"إسرائيل" تشن هجوما شرسًا على نشطاء حملة المقاطعة ضدها

بالعربي: صعّد كيان الاحتلال هجومه على كل من يطالب بمقاطعته باعتبار أن المقاطعة التي استدعت عقد جلسة طارئة للكنيست الأربعاء تشكل تهديدا استراتيجيا للمصلحة القومية. وفي تطور أخر، أعلن مجلس الجامعات البريطانية رفضه لقرار مجلس طلبة الجامعات الأعلى في بريطانيا بمقاطعة الاحتلال. وقال مجلس الجامعات البريطانية في بيانه: "المجلس ملتزم بالتبادل الحر للأفكار بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدون أي علاقة للانتماء القومي أو المكان الجغرافي". وأضاف المجلس أن المقاطعة هي مس بالحرية الأكاديمية ونحن نعارض ذلك".

ويحارب الاحتلال نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال (BDS) طوال الوقت لكنها صعدت لهجتها ورفعت وتيرة الهجوم عليهم في الأيام الأخيرة منذ أن طلب الفلسطينيون تعليق عضوية كيان الاحتلال في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وتعمل حركة "BDS" على تشجيع مقاطعة كيان الاحتلال ليس اقتصاديا فحسب بل في كافة المجالات الأخرى سواء أكاديميًا أو سياسيًا أو رياضيًا.

واعتبر كيان الاحتلال الهجوم المضاد على نشطاء حملة المقاطعة من الأولويات "الإسرائيلية" بحسب وسائل الإعلام وتصريحات الحكومة.

ودعت ثلاثة أحزاب "إسرائيلية" الأربعاء الكنيست إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة تعزيز مكانة كيان الاحتلال العالمية وصورتها. وقالت وزيرة العدل الصهيونية أييليت شاكيد إن المنظمات التي تسعى لمقاطعة الاحتلال "تريد محوكيان الاحتلال عن الخارطة". وطالب رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان بتغيير الاستراتيجية "الإسرائيلية" وزيادة ميزانية الإعلام.

وندد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأربعاء بانضمام اتحاد الطلاب البريطاني الوطني لحركة مقاطعة الاحتلال"BDS" وقال "رفض اتحاد الطلاب البريطانيين قبل أقل من عام دعم مقاطعة تنظيم داعش الذي يدوس على حقوق الإنسان ويحرق أناسًا في أقفاص وهم أحياء، وقررت الانضمام إلى حركة مقاطعة الاحتلال. هذا دليل على ماهية طابع حركة المقاطعة". وتسمية داعش هي تسمية رائجة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يرتكب فظاعات في سوريا والعراق حيث يحتل مساحات شاسعة.

وأكد اتحاد الطلاب البريطاني الوطني  انضمامة لحركة مقاطعة الاحتلال "الاسرائيلي" حديثا. وتحدث نتنياهو الاثنين في الكنيست عن حملة المقاطعة ضد الاحتلال بقوله "إننا في أوج حملة سياسية وفي هذه الحملة يتم تشويه حقيقة كيان الاحتلال وتشويه ممارساتها حيث يسوقون ضدنا الكثير من الاتهامات الكاذبة"، داعيا "إلى توحيد القوى المحلية والعالمية للتصدي لهذه الأكاذيب وتفنيدها".

وكان الرئيس "الإسرائيلي" رؤوفين ريفلين حذر الخميس الماضي من المحاولات الفلسطينية لدفع مقاطعة الاحتلال في المحافل الأكاديمية والمحافل الرياضية واعتبرها "تهديدا استراتيجيا للدولة"، أثناء لقائه أعضاء لجنة رؤساء الجامعات "الإسرائيلية".

واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "أن الحرب ضد حملات المقاطعة ليست حربا سياسية فقط بل هي حرب قومية".

وأطلقت الصحيفة حملة الاثنين تحت عنوان "الاحتلال أولا، نحارب المقاطعة"، و"تجند في معركة التصدي" وقالت إنها ستنشر خلال الشهر والأشهر القادمة مقالات ومواضيع خاصة ضد نشطاء المقاطعة.

ودعت الصحيفة كل القوى من اليمين واليسار للالتفاف والتجند ضد حملات المقاطعة لأن "حركة المقاطعة تشكل تهديدًا استراتيجيا على الوجود "الإسرائيلي""، وشبهت دعاية حملات المقاطعة التي يرددها نشطاء "BDS" ضد كيان الاحتلال بالدعاية اللا سامية النازية ضد اليهود.

ومن جهته قال عمر البرغوثي أحد مؤسسي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على كيان الاحتلال "أن الحركة ترتكز على القانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان. وترفض رفضا قاطعا كل أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية وواقع ازدياد الدعم اليهودي للحركة في الغرب هو نتيجة الانسجام الأخلاقي للحركة".

وأضاف "الحقيقة أن الحركة لا تستهدف اليهود، لأنها تستهدف أصلا نظام الاحتلال والاستيطان الاستعماري والأبارتايد -القصل العنصري".

وأضاف البرغوثي "أن الاحتلال وآلة الدعاية الصهيونية تتهم أي مؤيد لحركة المقاطعة على الفور بمعاداة السامية وتستخدم ذلك كشكل من أشكال الترهيب لإيقاف كل أشكال معارضتها، وتستخدم تكتيك تشويه السمعة خصوصا ضد مؤيدي المقاطعة من الأوروبيين لشعورهم بالذنب من المحرقة النازية ونجح الاحتلال نسبيا خلال العقود الماضية باستخدام عقدة الذنب عند الأوروبيين للتواطؤ على قمع الفلسطينيين".

وأوضح "نحن نطالب بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967 وتفكيك المستوطنات وجدار الفصل العازل وإنهاء الابارتايد الذي ينطبق على المواطنين الفلسطينيين بحسب تعريف الأمم المتحدة".

واكد عمر البرغوثي "أن استهداف نشطاء حركة المقاطعة من قبل الاحتلال لا يخيفهم لان ذلك حدث في الماضي ويحدث". وقال "استخدم الاحتلال أسلوب تشويه السمعة والترهيب والتخويف ومع اقتراب السنة العاشرة لتأسيس الحركة من الواضح أن مثل هذه التكتيكات لم تعد تؤثر علينا لأن إسرائيل تفقد التعاطف والسند في أرجاء العالم بما في ذلك أوروبا وتدريجيا في الولايات المتحدة".

وأورد البرغوثي مثالا على ذلك "في بداية العام وقعت حوالي ألف مؤسسة ثقافية في بريطانيا التزامها بدعم مقاطعة الاحتلال ثقافيا وتبعتها مبادرة شبيهة في مونتريال في كندا وفي إيرلندا وجنوب أفريقيا".

ولمحاربة حملات المقاطعة سنت الكنيست عام 2011 "قانون المقاطعة" ضد كل من يطالب بمقاطعة الاحتلال واعترضت عليه مؤسسات حقوق الإنسان. وصادقت المحكمة العليا "الإسرائيلية" على هذا القانون في 15 نيسان/إبريل 2015 معتبرة "أن المقاطعة لها طابع عنصري كونها تنادي بمقاطعة مؤسسات فقط لانتمائها "الإسرائيلي"".
وينص قانون المقاطعة "الإسرائيلي" على تقديم دعوى قضائية وطلب تعويضات ضد كل من يدعو إلى عدم شراء منتجات المستوطنات أو إلى عدم المشاركة في النشاطات الثقافية التي تنظم بداخلها. كما يخول القانون وزير المالية بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على كل من ينادي بالمقاطعة أو يعلن مشاركته بالمقاطعة.

وقالت المحامية "الإسرائيلية" ليئا تسيمل "هذا القانون هو ضد حرية التعبير ويعني تكميم الأفواه. الشيء الوحيد الذي جعل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يخضع ويغير نظامه هو المقاطعة الاقتصادية. الاحتلال يحتل شعبا أخر وتضرب بعرض الحائط حقوقه فهذا النشاط السلمي الذي يقوم به فلسطينيون ومنظمات يسارية قد يؤثر على الاحتلال سياسيا".