"إسرائيل" اقتطعت ما قيمته 2.5 مليار دولار من أموال السلطة منذ العام 2002

بالعربي: دعا تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الجانب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية الى الوقوف بحزم ضد سياسة السطو اللصوصي على المال العام الفلسطيني ( أموال المقاصة )، التي يصر كيان الاحتلال على مواصلة ممارستها من خلال اقتطاعاتها المتكررة لما تسميه ديون الكهرباء المتراكمة بإجراء أحادي الجانب ودون العودة الى الجانب الفسطيني.

جاء ذلك تعقيبا على ما افصحت عنه مؤخرا سلطة الطاقة الفلسطينية بشأن  اقتطاع كيان الاحتلال منذ العام 2002 ما قيمته 2.5 مليار دولار من اموال المقاصة، التي يجبيها كيان الاحتلال مقابل عمولة مجزية لفائدة الجانب الفلسطيني على الواردات الفلسطينية عبركيان الاحتلال، لتسديد ديون متراكمة لشركة الكهرباء القطرية "الاسرائيلية" على شركات ومؤسسات وهيئات خاصة فلسطينية، وذلك في مخالفة صريحة للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني و"الاسرائيلي" وخاصة اتفاق باريس الاقتصادي، والذي لم يلحظ ولو بكلمة واحدة الكيفية التي يتم على اساسها تسديد فاتورة كهرباء شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية على اعتبار هذه المسألة لا تدخل في إطار علاقات التبادل التجاري بين الجانبين الفلسطيني و"الاسرائيلي" على المستوى الرسمي بقدر ما هي علاقة بين شركة خاصة "اسرائيلية" وشركات ومؤسسات وهيئات خاصة فلسطينية .

وأضاف ان ممارسة حكومة الاحتلال دور الوكيل لشركة خاصة "اسرائيلية" ليس إلا قرصنة واضحة بنوايا خبيثة ، من شأنها أن تشجع المستهلك في السوق الفلسطيني على عدم تسديد فاتورة الكهرباء ، طالما يقتطعها كيان الاحتلال من اموال المقاصة ، وهي قرصنة  يمكن لكيان الاحتلال ان تمارسها مع الجانب الفلسطيني الرسمي ولكنها لا يمكن ان تمارسها مع دولة اخرى لأنها تدرك العواقب السلبية التي تترتب على سلوك كهذا ، الأمر الذي يكشف مدى الصلف والوقاحة في سلوك هذه الدولة ، ويكشف كذلك العقلية اللصوصية التي يتعامل فيها  كيان الاحتلال مع الجانب الفلسطيني ، ويؤكد في الوقت نفسه الحاجة الماسة ليس فقط لوقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي ، الذي ينظم العلاقات الاقتصادية بين كيان الاحتلال والسلطة الوطنية الفلسطينية ، بل والحاجة للتوجه الى  مراكز التحكيم الدولية المتخصصة مثل غرفة التجارة الدولية بباريس و محكمة التحكيم الدولية بلندن وغيرهما من المراكز والطلب منها التدخل للنظر في هذه القرصنة "الاسرائيلية" ، حتى لو كان كيان الاحتلال ترفض عمليا التوجه لهيئات التحكيم الدولية في علاقتها مع الجانب الفلسطيني .

وفي الوقت نفسه دعا تيسير خالد جهات الاختصاص الفلسطينية الى تحمل مسؤولياتها في جباية فاتورة الكهرباء من  المستهلكين دون استثناء ووقف سياسة الاعفاءات غير المبررة ، وشمل الهيئات والمؤسسات والمصانع والافراد ، الذين يتخلفون عن سداد ما عليهم من ديون ومستحقات بنظام القائمة السوداء وإعطائهم مهلة معينة لتصويب أوضاعهم ، حتى لا يسهموا بوعي او بدون وعي في تشجيع كيان الاحتلال على انتهاك الحقوق الفلسطينية ومواصلة السطو على المال العام الفلسطيني واستخدام أموال المقاصة كوسيلة من وسائل الابتزاز لانتزاع تنازلات سياسية من الجانب الفلسطيني ، كما جرت العادة في سياسة حكام "تل أبيب" وردود أفعالهم على انضمام دولة فلسطين  الى وكالات وهيئات وأجهز الامم المتحدة والاتفاقيات المنبثقة عنها او الى المحكمة الجنائية الدولية لمساءلة ومحاسبة قادة كيان الاحتلال على جرائمهم ومحاولة جلبهم الى العدالة الدولية .