نتنياهو يقدم حكومته للكنيست غداً

بالعربي_كتب حلمي موسى :  في ظل مصاعب تعترض تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة، أعلن زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن رئيس الحكومة المكلف كسب الانتخابات عن طريق الخداع.

ولسد الطريق أمام احتمالات أن يشكل «المعسكر الصهيوني» طوق نجاة لنتنياهو، ويقبل الانضمام إلى حكومته، طالب قادة الحزب بالتعهد بعدم المشاركة في حكومة نتنياهو، وأعلن إسحق هرتسوغ أنه ينوي إسقاط نتنياهو قريباً.
وفي مستهل جلسة كتلة «الليكود» الأولى في الكنيست الجديدة، شدد نتنياهو على أنه سيبذل أقصى الجهد من أجل توسيع الحكومة. وجاءت أقواله هذه في ظل صراع يحتدم داخل «الليكود» بشأن التعيينات الوزارية التي تواجه مصاعب قانونية، بعد أن أمر المستشار القضائي للكنيست بوجوب عرض التكلفة المالية لتوسيع الحكومة. وكانت المحكمة العليا قررت رفض التماس تقدمت به كتلة «هناك مستقبل» ضد التصويت على توسيع الحكومة، معتبرة أن القرار بهذا الشأن من صلاحية الهيئة التشريعية.
وتوجه نتنياهو إلى أعضاء «الليكود» مشيراً إلى مشكلة توزيع المناصب الوزارية، وقال «في هذه الأيام أنا ألتقي بكل واحد منكم، وهذا يأخذ وقتاً أطول من الحكومة السابقة وهذا أفضل. إن مهمتي ليست بسيطة، فكيف لي أن أوزع الوزارات بين كل هذا العدد الكبير من أعضاء الكنيست الممتازين. المهمة ليست بسيطة، لكنها أبسط بكثير من توزيع المناصب على المعارضة. في الحكومة المقبلة التي سنقيمها، بعد أيام معدودة، ستكون لنا وزارات مركزية في ميادين الأمن، الخارجية، الاقتصاد والمجتمع. سيكون لليكود وزارات أكثر مما كان في الحكومة السابقة، برغم أنها حكومة أصغر من سابقتها».
لكن الرد على تعهد نتنياهو بتوسيع الحكومة جاء سريعاً من طرفين أساسيين: «إسرائيل بيتنا» و «المعسكر الصهيوني». وقد كشف أفيغدور ليبرمان، الذي انسحب من ائتلاف نتنياهو برغم توليه وزارة الخارجية، أنه بعد انسحابه تلقى عروضاً في الأسبوع الأخير بمنحه وزارة الدفاع التي كان يطالب بها لإغرائه بالعودة إلى الائتلاف. وقال ليبرمان «كانت هناك عروض، من جانب مقربين جداً لنتنياهو بمنحي مناصب، بينها وزارة الدفاع. وأنا لا أنكر ما نشر حول عروض قدمت لي».
وأشار ليبرمان، الذي يحاول ترسيخ مكانته كزعيم مبدئي لليمين مقابل رئيس الحكومة المكلف، إلى أن «نتنياهو خدع وكذب على جمهور الناخبين. فما الذي لم يَعِد به؟ كل موضوع الهجرة والاستيعاب غير موجود في الاتفاقيات الائتلافية. هل تحدث عن أجور السكن، عن مساعدة القادمين الجدد، عن أهمية الهجرة، ليس لهذا أي ذكر. هذا يسمى خداع الجمهور. لدينا التزامات واضحة منه وهي مسجلة، ونحن سنجبر نتنياهو على إدخال هذه التعهدات في برنامج الحكومة. سوف نوزع أرقام هواتف نتنياهو وزئيغ ألكين على الجمهور الروسي».
لكن الرد جاء أيضاً من جانب زعيم «المعسكر الصهيوني» إسحق هرتسوغ، الذي قال، هذه المرة، كلاماً أشد قطعاً من السابق بخصوص الحكومة. وأوضح «عندما أقول، وأعمل وفق ذلك منذ زمن، أنه ينبغي فحص إمكانية تشكيل حكومة بديلة، ينبغي على الجميع ألا يحتار، أنا أتحدث عن حكومة برئاستي. في الكنيست الحالية، وفي الحلبة السياسية بأسرها فقط، أنا المؤهل لفعل ذلك». وأضاف «نتنياهو يحاول تشكيل حكومة الـ 61. وأنا لا أنوي مساعدته، وإنما أنوي استبداله. إن لم يكن في الكنيست الحالية ففي الانتخابات المعادة».
وتناول هرتسوغ التكلفة العالية لإجراء انتخابات معادة، لكنه قال إن «التعهدات الائتلافية تقدر بمليارات الشواكل التي يتم تبذيرها، من أجل مصالح لا رابط بينها وبين المصلحة العامة». وخلص إلى أنه من «الأفضل إنفاق الأموال على قرار يحسمه الشعب بشأن الحزبين الكبيرين. بيني وبين نتنياهو».
وخاطب هرتسوغ أعضاء الائتلاف الذي يتبلور حول نتنياهو مناشداً إياهم باسم «مسؤوليتكم الوطنية» أن «تستشعروا كمَّ المسؤولية التي حملتكم إلى الكنيست. ليس بوسعكم قيادة الدولة عن طريق دعمكم لخط نتنياهو. نحن لن نسمح لكم أن تقودوا، لن تتمكنوا من العمل».
أما زعيم «هناك مستقبل» يائير لبيد، الذي تنافس فعلياً على مصارعة الحكومة الجديدة مع حزب «العمل»، فحمل على نتنياهو بشدة. وقال إن أحداً لا يجادل في حقيقة أن نتنياهو نال ثقة الجمهور وفاز في الانتخابات، «لكنه لم ينتخب فقط رئيساً لحكومة المقربين، أو جماعات قطاعية، أو رئيساً لحكومة تحتقر الكنيست، والقانون والإجراءات الديموقراطية». وأشار إلى أن «أول قرار لنتنياهو كان خيانة ثقة الجمهور. فقبل عام جلست قبالته عند التصويت على تقليص عدد الوزراء، وأبلغني أنه يؤمن بهذا، وقد صوت لمصلحة القرار. ومر عام فبدَّل جلده. ونفذ عملية اختطاف من أجل تغيير قانون أساس. نتنياهو يريد النفخ، وإعادة وزراء من دون حقائب وكل ذلك لأغراض سياسية».
ومهما يكن الحال فإن نتنياهو ينوي عرض حكومته غداً الأربعاء، كما يقرر القانون، لأداء القسم. وليس مستبعداً حدوث مفاجآت، برغم أن الأمور، كما تبدو اليوم، تتجه إلى إقرار حكومة الـ 61 عضو كنيست، من دون أن يضمن ذلك نجاحها في تأدية مهامها. وقد بدأت خطط عرقلة الحكومة، حيث يقال إن عوفر شيلح من «هناك مستقبل»، خطط لأن يعرض كل عضو كنيست من كتلته 100 تحفظ على بنود برنامج الحكومة لإطالة النقاش حوله أكثر من خمسة أيام.