قرية دهمش الفلسطينية تتحدى الاحتلال "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"

بالعربي: أثار هدم سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" في الآونة الأخيرة لعدد من منازل قرية دهمش الفلسطينية غضب سكانها. وتقع القرية قرب مدينتي اللد والرملة في وسط فلسطين المحتلة عام 1948.

ولا تعترف حكومة الاحتلال" الإسرائيلية" رسمياً بقرية دهمش على الرغم من أنها مُقامة منذ العام 1951. ويقول مجلس القرية إن نحو 600 نسمة يعيشون اليوم في 70 منزلاً فيها ومعظمها مُهدد بالهدم.

ويقول أصحاب منازل هدمتها قوات الاحتلال إن عملية الهدم بدأت منتصف الليل، بينما كانت طائرات مروحية تحوم فوق المنازل المستهدفة وصدرت أوامر لسكانها بالبقاء داخلها قبل إجلائهم منها ليقفوا ويشاهدوا بيوتهم تُهدم أمام أعينهم.

ويفيد صاحب منزل هدمته قوات العدو في قرية دهمش، يُدعى وليد عسَاف، بأن محكمة "إسرائيلية" فرضت عليه غرامة قدرها خمسون ألف شيكل لبنائه منزله من دون ترخيص، فدفعها على الفور لكن ذلك لم يمنع السلطات من هدم منزله.

ويتساءل عسَاف لتلفزيون "رويترز": "بديل مين؟. المهم عند الحكومة أنها تهجرك من المنطقة. بدهاش (لا تريد أن) تخليك أنت بالنُص. بالوسط. بدها إياك تروح على جلجوليا على أبصر وين. على الضفة مش مشكلة عندها. المهم انت ما اتضلكاش (لا تبقى) هون. سياسة تهجير مش سياسة انه يعطوك بديل. لو في بديل كان أنا مستعد من الصبح. يقولولي في بديل حل مناسب بس على الأرض. الحل البديل انه يعطونا رُخص للمنطقة هادي بس."

ونظم أهل القرية احتجاجاً رفعوا خلاله لافتات منها ما كُتب عليه "هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، وأخرى تقول "لجنة المتابعة العليا لا لهدم البيوت. لن نرحل. لجنة حي دهمش 19-9-2014" وثالثة "هدم السكن يساوي هدم الانسان."

ويقول عضو في المجلس البلدي لقرية دهمش عرفات إسماعيل، لتلفزيون "رويترز": "لا يُعقل انه أنا لا أبني على أرضي. وبالآخر إيش السبب إيش الهدف الأساسي منه. هي التهجير يعني وبده إياني ما ابنيش بالآخر بيعمله مشروع عام على الأرض.

اليوم إذا بتنتبه المشاريع العامة زي الحية بتيجي على أراضي الملكية العربية ع أساس يصادروها يعني. حجتنا مشروعة. إحنا ما كُناش مستعدين لهاد الشي ولما شفنا انه حوالينا ع الداير هناك تسابق من المؤسسة لتغيير وضعية الأراضي من زراعية لبناء وبناء حارات وسكن يهودية فليش احنا لأ. احنا لأ قال ممنوع. احنا ممنوع احنا اضطرينا نبني يعني اضطرينا."

ويقول فلسطينيو 48 إن معدل عمليات هدم منازلهم زاد بعد الانتخابات العامة الأخيرة.

ونتيجة لذلك أعلنوا إضراباً عاماً تلاه حشد جماهيري في تل أبيب الأسبوع الماضي احتجاجاً على سياسة هدم المنازل التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وأغلقت معظم القرى والمدن الفلسطينية في اراضي 48 المدارس والمحال التجارية يوم الثلاثاء الماضي، لإظهار التضامن مع أصحاب المنازل التي هُدمت.

واحتشد أكثر من 2000 شخص من فلسطينيي 48 في "ساحة رابين" في تل أبيب للاحتجاج على سياسة هدم المنازل. وانضم سياسون وشخصيات بارزة وأعضاء فلسطينيون في الكنيست الإسرائيلي ونشطاء سلام الى المتظاهرين.

وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي إنه يحذر حكومة الاحتلال من أن هذا الإضراب مجرد بداية لمقاومة سياسة هدم المنازل.

وأضاف لتلفزيون "رويترز": "نحن هنا في وسط تل أبيب لنقولها بصوت عال ومدو.  سندافع عن أرضنا وبيوتنا أمام سياسة هدم البيوت التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية والتي تصاعدت فوراً بعد الانتخابات.

الهدم في النقب، في دهمش، في الرملة، في الطيبة، في قلنسوة، أم الفحم. والجليل يتصاعد. في كفر كنا. ولذلك هذه التظاهرة هي رسالة. هذه التظاهرة هي صرخة في وجه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته."

وردد المتظاهرون الفلسطينيون في "تل أبيب" هتافات عديدة منها "صامدون على ترابنا صامدون ما بنتزحزح احنا هون."