ليبرمان يُحدث هزّة سياسيّة قويّة برفضه الانضمام للحكومة

بالعربي: في خطوة ليست مفاجئة بالمرّة، ولكنّها زلزلت الساحة السياسيّة الصهيونية، أعلن وزير الخارجية الصهيوني المنتهية ولايته افيغدور ليبرمان أمس الاثنين عدم انضمام حزب “إسرائيل بيتنا” اليمينيّ القوميّ المتطرّف للائتلاف الحكومي الذي يشكله رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب ما قالته الصحف العبرية الصادرة اليوم الثلاثاء.

وأجمع محللو الشؤون السياسيّة والحزبيّة على أنّ قرار ليبرمان، الذي لم يُكلّف نفسه عناء إبلاغ نتنياهو به، هو قرار انتقاميّ من رئيس الوزراء الصهيوني، الذي اعتبر أنّ ليبرمان وحزبه مع مقاعده الستة هما في الجيب، على حدّ قول المُحللة للشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)العبرية، سيما كدمون، التي لفتت إلى أنّ مشروع قانون ليبرمان بإنزال عقوبة الإعدام على الـ”مخربين” الفلسطينيين، كان أحد العقبات الرئيسيّة التي أدّت في نهاية المطاف إلى فشل المفاوضات مع نتنياهو. ونقلت صحيفة (هآرتس) على موقعها الإلكتروني عن ليبرمان قوله: لقد توصلنا إلى استنتاج واضح ولا لبس فيه وهو أنّه لن يكون صائبًا من وجهة نظرنا أنْ ننضم إلى الائتلاف الحالي، حسبما قال.
جدير بالذكر أنّ حزب ليبرمان المعروف بمواقفه القومية المعادية للعرب حصل على ستة مقاعد فقط في الانتخابات التي أجريت في آذار (مارس) الماضي، وعلى الرغم من سقوطه المُدّوي، إلّا أنّه اشترط الانضمام إلى الحكومة بتسلمّه حقيبة الأمن، لأنّه باعتقاده تقوم الحكومة الإسرائيليّة بانتهاج سياسة “رخوة” مع حركة حماس، مُعتبرًا أنّ يتحتّم على كيان الإحتلال القضاء على حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، وبرأيه، فإنّ الحرب العدوانيّة الأخيرة التي شنّتها الكيان في صيف العام الماضي 2014، انتهت بهزيمة صهيونية واضحة وفاضحة، على حدّ تعبيره.
وقالت المصادر في "تل أبيب" إنّ هذا الإعلان المفاجئ يأتي قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة أمام نتنياهو لتشكيل ائتلاف الحكومي. وهو يترك رئيس الوزراء مع غالبية 61 مقعدا من أصل 120 مقعدا في البرلمان لدعم الحكومة بدلاً من ائتلاف يميني مريح يضم 67 مقعدًا. ويتجه نتنياهو الذي حقق حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه انتصارًا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 17 آذار (مارس) بحصوله على 30 مقعدًا إلى تشكيل حكومته الرابعة في الإجمال والثالثة على التوالي.
وقال ليبرمان للصحافيين إنّ عدم مشاركته تأتي بسبب خلاف على المبادئ وليس على الحقائب الوزارية، على حدّ زعمه. وتابع قائلاً إنّ معضلتنا كانت المبادئ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ نتنياهو تعهد بمنح حزبه حقيبتي الخارجية واستيعاب المهاجرين. وكان ليبرمان قد أعرب خلال الأيام الأخيرة عن استيائه إزاء التنازلات التي قدّمها رئيس وزراء الإحتلال لليهود المتشددين دينيًا في إطار المفاوضات الائتلافية. ويُذكر أنّ المهلة التي منحها رئيس الكيان، رؤوفين ريفلين، حسب القانون، لنتنياهو لتشكيل حكومته الجديدة ستنتهي غدًا الأربعاء. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مُقرّبٍ جدًا من ليبرمان قوله إنّ الأخير يُعاني من الكآبة، لافتًا إلى أنّ الحديث لا يجري عن كآبة مُزمنةٍ، إنّما يأس كامل من المفاوضات لتشكيل الحكومة والانضمام للائتلاف.
علاوة على ذلك، شدّدّ المُقرّب، بحسب الصحيفة، على أنّ ليبرمان بات غير مباليّ بمستقبله السياسيّ. بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في حزب ليبرمان قوله إنّ حزب الليكود بقيادة نتنياهو يتعامل معنا وكأننّا في الجيب، وخلال المُفاوضات مع الليكود لم يستمعوا إلى مطالبنا، وبطبيعة الحال لم يستجيبوا إليها، على حدّ وصفه.
وقالت الصحيفة إنّ الشعور السائد في حزب (يسرائيل بيتينو) هو شعور صعب، ذلك لأنّهم يعرفون أنّ الليكود قادرٌ على تشكيل حكومةٍ بدونهم، كما قال أحد المسؤولين الكبار في الحزب. أمّا ديوان رئيس وزراء الإحتلال فقد عقبّ على إعلان ليبرمان عدم مُشاركته في التوليفة الجديدة بالقول إنّ ذلك ليس أمرًا مُحبذًّا، ولكن في المقابل هذا القرار هو ليس نهاية العالم، على حدّ قول ديوان نتنياهو.