الزعتر.. زراعة واعدة تتغلب على بوابة جدار فلامية

بالعربي: يقف "أبو شهاب" أمام البوابة يومياً، في انتظار أن يسمح له جندي الاحتلال بالدخول إلى أرضه المصادرة خلف جدار الفصل العنصري، لفلاحة أرضه المزروعة بالزعتر المروي، إلا أنه غالباً ما يواجه العديد من المشاكل والمنع من إدخال بعض المواد الزراعية، أو منع دخول بعض أفراد عائلته لفلاحة الأراضي.

أحمد عبد القادر توبه "أبو شهاب"، واحد من نحو 150 مزارعاً يواجهون عقبات سلطات الاحتلال في الدخول لأراضيهم في قرية فلامية شمال شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة ، التي التهمها جدار الفصل العنصري كغيرها من أراضي الضفة الغربية.
استطاع "أبو شهاب" والمزارعون في قريته والقرى المجاورة، على مدار سبع سنوات ماضية، من مواجهة إجراءات الاحتلال في استئجار الأراضي المصادرة من أصحابها، واستصلاحها وزراعتها بالزعتر المروي، الذي تطور إلى زراعة واعدة ومربحة للمزارعين هناك.
"أبو شهاب" الذي يملك 100 دونماً من الزعتر، يقول إن المشاكل مع جنود الاحتلال على بوابة الجدار تتكرر يومياً في منع دخول أفراد عائلته، وبعض الأدوات الزراعية أو إخراج المحصول الزراعي من الأراضي إلى السوق.
ويضيف أن سلطات الاحتلال تعطي تصريحاً للعامل الواحد عن كل 5 دونمات، وهذا يعتبر غير منطقي، إذ أن العامل الواحد يستطيع فلاحة دونمين كحد أقصى، كما أنها تفتح نصف ساعة في الصباح لدخول المزارعين، ثم تعود لفتحها نصف ساعة أخرى مساءً، لخروج المزارعين ومحصولهم، إلّا أن ذلك لا يكاد يكفي لدخول أو خروج 50 عاملاً، وهو عدد أقل بكثير من حاجة الأرض للعمال.
ويقول رئيس مجلس قروي فلامية، يوسف الظاهر، إن اقبال المزارعين على زراعة الزعتر الذي بدأ قبل 7 سنوات في القرية في تزايد مستمر، حيث وصل عدد شتلات الزعتر المزروعة في قريته والقرى المحيطة، إلى 10 ملايين شتلة موزعة على نحو 700 دونماً.
ويرى الظاهر أن إقبال المزارعين على زراعة الزعتر، ينذر بتعرضهم لخسائر في حال لم يتم فتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتج، غير الأردن الذي يستقبل الحصة الأكبر من المنتج المصدر، حيث انخفض سعر الطن الواحد من المحصول خلال العام الماضي من 24 ألف شيقل إلى 17 ألف شيقل.
وفي محاولة من المزارعين على خلق فرص تسويقية جديدة، أسسوا في القرية مصنعاً لإنتاج الزعتر بأشكال مختلفة وتعليبه، ومن المقرر افتتاحه بعد نحو شهرين من الآن.
وتُظهر إحصائيات وزارة الزراعة، أن الأردن يستقبل الغالبية العظمى من الزعتر الفلسطيني المصدر للخارج، حيث يبلغ حجم المصدر للأردن 432 طناً خلال العام الماضي، كما تم تصدير 7.5 طناً إلى الكويت.
وتشير مدير دائرة التسويق في وزارة الزراعة، ناريمان أبو السعود، إلى أن 4 محافظات قامت بتصدير الزعتر وهي جنين، وقلقيلية، وطولكرم، وسلفيت، غير أن جنين وقلقيلية كانت لهما الحصة الأكبر في التصدير.
وتقول أبو السعود، إن وزارة الزراعة لا تفرض رسوماً على تصدير المنتاجات الزراعية، في محاولة منها لتشيع المزارعين على الإنتاج، وتعمل على تقديم التسهيلات لهم، وعرض منتجاتهم في المعارض الخارجية بهدف تسويقها.
 

ابراهيم عنقاوي / وكالة وطن