغادرة، ينتظرون فتح باب التسجيل، ومهما كانت وتيرة العمل جيدة على المعبر، فلن تستوعب طاقته التشغيلية أكثر من 500 مسافر يومياً، ما يعني أن 90% من المسجلين و100% من العالقين من غير المسجلين، لن يتمكنوا من الحصول على حقهم في السفر خلال فترة عمل المعبر القصيرة.

المسافر محمد بشير "56 عام"، أكد أن اسمه مدرج في كشوف المسجلين، لكنه لم يكن ممن أعلنت الجهات المعنية عن سفرهم هذه المرة، وهذا أحزنه كثيراً، كونه مضطر للمغادرة غزة بصورة عاجلة، نظراً لأن إقامته في إحدى البلدان العربية على وشك الانتهاء.

وأوضح بشير أنه لم يدع باباً إلا طرقه، وتوجه إلى مجمع أبو خضرة، وحاول تقديم دوره، لكنه لم يستطع، فقرر اصطحاب أفراد عائلته وحقائبه، والتوجه إلى المعبر يومياً، عسى أن تحدث معجزة تمكنه من السفر.

وأكد أنه في حال ظل عالق مدة أطول في قطاع غزة، فمن الممكن أن يفقد إقامته، ووظيفته، وهذا سيعرض عائلته لكارثة كبيرة على حد قوله، مناشداً الرئيس محمود عباس والسلطات المصرية، وكل الجهات المعنية، بتمديد العمل على معبر رفح أيام أخرى، كي يتمكن وغيره من العالقين من المغادرة.

مرضى يئنون

أما المواطن سعيد النبهان، وكان يضع لاصق طبي على إحدى عينيه، فأكد أنه بحاجة ماسة للسفر إلى مصر، لمراجعة الطبيب المختص، بعد أن أجريت له عملية جراحية في عينه قبل ستة أشهر.