المفوضية الاوروبية تضع خطة لتقاسم عبء المهاجرين غير الشرعيين

بالعربي: تطلب المفوضية الاوروبية الاربعاء من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مشاطرة مسؤولية عشرات الالاف من طالبي اللجوء الذين يصلون الى ايطاليا واليونان ومالطا تضامنا مع هذه الدول التي لم تعد قادرة على ادارة تدفق المهاجرين.

وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الايطالية فيديريكا موغيريني الثلاثاء ان “الاقتراح ليس مثاليا، لكنه خطوة كبرى الى الامام، لانه يطرح مبدأ التضامن”.

لكنها انذرت “بضرورة بناء اجماع″ على اقتراح “اعادة توطين” طالبي لجوء “كي يتمكن وزراء الداخلية من اقراره بالاكثرية المؤهلة في اجتماعهم في 16 حزيران/يونيو” في لوكسمبورغ.

وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من انه سيترتب على الاوروبيين “حل هذه المشكلة جماعيا وبشكل اكثر اكتمالا”، علما انه يزور بروكسل الاربعاء للتباحث مع قادة الاتحاد الاوروبي.

لكن هذه المهمة تبدو صعبة بشكل خاص بسبب معارضة المملكة المتحدة والمجر ودول البلطيق والجمهورية التشيكية وبولندا لاي توزيع الزامي بحسب معايير محددة. وفيما ترفض فرنسا الحديث عن “حصص” لا تعترض على تقاسم اللاجئين بموجب معايير محددة.

غير ان المقترح الذي سيطرحه المفوض الاوروبي للشؤون الداخلية ديمتريس افراموبولوس يفرض قاعدة توزيع تستند الى اربعة معايير: اجمالي الناتج الداخلي، عدد السكان، نسبة البطالة، وعدد طلبات اللجوء المسجلة في البلد.

وتجيز اعادة التوطين نقل افراد مؤهلين للحصول على حماية دولية، كما انها تفتح ثغرة في تنظيم دبلن الذي يفرض تولي بلد الوصول مسؤولية طالبي اللجوء.

ويرمي هذا الاجراء الى الرد على “ملف طارئ” بحسب المفوضية الاوروبية التي تخشى وفود اعداد كبرى من المهاجرين وطالبي اللجوء صيفا الى ايطاليا ومالطا واليونان. فقد يحاول حوالى نصف مليون مهاجر عبور المتوسط، على ما حذرت المنظمة البحرية الدولية التابعة للامم المتحدة في نيسان/ابريل.

لكن مجهود التضامن ينبغي ان يكون محدودا زمنيا والا يتعلق الا “بالوافدين الجدد اعتبارا من شهر تموز/يوليو”.ويفترض توزيع اكثر من 40 الف مهاجر بقليل، وتمنح الاولوية الى طالبي لجوء “سوريين واريتريين” بحسب مصدر في المفوضية.

واضاف المصدر “لم يطرح المفعول الرجعي في اي وقت”. بالتالي سيتحتم على ايطاليا ان تتولى بمفردها حوالى 80 الف وافد من مهاجرين وطالبي لجوء، يمكثون حاليا في مراكز استقبال في البلاد.

واعربت فرنسا عن الاستعداد للموافقة على “الية مؤقتة لاعادة توزيع طالبي اللجوء الذين يحتاجون بوضوح الى حماية في الاتحاد الاوروبي”. لكن باريس “ترفض فكرة فرض اي حصة من طالبي اللجوء”.

وبحسب وكالة الانباء اليونانية ستشمل خطة المفوضية في العامين القادمين 40 الف طالب لجوء في اليونان وايطاليا.

وقد تثير هذه الخطة التي اعدتها المفوضية اثر الصدمة التي تسبب فيها غرق مئات المهاجرين في البحر المتوسط في الاشهر الاخيرة، مجددا الكثير من الجدل.

وبحسب ارقام نشرها جهاز حرس السواحل اليوناني فقد تم احصاء 22318 مهاجرا وطالب لجوء وصلوا عبر جزر شرق بحر ايجه القريب من تركيا بين كانون الثاني/يناير ونيسان/ابريل اكثر من نصفهم في نيسان/ابريل.

وبحسب المصدر ذاته وصل اكثر من 1200 منهم الاثنين والثلاثاء. وابرز الجزر المعنية هي خوس وليسفوس وشيوس وساموس واغاتونيسي وكاليمنوس.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة وصل اكثر من 34500 مهاجر وطالب لجوء الى ايطاليا منذ بداية 2015 في حين قضى نحو 1770 شخصا او فقدوا في البحر المتوسط.