"تل أبيب": حماس تتدرّب بالنيران الحيّة في قواعد على بُعد مئات الأمتار من المستوطنات

بالعربي: كشفت القناة العاشرة في التلفزيون العبري، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في "تل أبيب"، كشفت النقاب عن أنّه بعد مرور تسعة أشهر على وضع الحرب الأخيرة على قطاع غزّة أوزارها، وعلى بُعد مئات الأمتار فقط من بيوت سكّان المستوطنة التعاونيّة (نتيف هعسراه) وعشرات الأمتار من السياج الحدودي، تقوم حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) بالتخطيط والإعداد للحرب القادمة مع الجيش الإسرائيليّ. علاوة على ذلك، أكّدت المصادر عينها، كما قال المراسل العسكريّ في التلفزيون، على أنّ الحديث يدور ليس فقط عن بناء مواقع، بل استخدام يوميّ للرصاص الحيّ، حسبما ذكرت.

وقال أحد سكان المنطقة للتلفزيون العبري إنّ هذا الأمر مُخيف جدًا، وأضاف قائلاً إنّه فجأة تجد أنّ هناك أشخاص يقتربون منك، لا يُحّبون تواجدك هنا، ويتدّربون بشكلٍ يوميٍّ، مُشيرًا إلى أنّ الضجة الصادرة عن التدريبات شيء مخيف حقًا، على حدّ تعبيره. ولفت التلفزيون الصهيوني إلى أنّ تدريبات الجناح العسكريّ في حركة حماس، كتائب الشهيد غزّ الدين القسّام، يقوم بالتدريبات منذ أكثر من أربعة أشهر، ولكن خلال الأسابيع الأخيرة بدأت هنا تدريبات واسعة باستخدام السلاح الحيّ، على حدّ قوله. في السياق ذاته، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ حركة حماس تُجري تدريبات على استخدام صواريخ طويلة المدى في مناطق المستوطنات الصهيونية  السابقة المعروفة بـ(غوش قطيف) جنوب قطاع غزة.
ونقل الموقع الالكتروني للقناة السابعة العبرية عن المصادر قولها إنّ حركة حماس أقامت قواعد لإطلاق هذه الصواريخ من غوش قطيف، موضحةً أنّ صورًا جويّةً تظهر بناء حماس لقاعدة لهذه الصواريخ على شواطئ غزة. وأضافت المصادر العبرية نفسها قائلةً إنّ حركة حماس تبني قواعد الصواريخ مجددًا، بل وتُدخل تحسينات على نظام هذه الصواريخ، مبينةً أنّ "إسرائيل" قدّمت أوراق احتجاج للمصريين على إجراء حماس لتجربة قامت من خلالها بإطلاق صاروخيين مداهما عشرات الكيلومترات.
كما أكّدت المصادر على أنّ هذه التجربة تمّت في قاعدة أقامتها حماس على أنقاض مستوطنة في (غوش قطيف) ، والتي تمّ الانسحاب منها في أب (أغسطس) من العام 2005، تنفيذًا لخطة رئيس وزراء الإحتلال الأسبق، أرئيل شارون، والقاضية بالانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزّة. وأقرّت المصادر أنّ قوة حماس الصاروخية لم تتأثر من القصف الإسرائيليّ في عملية (الجرف الصامد) في صيف العام الماضي 2014، وأنّها استعادت تجميع قدراتها خلال وقتٍ سريعٍ، لافتةً إلى أنّها تقوم بتجميع أجزاء الصواريخ الإيرانيّة التي تُهرّب إليها بكل يسر وسهولة، على حدّ قولها. من ناحيته، رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبرية عاموس هارئيل، أنّ "إسرائيل" هي التي منحت (حماس) صورة انتصار كبيرة عندما سمحت للمستوطنين في جنوب إسرائيل بالفرار تحت وقع صواريخ وقذائف الحركة، مُعتبرًا أنّ هذا السلوك الصهيوني هو بمثابة مكافأة لحماس. كما شدّدّ على أنّ هذا الواقع أدّى إلى تقليص قدرة المستوطنين على الصمود إلى حدٍ كبيرٍ، ولكن هذا القول لم يمنع من قائد المنطقة الجنوبيّة في جيش الإحتلال، الجنرال سامي تورجمان، من التصريح مؤخرًا لصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّه سيُوصي في الحرب القادمة مع غزّة بإخلاء المُستوطنين من ساحة القتال، على حدّ تعبيره.
والأهّم من كلّ ذلك، أنّ قادة الإحتلال، من المستويين الأمنيّ والسياسيّ، يُقّرون اليوم أنّه على الرغم من الحرب الأخيرة على غزّة، فإنّ حماس ما زالت مستمرّة بتطوير ترسانتها العسكريّة، بإجراء تجارب صواريخ في البحر الأبيض المتوسّط، وتُواصل في الوقت عينه حفر الأنفاق الهجوميّة، الأمر الذي يدفع بالكثيرين من المسؤولين الصهاينة إلى التصريح بأنّ المُواجهة مع حماس قادمة لا محال، والسؤال ليس هل تنشب المعركة، إنّما متى، بحسب تعبيرهم. في السياق ذاته، كشفت القناة الثانية في التلفزيون العبري النقاب عن أنّ مُراقب الإحتلال، القاضي المُتقاعد يوسف شابيرا، يقوم بالتحقيق في فشل استخباراتي صهيوني في مسألة الأنفاق التي استخدمتها حركة حماس خلال العدوان الأخير الذي شنّه جيش الاحتلال ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014. وتابع التلفزيون قائلاً، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّ القاضي المُتقاعد شابيرا يقوم باستجواب وزراء، وسينشر تقريرًا مفصلاً عن عدم استعداد كيان الإحتلال للتعامل مع تهديد الأنفاق، الذي أجمع المُحللون في كيان الإحتلال، وأيضًا العديدين من المستويين السياسيّ والأمنيّ في كيان الإحتلال بأنّه كان وما زال يُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ الصهيوني، على حدّ تعبيرهم. ونقل موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على الإنترنت عن مصادر أمنيّة وعسكريّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في "تل أبيب"، قولها إنّ حركة حماس تستعّد للجولة القادمة مع كيان الإحتلال، وتقوم بإخفاء الصواريخ البعيدة المدى تحت البنايات العالية، كما تقوم ببناء أنفاقٍ تحت الأرض تصل تكلفة كل واحد منها أكثر من مليون دولار، على حدّ تعبيرها.
وأكّد الموقع أنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة في الصهيونية تشير إلى أنّ بعض هذه الأنفاق ينتهي بعد السياج الحدودي، مثلما حصل خلال الكشف عن النفق قرب كيبوتس (عين هشلوشا)، والذي قال عنه ما يسمى  بوزير الأمن الصهيوني، الجنرال في الاحتياط، موشيه (بوغي) يعالون، إنّه كان نفقًا إستراتيجيًا.

نقلا عن رأي اليوم