"داعش"يسيطر على الرمادي العراقية ويتراجع في تدمر السورية

بالعربي: تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" من السيطرة على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار بعد انسحاب قوات حكومية عراقية من مراكزها، وقال التنظيم في بيان إن مقاتليه سيطروا على اللواء الثامن ومبنى قيادة عمليات الأنبار. وفي المقابل انسحب التنظيم من معظم الأحياء الشمالية في تدمر السورية

وسارع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى توجيه قواته "بالثبات" في مراكزها وعدم السماح للتنظيم المتطرف "بالتمدد" نحو مناطق إضافية، طالبا في الوقت نفسه من قوات الحشد الشعبي المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك الأنبار ذات الغالبية السنية.

وتعد سيطرة التنظيم على الرمادي أبرز تقدم له في العراق منذ هجومه الكاسح في شمال البلاد وغربها في حزيران/ يونيو الماضي. وباتت المدينة ثاني مركز محافظة عراقية في يديه، بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت في هجوم حزيران/ يونيو الماضي.

وأعلن التنظيم في بيان تداولته منتديات إلكترونية  الأحد "تطهير الرمادي كاملة من رجس الصفويين (في إشارة للقوات العراقية)  بعد اقتحام اللواء الثامن أهم وأكبر معاقل الصفويين فيها، فسيطروا عليه وعلى كتيبة الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة إلى مبنى قيادة عمليات الأنبار".

وأضاف أن ذلك "أدى لهلاك العشرات وفرار المئات" من الجنود والمسلحين من أبناء العشائر السنية التي تحمل السلاح ضده في المدينة.

كما أعلن التنظيم في بيان ثان سيطرته على مركز مديرية مكافحة "الإرهاب" في المدينة، والإفراج عن "أسرى" كانوا محتجزين فيه، دون تحديد عددهم.

وكان مسؤولون عراقيون أكدوا انسحاب القوات لا سيما من مقر قيادة عمليات الأنبار في شمال الرمادي، القريب من اللواء الثامن.
وقال مهند هيمور، وهو متحدث ومستشار لمحافظ الأنبار صهيب الراوي، أن "مقر قيادة عمليات الأنبار أخلي".

وأكد عقيد في الشرطة ومقدم في الجيش الانسحاب نحو غرب الرمادي.

وأمر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، قواته "بالثبات"، سعيا لتفادي الانهيارات التي أصابت العديد من القطعات الأمنية أمام هجوم التنظيم العام الماضي، ما أتاح للجهاديين السيطرة على مناطق واسعة في غضون ساعات، والاستحواذ على معدات عسكرية وأسلحة ثقيلة.

ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة من الأنبار، كبرى المحافظات العراقية، والتي تتشارك حدودا طويلة مع الأردن والسعودية وسوريا.

ولكن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت الأحد أن الوضع في مدينة الرمادي ما زال "متحركا وموضع نزاع" وأن المعارك متواصلة في هذه المدينة الإستراتيجية، وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مورين شومان في بيان "ما زلنا نراقب التقارير التي تتحدث عن وقوع معارك ضارية وان الوضع ما زال متحركا وموضع نزاع. من المبكر جدا الإدلاء بتصريحات نهائية حول الوضع على الأرض في الوقت الراهن".

وعلى الجانب الآخر من الحدود، صدت الحكومة السورية هجوم التنظيم على شمال مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص (وسط)، حيث حصدت المعارك أكثر من 300 قتيل خلال خمسة أيام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم "انسحب من معظم أحياء تدمر" الشمالية بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على دخولها.

إلى ذلك، سيطر التنظيم على حاجزين للنظام في حقل الهيل للغاز الواقع بين تدمر وبلدة السخنة التي سيطر عليها الأربعاء.

وبلغ عدد القتلى في معركة تدمر منذ بدأ التنظيم هجومه في 13 أيار/ مايو إلى 315، يتوزعون كالآتي: 57 مدنيا منهم 49 بينهم نساء وأطفال اعدموا على يد الجهاديين، و123 عنصرا من الحكومة ومسلحين موالين، و115 عنصرا من التنظيم.

ولمعركة تدمر أهمية إستراتيجية للتنظيم، إذ تمهد له الطريق نحو البادية السورية المتصلة بمحافظة الأنبار. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط أنظار عالميا بسبب آثارها، وهو ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لطلب تحرك مجلس الأمن، خوفا من تكرار التنظيم تدمير مواقع أثرية في مناطق سيطرته بشمال العراق.

إلى ذلك، أفاد المرصد أن عملية الإنزال التي نفذتها قوات أمريكية خاصة متمركزة في العراق، في شرق سوريا ليل الجمعة السبت، أدت إلى مقتل 32 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" بينهم أربعة قياديين.

ونفذت العملية التي وافق عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، أحد أكبر حقول النفط في سوريا. وهاجم الجنود الأمريكيون مجمعا للتنظيم واشتبكوا مع عناصره، في عملية هي الأولى من نوعها تعلن عنها واشنطن.

وقال عبد الرحمن أن القياديين هم أبو سياف المشرف على عمليات تهريب النفط لحساب التنظيم، وهو القيادي الوحيد الذي أعلنت واشنطن مقتله. ويضاف إليه ثلاثة آخرين، أحدهم مساعد المسؤول العسكري للتنظيم، وآخر مسؤول عن قطاع الاتصالات. ولم تعرف مسؤولية القيادي الرابع