رئيس وزراء العراق يتعهد بملاحقة المسؤولين عن أعمال عنف طائفية في بغداد

بالعربي: تفقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، منطقتين في بغداد شهدتا أعمال عنف طائفية وتعهد بملاحقة المسؤولين عنها في تطورات من شأنها تعميق الشرخ الطائفي في البلاد.

وتجول العبادي في منطقتي الأعظمية والكاظمية، شمالي بغداد، وسط حراسة أمنية مشددة في مسعى لاحتواء تداعيات أعمال عنف طائفية وقعت ليلة الاربعاء.

ومنطقة الأعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان، مؤسس أول مذهب سني، وهي تجاور منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي إمامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد.

وتكون المنطقة السنية ممراً لحشود زائرين شيعة يتوجهون سيرا على الأقدام صوب مرقد الإمام الكاظم في كل عام، وقد شهدت في السنوات الماضية هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة ممّا أدى الى مقتل وإصابة العشرات.

وأشاع مجهولون في وقت متأخر من ليلة الاربعاء بمنطقة الأعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم بوجود مفجر انتحاري بينهم وهو ما بث الهلع بينهم، بحسب ما أبلغ شهود عيان.

وفي أعقاب ذلك أضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني وعدد من الدور السكنية والسيارات في المنطقة السنية وهو ما أشعل مواجهات بين الزوار الشيعة وسكان المنطقة السنية وأفادت مصادر أمنية بأنها خلفت نحو 19 جريحا.

وتحولت المنطقة فيما بعد الى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد أن أمر العبادي بتطويقها بعشرات آلاف الجنود وأفراد الأمن للسيطرة على الوضع واحتواء أعمال العنف.

وذكر العبادي، في حديث مقتضب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يوجه بتطويق الفتنة في الأعظمية، ويأمر بالتعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة الأمن للحفاظ على امن المواطنين وممتلكاتهم.

وعاد الهدوء الى المنطقة بعد انتشار افراد الامن واحتواء الحوادث التي اعادت الى الاذهان اعمال عنف طائفية واسعة النطاق بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008.

وقضى في تلك السنوات عشرات الاف الاشخاص عندما سادت حوادث القتل على الهوية الطائفية على يد متشددين سنة وشيعة على حد سواء.

وقال القيادي السني البارز اسامة النجيفي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ان “ما حدث أمس في مدينة من حرق وتدمير وتكسير واعتداءات على مواطني المدينة من قبل ميليشيات طائفية استغلت مناسبة الزيارة، أمر لا يمكن السكوت”.

واضاف في بيان ان ذلك الامر “يكشف أن هذه الفئة الخارجة عن القانون ومقومات المواطنة تضمر الشر وسوء النية ليس لأبناء الأعظمية فحسب بل للعراق كله”.

وطالب النجيفي، رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ”تشكيل فوج من أهالي الأعظمية لحماية مقدساتهم التي انتهكها هؤلاء الخارجون على القانون”، مشددا على ضرورة “التفكير جديا بابعاد خط سير الزائرين الكرام عن مدينة الأعظمية كي نمنع أن يستغل ذلك بأعمال لا تمت إلى جوهر الزيارة بصلة”.

واشار النجيفي الى أنه “تواصل مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي رئيس المجمع الفقهي للعلماء في محاولة لتفادي الآثار السيئة التي ترتبت على هذه الاعتداءات الجبانة ومنع تكرارها واتخاذ الاجراءات التي تحول دون ذلك”.

بدوره أعلن المجمع الفقهي العراقي عن تعهد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بمحاسبة المسؤولين عن الحوادث.

وذكر بيان صادر عن المجمع ان “العبادي زار في وقت مبكر من صباح اليوم المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء مستنكراً ما جرى في مدينة الأعظمية من اعتداءٍ على جامع الإمام الأعظم وحرق لمنازل المواطنين ولدوائر الوقف السني على يدِ ثلةٍ مأجورة من المجرمين”.

واضاف البيان ان العبادي اشاد بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها.

وتابع البيان ان “المجمع الفقهي العراقي دعا العبادي إلى محاسبة المجرمين ووضع حدٍ لهذه التجاوزات وتعويض المتضررين من هذه الجريمة”.

ونقل البيان عن العبادي قوله “سوف نحاسب المسؤولين عن جريمة الاعتداء على الأعظمية”.

ويتكون الحشد من متطوعين وفصائل شيعية مسلحة وتواجه اتهامات بإعدام السنة ميدانيا وإحراق دورهم السكنية والمساجد. ويرفض القائمون على الحشد تلك الانتهاكات ويقولون إن “فئات ضالة” تقف وراءها.

وتضع هذه الاتهامات العبادي في مأزق حقيقي، حيث أنه يسعى لكسب السنة وعشائرهم إلى جانب القوات الحكومية لطرد “داعش” من المنطقة.