شتاينماير: حل سياسي لسوريا

بالعربي: شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، على ضرورة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، داعياً إلى اهتمام أكبر بموضوع تعليم أطفال اللاجئين السوريين في لبنان.

وزار شتاينماير مركز مؤسسة عامل الدولية في حارة حريك، حيث اطلع على عملها، والتقى شباناً وشابات من اللاجئين السوريين في لبنان، حيث استمع إلى مطالبهم وحاجاتهم، بحضور رئيس المؤسسة كامل مهنا.
وقال شتاينماير، رداً على سؤال عن لقائه بالشبان والشابات اللاجئين وكيف يمكن لألمانيا المساعدة في حل مشكلاتهم، «لا يمكننا كألمان أن نحل كل المشاكل، لكننا نحاول القيام بما يتوجب علينا، عبر المساهمة في عملية تسهيل حياة من خسر منزله في سوريا، والعديد منهم خسر أقاربه في القتال. نحن نساهم في عملية مساعدة اللاجئين في حياتهم اليومية، عبر تقديم مساعدات غذائية، لكن اعتقد أن ما هو مهم أيضاً هو تعليم أطفال اللاجئين والمساعدات الطبية. أنا ممتن أن لدينا شريكاً نتعاون معه، هو مؤسسة عامل التي تقوم بإيصال دعمنا وتوجيهه إلى المحتاجين».
وعما إذا كان هناك حل سياسي للأزمة السورية، قال شتاينماير، الذي التقى رئيس الحكومة تمام سلام، «علينا أن نعمل على هذا الأمر».
وقال مهنا، لـ «السفير»، إن «الحالة في لبنان كارثية ومتفجرة، يجب على أوروبا أن تتضامن أكثر مع أهلنا السوريين، ويجب أن تأخذ مليون نازح. هناك 500 ألف طالب سوري في لبنان، وهناك برامج دعم لمئة ألف فقط. يجب الاهتمام بهم حتى لا يتحولوا إلى داعش مستقبلا، ويجب إيجاد حل سياسي للأزمة السورية».
وكان شتاينماير شدد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل، على عدم ترك لبنان لوحده بمواجهة عبء اللاجئين «ونحن على علم كامل بالعبء الثقيل الواقع على لبنان على هذا الصعيد».
وقال «علينا أن نحاول التغلب على أسباب اللجوء أو الهروب، وفي ما يتعلق بالعدد الهائل للاجئين يجب في المقام الأول وقف التصعيد في النزاع الداخلي في سوريا كي يتمكن اللاجئون، مثلما وجدوا أيضا الأمان في لبنان، أن يعودوا إلى الأماكن التي أتوا منها عندما يعود إليها الأمان مرة أخرى».
وأضاف «أرجو أن تأتي إشارات على وجود جهود جديدة لإيجاد حل سياسي، وقد تبادلنا الآمال بالمحادثات الأميركية والروسية أن تحيي الأمل في إطلاق مبادرة جديدة من أجل الحل السياسي، ولكن من البديهي أيضاً أن هذا الحل لن يكون ممكناً إلا إذا بذل جيران سوريا، العرب والمسلمون، أيضاً جهودهم في هذا السياق».
وقال، رداً على سؤال، «إننا سنحدد إطاراً مالياً تأتي منه المساعدات ليس فقط للاجئين إنما للدول المضيفة. واتفقنا على مساعدات للبنان، وعلى سبيل المثال تصريف المياه وإزالة النفايات وإصلاحات في النظام المدرسي، وقمنا بصياغة هذا الإطار. وأنا ممتن جداً للتعاون الجيد مع الجانب اللبناني، وداخل هذا الإطار المالي اتفقنا على المشاريع المختلفة التي ينفذها الجانب الألماني أو تلك المشاريع التعليمية التي تنفذها منظمات الأمم المتحدة». وأشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين الموجودين في ألمانيا اليوم فاق بكثير الـ 100 ألف لاجئ «وبهذا تكون ألمانيا الدولة الأكبر التي استقبلت لاجئين سوريين، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي».
من جهته، أكد باسيل أن «الأزمة الدولية الناتجة عن التدفق الكبير للنازحين تتطلب تعاوناً دولياً يساعد على إعادة هؤلاء إلى المناطق الآمنة في سوريا. ونحن قلقون حيال الإستراتيجية المتبعة من قبل بعض الدول في كيفية اختيار من سيستقبلون في بلادهم، وذلك وفق مواصفات معينة مثل الثقافة والدين. هذه المواقف إضافة إلى الدعم المادي المباشر للنازحين في لبنان، هي من وجهة نظرنا مواقف غير مثمرة. إذ إنها من جهة تشجع النازحين على عدم العودة إلى وطنهم، ومن جهة أخرى تساهم في إفراغ المنطقة من جوهرها القائم على تنوع المجموعات الدينية».
وقال إن «لبنان بحاجة إلى التحرك مع تنفيذ سياسة شاملة لخفض عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ما سيساعد السلطات اللبنانية وشركاءها على مساعدة من هم بحاجة فعلا إلى المساعدة، وبالتالي إغلاق الباب أمام الأفراد الذين يستغلون نظام المساعدات الحالي». وأضاف «نحن نسعى إلى تفهم ألمانيا في مساعدتنا في تطبيق المعايير التي تخول الأشخاص النزوح إلى بلادنا. ولبنان يطالب بحل سياسي في سوريا من خلال عملية شفافة تقودها سوريا، وحل سياسي شامل تكون المنظمات الإرهابية خارجه بشكل قاطع، ومن دون أي تدخل أجنبي».

نقلا عن السفير