تقرير: الاحتلال دفن فلسطينيين وعرب أحياء إبان “النكبة”

بالعربي: قال الحقوقي الفلسطيني، عبد الناصر فراونة  مدير دائرة الاحصاء في “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” في تقرير له اليوم: “إن الفترة التي أعقبت النكبة عام 1948 وحتى النكسة عام 1967 واستكمال الاحتلال الإسرائيلي لبقية الأراضي الفلسطينية، تعدّ من “أخطر وأقسى” الفترات بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب وأكثرها “فظاعة وإجراماً”، حيث اتّسمت باعتقالات عشوائية واحتجاز جماعي في معسكرات افتقرت للحد الأدنى من الحقوق الإنسانية.

وأوضح الحقوقي عبد الناصر فروانة، أن تلك الفترة اعتمدت على التعذيب الجسدي وإلحاق الأذى الجسدي المباشر بالمعتقلين الفلسطينيين، في حين شكَّل الإعدام الجماعي والمباشر للأسرى والناجين من المجازر والمذابح بعد توقيفهم واحتجازهم، “ظاهرة هي أخطر ما اتصفت به تلك الفترة”، وفق قوله.

وأضاف أن قوات الاحتلال قامت في تلك الفترة بدفن أسرى ومواطنين جرحى وعزّل، وهم أحياء في حفر صغيرة وكبيرة بعضها حفر خصيصاً لهذا الغرض، في “جرائم إنسانية” لا زالت غائبة ومهمشة من قبل المؤسسات الحقوقية إلى حد كبير، حيث لم تحظَ باهتمام يُذكر سوى ما ندر في التوثيق والدراسات، ولم تُمنح المساحات الكافية في وسائل الإعلام لتسليط الضوء عليها سوى في المناسبات والذكرى السنوية للنكبة، كما قال.

وبيّن، أن المؤرخين والباحثين يستسهلون الحديث عن الاعتقالات وما اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب منذ العام 1967 والاكتفاء ببعض العبارات في إشارة منهم لتلك الفترة، دون التعمق بالجوهر والمضمون، و”هذا خطأ فادح يجب تداركه وتجاوزه”، على حد تقديره.

وأكد على أن معدل الاعتقالات خلال الفترة ما بين “النكبة” و”النكسة” لم يكن ثابتاً، وإنما سار بشكل متذبذب، كما أن أشكال الاعتقالات هي الأخرى تبدّلت وتغيّرت وفقاً للظروف السياسية والأمنية وظروف الاحتجاز اختلفت من فترة لأخرى، حتى أن أشكال التعذيب تم تطويرها واستحداث غيرها، مشيراً إلى أن بعض المراحل اعتمدت على الاعتقالات والتعذيب، فيما اعتمدت مراحل أخرى على التصفية والإعدام بشكل فردي أو جماعي، كما أن نسبة الاعتقالات ومعدلاتها ارتبطت بعوامل وظروف عدة.

ودعا فروانة، المؤسسات المعنية بقضايا الأسرى وحقوق الإنسان ومراكز الأبحاث والدراسات والتوثيق، إلى العمل الجادّ والحثيث من أجل توثيق تجربة الاعتقال بكافة مراحلها وأشكالها، وما صاحبها من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة، وإيلاء الفترة ما بين عامي 1948 و1967 الأهمية اللازمة لكشف الحقائق التي واكبت تلك الفترة والفظائع والجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين والعرب.