واشنطن تعيد النظر في استراتيجيتها بعد سقوط الرمادي

بالعربي: اقرت واشنطن الاربعاء بأنها بصدد “اعادة النظر” في استراتيجيتها في العراق بعد سقوط مدينة الرمادي، معلنة ايضا انها ستزود القوات العراقية بصواريخ مضادة للدروع لمواجهة السيارات المفخخة وستدعم هذه القوات.

وبعد ايام من انكار ان سقوط المدينة العراقية نهاية الاسبوع في يد تنظيم الدولة الاسلامية سيجبر واشنطن على اعادة النظر في سياستها، قال مسؤول امريكي رفيع المستوى ان الولايات المتحدة صبت تركيزها منذ “انتكاسة” يوم الاحد على استعادة الرمادي.

واضاف المسؤول امام صحافيين “ستكون واهما اذا ما حصل شيء من هذا القبيل ولم تقل ما الخطأ الذي حدث، وكيف يمكنك اصلاحه وكيف يمكننا تصحيح المسار للانطلاق من هنا”.

وتابع طالبا عدم نشر اسمه “هذا بالضبط ما نفعله. النظر بعناية في الموضوع″.

وسقوط الرمادي في يد تنظيم الدولة الاسلامية، أول مدينة رئيسية يستولي عليها التنظيم منذ بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن غارات جوية في اب/ اغسطس الماضي، شكل ضربة موجعة للتحالف الذي تقوده واشنطن ضد الجهاديين.

واثار هذا السقوط شكوكا جدية حول استراتيجية واشنطن في الحرب، وسط اجماع محللين على اعتبار سيطرة التنظيم على المدينة تعد نكسة كبيرة.

وقال وزير الدفاع الامريكي السابق روبرت غيتس لقناة (ام اس ان بي سي) الثلاثاء انه “لم تكن لدينا استراتيجية فعلية على الاطلاق. نحن نقوم بهذه المهمة كل يوم بيومه”.

واضاف “حاليا، يبدو انهم (العراق) يسيرون على طريق يوغوسلافيا”.

وفي مقالة على موقع مجلة فورين بوليسي على الانترنت، حذر الخبير في شؤون الشرق الأوسط حسن حسن من ان سقوط المدينة “يمثل مرحلة جديدة خطيرة من الحرب”، قائلا انه سيكون لها “اثر مضاعف عبر كل من ساحتي القتال السورية والعراقية”.

وقال المسؤول في الخارجية الامريكية ان تنظيم الدولة الاسلامية يشكل “تهديدا هائلا”، مضيفا ان الجهاديين يحاولون منذ الآن ان يستغلوا سيطرتهم على الرمادي لتحقيق اغراض دعائية.

لكنه تعهد انه “في ما يتعلق باستعادة الرمادي، سنساعد العراقيين على تحقيق ذلك بأسرع وقت ممكن”.

وامتنع المسؤول عن اعطاء جدول زمني محدد، لكن التحالف بدأ الاربعاء بعملية دعم جوي لمدة 24 ساعة على المدينة، مع غارات جوية جديدة.

وقال “عندما نراهم في شوارع الرمادي، سنقتلهم في الرمادي”، معتبرا ان “هذه الحرب هي حرب نشر أعلام” في اشارة الى الاعلام السوداء التي رفعها التنظيم على الاراضي التي سيطر عليها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن أحد اخطر تكتيكات التنظيم هو استخدام “السيارات الضخمة المفخخة” لفتح ثغرات في المباني والجدران.

وفي الرمادي، تم استخدام جرافة مليئة بالمتفجرات لنسف طوق امني حول مجمع مركزي كان لا يزال تحت سيطرة القوات الحكومية.

بعدها تدفق ما مجموعه 30 مركبة، بينها سيارات هامفي. وعشر من هذه المركبات كانت كل منها محملة بمتفجرات تعادل في قوتها العبوة التي استخدمت في تفجير اوكلاهوما عام 1995.

وقال المسؤول “حصلت انفجارات ضخمة دمرت ابنية باكملها”. واضاف “يجب ان نساعد العراقيين وشركاءنا في سوريا على التغلب على هذه السيارات المفخخة”.

وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من الادارة الامريكية منظومات اسلحة للمساعدة في مواجهة السيارات المفخخة.

وفي هذا الاطار، اعلن المسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان “القرار اتخذ حين كان موجودا هنا، بتسليم القوات المسلحة العراقية الف منظومة صواريخ مضادة للدروع، قريبا جدا”.