"المرصد": "داعش" يسيطر على نصف سوريا

بالعربي: سقطت مدينة تدمر الأثرية بشكل كامل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" الذي أصبح يسيطر على أكثر من نصف مساحة الأراضي الجغرافية السورية، حسبما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن إن سيطرة التنظيم على تدمر فتحت الطريق للتنظيم على البادية السورية وصولاً إلى الحدود العراقية، حيث لا تزال الحكومة السورية تحتفظ في هذه النقطة ببعض المواقع العسكرية بينها ثلاثة مطارات عسكرية "س 1" و"س 2" ومطار تيفور العسكري. لكن جغرافياً، باتت نصف مساحة سوريا تقريباً تحت سيطرة التنظيم الجهادي.
وبات التنظيم يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، من المساحة الجغرافية لسوريا، حيث يتواجد في تسع محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة لوجود موالين له في محافظة درعا، إضافة إلى السيطرة على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، بينما يبقى كل من حقل شاعر الذي تُسيطر عليهما قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الحسكة، خارج سيطرته، وفقاً لـ"المرصد".
كما بات يُسيطر على مساحة متّصلة من جنوب جبل عبد العزيز وبلدة الهول في جنوب وجنوب شرقي الحسكة مروراً بمعظم دير الزور والغالبية الساحقة من محافظة الرقة وصولاً إلى ريف مدينة مارع في ريف حلب الشمالي وتدمر في ريف حمص الشرقي وكامل البادية السورية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، إضافة لسيطرته على مناطق واسعة في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود جنوبي العاصمة دمشق.
وسيطر التنظيم المتشدّد على المدينة التاريخية ليل الأربعاء، وهذه أول مرة ينتزع فيها السيطرة على مركز سكاني كبير بشكل مباشر من القوات الموالية للحكومة، حيث أن المناطق التي يسيطر عليها منخفضة الكثافة السكانية.
وقال مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن إن عناصر التنظيم الإرهابي انتشروا في كل أنحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها، وسيطروا على القاعدة الجوية والسجن ومقرّ الاستخبارات بعدما اجتاحوا المدينة الأربعاء.
وأكد "المرصد" وناشطون أن القوات النظامية السورية انسحبت من كل مواقعها ومقارها في تدمر، بما فيها سجن تدمر والمطار العسكري (شرق) وفرع البادية للاستخبارات العسكرية (غرب) التي دخلها التنظيم ليلاً.
وأشار الى مقتل 28 عنصراً من قوات النظام وإصابة حوالي سبعين بجروح لدى استهدافهم خلال انسحابهم في اتجاه مدينة حمص.
وذكرت وكالة "سانا" السورية للأنباء أن قوات "الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعداداً كبيرة من إرهابييه الذين يُحاولون الدخول إلى المواقع الأثرية للتحصّن داخلها".
وأشارت الوكالة إلى أن القوات المسلّحة "تصدّت لتحركات مسلحي داعش على المحطة الثالثة لنقل النفط وعدد من النقاط العسكرية في محيط حقل جزل في ريف تدمر وكبّدتهم خسائر في العتاد والأفراد".
وتثير سيطرة "داعش" على المدينة الأثرية في تدمر، مخاوف من نهب أو تدمير الآثار الموجودة فيها وفي متحفها، خاصة بعدما قام التنظيم خلال الأشهر الماضية بتدمير عدد من المواقع والمدن الأثرية في المناطق التي يسيطر عليها مثل متحف الموصل شمالي العراق، وآثار مدينتي النمرود والحضر التاريخيتين شمالي العراق، ما أثار موجة من الإدانة من قبل المنظمات الأممية المهتمة بالآثار.

وكالات