مفجر ثورة الأمعاء الخاوية..يؤرق المحتل ويُلهم الأسرى والمتضامنين

بالعربي: تحول الأسير الفلسطيني خضر عدنان، بالإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه داخل سجون الإحتلال "الإسرائيلي"  للمرة الثانية، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، إلى مصدر إلهام وفخر لدى الفلسطينيين وخاصة منهم الأسرى، بعد تسطيره الأحرف الأولى من معركة جديدة خاضها لعدة شهور متواصلة مع مصلحة السجون الإسرائيلية، تكللت في النهاية بالنصر.

“مفجر ثورة الأمعاء الخاوية” هو الاسم الذي يُطلق على الأسير خضر عدنان، صاحب الـ37 عاماً، من سكان جنوب مخيم جنين بالضفة الغربية، منذ نجاحه في معركته الأولى بالإضراب المفتوح عن الطعام لأكثر من شهرين، التي انتهت بخضوع مصلحة السجون لقوة عزيمته والإفراج عنه، وكان محل إلهام لباقي الأسرى لخوض الطريق نفسه.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير خضر بتاريخ 8 يوليو/ تموز من العام الماضي، من داخل منزله في جنين، وما يزال حتى اليوم رهن الاعتقال الإداري دون تهمة محددة توجه له. وأعلن إضرابه عن الطعام في السجون منذ الخامس من مايو/أيار الجاري رفضاً لاعتقاله الإداري.
- معركة جديدة
الحاج عدنان محمد موسى (75 عاماً)، والد الأسير خضر عدنان، أكد لمراسل “الخليج أونلاين” في غزة، أن ابنه الأسير مُصر على السير بخطواته “النضالية” داخل سجون الإحتلال، حتى إخراجه من الاعتقال الإداري وتحديد موعد للإفراج عنه من داخل سجون الإحتلال.
وأوضح أن الأسير خضر يتعرض داخل المستشفى، الذي يوجد بداخله الآن، لكل أشكال الإهانة والإذلال من قبل السجان الصهيوني؛ للتراجع عن فكرة الإضراب التي يخوضها لليوم الـ21 على التوالي، ورفضه كل أنواع الطعام والمسكنات التي تقدم له.
واستطرد قائلاً: “الأسير خضر يقدم الآن نموذجاً جديداً من التحدي والصمود في وجه مصلحة السجون الإسرائيلية، وهذا التحدي سينتهي بإذن الله وصمود خضر بنصر جديد، بعد النصر الذي حققه قبل عدة أشهر وأخضع دولة إسرائيل لقوته”.
الحاج عدنان موسى لم يخف خشيته على مصير ابنه الأسير خضر وحياته، موضحاً أن وضعه الصحي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؛ بسبب الاستمرار في معركة الإضراب عن الطعام ورفضه لتناول أي نوع من المواد التي تساعده في تحسين وضعه الصحي والجسدي.
وحمل حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، التي يترأسها بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة عن أي خطر يتعرض له ابنه الأسير خضر، مطالباً المؤسسات الدولية والحقوقية ومجلس الأمن بالتدخل العاجل للإفراج عن ابنه، ووضع حد لمعاناة آلاف الأسرى داخل سجون الإحتلال.
وذكرت عائلة الأسير عدنان، الذي ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، أن نجلهم، نُقل قبل أيام من زنازين سجن “هداريم” الصهيوني إلى زنازين سجن “الرملة”؛ من جراء تردي وضعه الصحي وتصميمه على عدم تناول أي مدعمات خلال إضرابه المستمر عن الطعام.
وتستخدم حكومة الإحتلال سياسة الاعتقال الإداري لاحتجاز آلاف الفلسطينيين، لا سيما نواب المجلس التشريعي والأكاديميين والسياسيين، دون مبرر أو مسوغ قانوني، وتجدد اعتقالهم بقرار من المخابرات.
- تحدٍ وصمود
من جانبه أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن الأسير عدنان يخوض معركة قوية وباسلة في الدفاع عن حقوق باقي الأسرى الفلسطينيين الموجودين داخل السجون الإسرائيلية.
وقال المدلل، لمراسل “الخليج أونلاين”، في غزة: “الأسير خضر يواصل نضاله بالطريقة التي رأى فيها إحراجاً لمصلحة السجون الإسرائيلية، لوضع حد لكل الممارسات العنصرية التي تمارسها بحق الأسرى، ونحن وكل الفصائل الفلسطينية ندعم بشكل كبير خطوته بكل قوة، ونشد على يده حتى تحقيق النصر”.
وأوضح أن الأسير خضر يدافع عن قضية عادلة وهي قضية الأسرى الفلسطينيين، الذين تجاوز عددهم داخل السجون الصهيونية الـ5 آلاف أسير، عدد كبير منهم من المرضى والنساء والأطفال، مشيراً إلى أن خطوة الإضراب حققت نتيجة إيجابية بعد نجاح عدد كبير من الأسرى في تحقيق النصر، والإفراج عنهم بعد خوضهم الإضراب لشهور طويلة.
ودعا المدلل لأوسع حملة شعبية وجماهيرية فلسطينية وعربية ودولية من أجل نصرة قضية الأسرى الفلسطينيين، والضغط على الجانب الإسرائيلي للإفراج الفوري عن جميع الأسرى المرضى، وإنهاء “مهزلة” الاعتقال الإداري، ووقف كل الممارسات العنصرية التي تمارس بحق الأسرى.
وكان الاعتقال الأشهر بحق خضر في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2011، وهو الذي خاض فيه أشهر وأطول إضراب فردي عن الطعام في السجون الإسرائيلية؛ احتجاجاً على اعتقاله الإداري دون تهمة، واستمر الإضراب 65 يوماً ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه بتاريخ 17 أبريل/ نيسان 2012.
- رسالة تضامن
ومنذ إعلان الأسير عدنان خوضه الإضراب عن الطعام، احتلت قضيته اهتمام الرأي العام الفلسطيني بشكل كبير، وأصبحت صوره تعلق في الميادين الرئيسية والسيارات داخل مدينة غزة، إضافة إلى الحملات والوقفات التضامنية الواسعة في جميع المؤتمرات الصحفية والإعلامية وتنظيم مسيرات دعم ومساندة لقضيته.
وفي لفتة تضامن أخرى، لجأ عدد من الفنانين والرسامين في قطاع غزة إلى استخدام الجدران وسيلة تضامن ودعم للأسير خضر داخل السجون، فانتشرت رسومات كبيرة للأسير على الجدران التي غطت مساحة كبيرة منها شعارات التضامن والمساندة لقضيته ونصرة الأسرى.
ويقول الفنان الفلسطيني التشكيلي، باسل العكلوك، بعد رسمه جدارية كبيرة للأسير خضر أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، وسط مدينة غزة: “ألجأ للجدارن ورسم صورة للأسير خضر لتذكير الفلسطينيين بحدث معين ومهم بالنسبة لهم، تجسد بمعاناة أسير، والمضرب عن الطعام منذ أسابيع″.
ويضيف لمراسل “الخليج أونلاين”: “أجسد بريشتي الصغيرة والمتواضعة معاناة كبيرة وصموداً لأحد الأسرى داخل السجون، وهو خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ 21 يوماً، لأنقل معاناة هذا الأسير وتحديه لمصلحة السجون بكل فخر وقوة”.
ويتابع: “الفن هو رسالة سامية وقوية نقوم بإيصالها للجميع، وبالفن نجسد المعاناة التي يعيشها قطاع غزة، ولا سيما الأسرى الذين ضحوا بصمودهم لحماية أرضهم الفلسطينية”، مضيفاً: “اليوم نرسم الأسير خضر عدنان أمام الصليب الأحمر الدولي لنقول بأن الاعتقال الإداري سيف مسلط يطول رقاب كل الفلسطينين، ويجب عليها أن تتدخل لكسر هذا الاعتقال الظالم”.