جمعية صهيونية وهمية تستولي على مبنىً تاريخياً جنوب الضفة

بالعربي- حمزة السلايمة: ما تزال الهجمة التوسعية الاستيطانية، التي تشنها الجمعيات الصهيونية بحق الأرض الفلسطينية في الداخل والخارج تزداد شراسة، وآخر هذه الهجمات كانت، إدعاء نشطاء يهود من اليمين المتطرف، في الخارج شرائهم مبنى تارخياً قديمًا تملكه كنيسة سويدية  يسمى "بيت البركة" و38 دونماً من الأراضي التابعة له قضاء مدينة الخليل(جنوب الضفة الغربية) .

وفي سياق احتجاج الفلسطينين، على قرار المصادرة الصهيوني، تواصل اللجان الشعبية المقاومة للاستيطان نشاطاتها للدفاع عن المبنى، حيث نظم العشرات من المواطنين وقفة احتجاجية، تطالب الكنيسة السويدية بتوضيح دورها، وملكية المبنى من الناحية القانونية.

وقمعت قوات الاحتلال صباح اليوم السبت الوقفة، واعتدت على المواطنين، واعتقلت أربعة نشطاء أجانب، والناشط في مقاومة الاستيطان يوسف أبو ماريا، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ومنعت المحتجين من الوصول للمبنى.

وحول ذلك يقول نادر سمارة،  الذي يسكن شقة تابعةً لـ "بيت البركة"، هو وعائلته ويعمل على خدمته منذ ما يزيد عن 50 عاماً، إن " البيت كانت تملكه كنيسة أميريكية، واستخدمته كمستشفى لعلاج المرضى في الجنوب الفلسطيني، وأغلقته بعد ذلك، قبل أن تشتريه مؤسسة تدعى "أسكندنيفيان فيمن هولاند"، في العام 2008 ادعت أنها تابعة للكنيسة الكاثولوكية السويدية".

وبين سمارة، أنه ورث العمل في بيت البركة عن جده وأبيه، وهو ما زال يعيش في البيت، ولم يطلب منه مغادرته حتى الآن، لكنه يقول إن"جيش الاحتلال بدأ يراقب تحركاتنا ويشدد من اجراءات دخولنا وخروجنا من وإلى البيت".

وأكد أن عائلته انهت عقد العمل مع الكنيسة الأميركية، وحصلت على مستحقاتها الكاملة منها، ووقعت عقداً جديداً مع المالكين الجدد لخدمة البيت والأراضي المجاورة، عام 2008 .

وكانت الجمعية الوهمية شرعت بإعادة ترميم المبنى، وحراثة الأراضي التابعة له، ووضع سياج شائك حول ما يتبع له من الأراضي، في وقت شدد فيه جيش الاحتلال من اجراءاته الأمنية والرقابية حول المبنى، ومنع أي أحد من الوصول إليه.

بدوره قال الناشط في اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والإستيطان، محمد بريجية، إن" سيطرة الاحتلال على البيت كارثة، نظراً لموقعه الإستراتيجي وقربه من مخيم العروب للآجئين".

وطالب بريجية، الكنيسة السويدية ومن له علاقة بالقضية باصدار بيان يوضح ما حدث، ووضع المبنى القانوني، قبل أن يحكم الاحتلال قبضته على المبنى التاريخي .

وأوضح أن على السلطة الفلسطينية متابعة ملف البيت، أمام المحافل الدولية والقانونية

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، زعمت بأن عملية الشراء تمت بواسطة شركة سويدية وهمية، إدعت أنها تابعة للكنيسة الاسكندنافية، وتم نقل ملكية الأرض و"بيت البركة" للمليونير اليهودي آهرون موسكوبيتش، الذي استولى على عدة عقارات في القدس المحتلة .

ومن الجدير ذكره، أن الكنيسة الأميركية استخدمت البيت كمستشفى يقدم خدمات مجانية لعلاج مرضى السل في منطقة الجنوب الفلسطيني حتى إغلاقه عام 1983.