"إسرائيل" تخشى من سيطرة الجيش السوري على درعا

بالعربي-وكالات : أكّدت دراسة جديدة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القوميّ "الإسرائيليّ"، التابع لجامعة" تل أبيب"، على أنّ "إسرائيل" قلقة للغاية من إمكانية قيام قوّات حزب الله اللبنانيّ والقوّات الإيرانيّة والجيش العربيّ السوريّ من السيطرة على منطقة درعا، علمًا أنّ مدينة درعا تبعد عن الحدود الأردنيّة بضعة كيلومترات.

وأضافت الدراسة، أنّه إذا تمّ هذا الأمر، فإنّ التهديد المُحدّق بـ "إسرائيل" سيتحوّل إلى تهديدٍ فعليٍّ وخطيرٍ جدًا، لافتًا إلى أنّ حسم هذه المعركة لصالح دمشق سيجعل الوضع في المنطقة المذكورة أكثر اشتعالاً من الوضع الحاليّ، الذي لا يوجد فيه لا منتصر ولا خاسر.

ورأت الدراسة أيضًا أنّ الانتصار في منطقة درعا سيمنح الرئيس السوريّ الكثير من الطمأنينة والهدوء، ويُكرّس سيطرته على المنطقة الجنوبيّة، المليئة بالمراكز التجاريّة والديمغرافية، وأيضًا السيطرة على ما أسمته الدراسة (سوريّة الصغرى)، التي تشمل حلب، اللاذقيّة، حماه، حمص، دمشق ودرعا، على حدّ تعبيرها. 

وتابعت الدراسة قائلةً إنّه بعد قيام تنظيم الدولة الإسلاميّة بإعدام الطيّار الأردنيّ، مُعاذ الكساسبة، حرقًا وهو حيّ، تعاظم لدى العاهل الأردنيّ الإصرار على منع انزلاق الحرب الدائرة في سوريّة إلى الجنوب، وتحديدًا منع (محور الشر) من احتلال المنطقة الجنوبيّة، لأنّ تطورًا من هذا القبيل سيُشكّل تهديدًا على المصالح الأردنيّة، من ناحية اقتراب قوّات إيرانيّة إلى حدود المملكة، وأيضًا تنامي قوّة "داعش"، التي ستكسب تأييد المُعارضين المهزومين في المعركة المذكورة.

وبرأي مُعّد الدراسة، فإنّ الهجمات المنسوبة "لإسرائيل" ضدّ مواقع إستراتيجيّة في سوريّة في الآونة الأخيرة، والتي كانت تُعّد العدّة لنقل الأسلحة المُتقدّمة والمُتطورّة من سوريّة لحزب الله في البقاع اللبنانيّ، إشارةً واضحةً للقلق "الإسرائيليّ" من مُواصلة حزب الله حملة التسلّح وتعاظم ترسانته العسكريّة. 

من ناحيته، قال موقع (المصدر) الإخباريّ-العبري إنّ" التقديرات التي تتحدّث عن نهاية حكم الرئيس السوريّ بشّار الأسد تظهر مؤخرًا بكثرة في المواقع الأجنبية والعربية، وهي متشابهة من ناحية الفكرة مع التقديرات التي ظهرت في بداية الأحداث أوْ الحرب الأهلية في سوريّة، كما يسميها بعضهم اليوم".

وتابع الموقع "الإسرائيليّ"، أنّ" تقديرات عام 2011 أخطأت، والرئيس الأسد ما زال حاكمًا في بلده، مُثبتًا قدرته على البقاء، فهل يتضح قريبًا أنّ الحديث مجددًا عن نهايته كان في غير أوانه، أمْ أنّ الوضع يختلف المرة؟ وحسب الموقع، تستند التقديرات الحالية التي تتوقع نهاية حكم الرئيس الأسد إلى تطورات عديدة في سوريّة، كانت قد طُرحت في السابق، وهي أن المعارضة السورية تبدو أكثر تنظيمًا من قبل، وأنّ الانشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي تزداد، وأنّ تجنيد العلويين للقتال لصالح الرئيس الأسد أصبح أصعب من ذي قبل".

ورغم هذه القراءات، استدرك الموقع "الإسرائيليّ"، يقول مختصون أمريكيون في الشأن السوري، تحدثوا مع المجلة الأمريكية (فورين بوليسي)، إنّ التطورات التكتيكية على الأرض لصالح المعارضة، بما فيها تقدم المتمردين في إدلب وجسر الشغور، لا تدل بالضرورة على تغيّر جذري في الحالة السورية، ولا سيما على علامات قوية توحي بسقوط الأسد في المدى القريب.

وأشار المختصون إلى أنّ الوصف الأفضل للحالة السورية هو أنها حالة "مد وجزر"، خاصّةً أنّ الفئات التي تُساهم في الحرب السوريُة عديدة، وتشهد بين حين وحين صعودًا ومن ثمّ هبوطًا.

عن الرأي اليوم