الطائرات المسيّرة "بدون طيار": خدمة الشحن للمستقبل؟

بالعربي - أحمد سمير: ليس جديداً توصيل البضائع والطرود على متن الطائرات، الجديد هو توصيل الشحنات على متن طائرات من دون طيار، وأن تتعدى العملية البعد العسكري الى البعد المدني، لتصبح حمولة الطائرات المسيّرة من بعد أي شيء، بدءاً من الكتب والمعدات الطبية، وصولاً إلى شطائر الـ "تاكو" المكسيكية.

وعلى غرار شبكة الإنترنت التي بدأت هي الأخرى في الأساس، مشروعاً عسكرياً للوصل بين القواعد العسكرية الأميركية، دخلت الطائرات من دون طيار (درونز) حيز الاستخدام المدني، بعدما استعملتها الولايات المتحدة في شمال غربي باكستان منذ حزيران (يونيو) 2004 على الأقل، بينما كان الاستخدام الأول لطائرة مسيرة عسكرياً في شباط (فبراير) 2002، على يد "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية (سي آي أي)، وعلى طائرة من طراز "بريديتور". لكن الطائرات المسيّرة استعملت أيضاً لأغراض طبية (إيصال معدات وعينات أدوية)، كما لتهريب المخدرات، وحتى لتهريب الممنوعات إلى داخل السجون. والآن هي في طريقها إلى الاستعمال التجاري أيضاً.

ففي آذار (مارس) الماضي، حصلت مجموعة "أمازون" للتوزيع عبر الإنترنت على الضوء الأخضر من السلطات الأميركية  لتجريب طائرات من دون طيار في تسليم الطلبات إلى الزبائن. وبحسب التوقعات، قد تتمكن طائرات "أمازون" المسيّرة إيصال بضائعها في نطاق 16 كيلومتراً، خلال 30 دقيقة، بسعر دولار أميركي واحد، فيما تتراوح كلفة التوصيل عبر شركات شحن أخرى حالياً بين 5 و13 دولاراً.

وكانت السلطات الأميركية منعت استخدام الطائرات المسيّرة في الشحن المدني حتى العام 2014.

وستجرب أيضاً مؤسسة البريد السويسرية "لا بوست" طائرات من دون طيار، لتسليم طرودها في هذا البلد الذي يضم بلدات جبلية نائية. وقال الناطق باسم المؤسسة برنهارد بوركي: "سنطلق تجارب هذا الصيف"، مؤكداً معلومات وردت في وسائل الإعلام الوطنية.

وأوضح بوركي أن المؤسسة لم تحدد بعد الإجراءات الخاصة بهذه التجارب التي من المزمع إجراؤها بالتعاون مع القسم المخصص للشحن الجوي في شركة "سويس" المحلية ومصنع الطائرات من دون طيار الأميركي "ماترنت".

وبات الاستخدام الخاص لهذا النوع من الطائرات المصممة أصلاً لأغراض عسكرية، ينتشر على نطاق واسع، لكنه يثير تحفظات متعلقة بخطر انتهاك الأمن والحياة الخاصة.

وكان عثر على طائرة بلا طيار عليها علامة مشعة على سطح مكتب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأسبوع الماضي، وقالت وسائل الإعلام إنها كانت تحمل بالفعل كمية "ضئيلة" من الإشعاع. وقالت الشرطة إن الإشعاع نسبته ضئيلة للغاية ولا يضر بالبشر.

وذكرت "هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية" أنه جرى استدعاء فريق من خبراء المفرقعات لنقل الطائرة التي تحمل كاميرا صغيرة وزجاجة ماء.

وقال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا إن الشرطة ستحقق في الأمر، مضيفا أن البلاد "باتت في حاجة إلى وضع قواعد جديدة لاستخدام الطائرات من دون طيار"، معتبراً الحادث "تنبيهاً إلى المشكلات المحتملة التي يسببها هذا النوع من الطائرات، بما في ذلك احتمال حصول هجمات إرهابية خلال قمة عالمية أو رياضية".

ويعود الاستخدام الأول للطائرات من دون طيار إلى العام 1782، إذ كان الأخوان الفرنسيان مونغولفييه يرسلان مناطيد غير مأهولة إلى الفضاء في إطار تجارب للتحليق فيها لاحقاً.

عن (الحياة)