رصد تسول مقنع يمارسه فتية وأطفال بثوب باعة متجولون في غزة

بالعربي: فتية وأطفال في مقتبل أعمارهم، يسيرون حفاة الأقدام، تحت لهيب الشمس الحارقة، أيديهم مثقلة بحملها، يتجولون على شاطئ البحر المكتظ بالمصطافين، لبيع ما لديهم من سلع بسيطة.

هم ليسو مجرد باعة، وإن بدو كذلك، فغالبيتهم عبارة عن متسولين صغار، دفع بهم آبائهم وعائلاتهم لتلك المهنة بإرادتهم وربما رغماً عنهم.

تسول مزعج
وأمام إحدى المصايف الصغيرة، وقف الفتيان الشقيقان عمر وإبراهيم صالح، وكل منها يحمل سلعة مختلفة عن الآخر، محاولان جذب الأطفال ممن كانوا يلهون على الرمال، غير أن توقفها طال، دون أن يلتفت إليهما أي من الأطفال، ما دفعهما للاقتراب من الخيمة التي كان يتواجد فيهما الأبوين.

نظر أحدهما للآخر، ثم تقدم الصغير، وبدأ يطلب من الوالد شراء الحلوى والمعجنات لأبنائه، لكن الوالد طلب منه المغادرة، وأنه لا يريد الشراء، فما كان من ذاك الطفل إلا أن أطلق عبارات التوسل، مصطحباً إياها بالدعاء للرجل، كي يحن عليه ويشتري بعضا من الحلوى، قبل أن يتدخل شققه الآخر ويستمر في الإلحاح، ما دفع الوالد للشراء منهما، رغم عدم حاجته لتلك السلع، لكنه يسعى لصرفهما.

ويقول أحد الطفلين، إن والده عاطل عن العمل، وفي كل عطلة صيفية يشتري لهما سلع، ويرسلهما للبيع على الشاطئ المزدحم، ويطلب منهما حد أدنى للبيع، وإذا لم يصلا إليه قد يعاقبهما.

وأكد الشقيق الأكبر إبراهيم، أنهما يقضيان ساعات طويلة وهما يتنقلان على طول الشاطئ يومياً، ويقفان تارة عند تجمع الفتية والأطفال، وتارة أخرى عند الاستراحات، ويبذلان كل جهد ممكن من أجل بيع ما لديهما من سلع.

وغير بعيد عن الطفلين صالح، كان الفتى "أنس"، ورفض ذكر اسمه كاملاً، يمسك بعدد من الطائرات الورقية، وينادي بأعلى صوته في محاولة لجذب الأطفال لشرائها.

ويستخدم أنس طريقة مبتكرة لبيع الطائرات، عبر ترويجه له، وإغراء الأطفال بادعائه بقدرتها الخارقة في الطيران، واكتساح كل ما تلاقيه من طائرات ورقية منافسة، إضافة إلى عمرها الطويل.

وكان أنس ينجح في كل مرة يتوقف فيها بجانب أطفال، ببيع طائرة أو اثنتين، قبل أن يطلق باحثا عن عيرهم.

وأكد أنه يشتري كل يوم عشرين طائرة من إحدى المحال، ويذهب إلى شاطئ البحر المكتظ، ولا يعود إلى البيت حتى يتمكن من بيعها، وهذا ما يجعله يبحث عن كل طريقة ممكنة من أجل تسويقها.

نقلا عن الحدث الفلسطينية