المخابرات الفلسطينية تنجح في الافراج عن رهينتين سويديين ولكن متى ستمارس مهامها ضد الصهاينة؟

بالعربي:كشفت المخابرات الفلسطينية الاحد تفاصيل عملية امنية دقيقة قامت بها داخل الاراضي السورية وتمكنت من “تحرير” رهينتين سويديين كانا محتجزين منذ عامين لدى مجموعة مسلحة في سورية يعتقد انها “جبهة النصرة”، اطلق عليها، اي العملية، اسم “رد الجميل” للسويد على اعترافها بدولة فلسطين العام الماضي، حسب ما قال مسؤول جهاز المخابرات.

المسؤول الفلسطيني نفسه لم يعط تفاصيل كثيرة عن العملية، واكد انه لم يتم اراقة نقطة دم واحدة، او دفع اي اموال كفدية، ولكنه حرص على تصوير عملة الافراج هذه بأنها جرت على الطريقة “الجيمس بوندية”، اي السفر الى عدة عواصم غربية، والتنسيق مع اجهزة استخباراتها الى جانب اجهزة الاستخبارات السويدية من اجل “استلام” الرهينتين بعد الافراج عنهما من قبل الجهة الخاطفة.
من الصعب التأكد من هذه التفاصيل، ولكنها اذا صحت، وكان الفضل في الافراج عن الرهينتين بجهد المخابرات الفلسطينية فعلا، فان هذا العمل يستحق التنويه والاشادة، ولكن ما يجعلنا نتحفظ هو ان آخر عملية سمعنا بها، ونفذتها المخابرات الفلسطينية وردت في كتاب جورج تيننت رئيس جهاز المخابرات المركزية الامريكية وتمثلت في شكره، اي تيننت لها، على تقديمها مساعدة قيمة لجهاز المخابرات الامريكية (سي اي ايه) بتجسسها على الجماعات الاسلامية، وتنظيم “القاعدة” بالذات، المقيمة في السودان، نظرا لعدم وجود اي ممثلين للمخابرات الامريكية في هذا البلد.
حكومة السويد قدرت جميل السلطة الفلسطينية وتقدمت بالشكر الى رئيسها محمود عباس، في رسالة مكتوبة بعثت بها اليه وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستروم، وكذلك الى الحكومة الاردنية لمساهمتها في الافراج عن الرهينتين السويديين، وهذا مكسب دبلوماسي وسياسي مهم في جميع الاحوال.
يظل السؤال الاكثر الحاحا هو: اين كانت هذه المخابرات الفلسطينية طوال السنوات الماضية، ولماذا لا تمارس دورها الذي تأسست من اجله، وهو مطاردة الاجهزة الامنية الصهيونية و”الموساد” على وجه التحديد داخل فلسطين المحتلة وخارجها، والافراج عن المحتجزين الفلسطينيين في اكثر من دولة عربية وغربية، والانتقام للشهداء الذي جرى اغتيالهم على يد نظيراتها الصهيونية.
اجهزة الامن الفلسطينية عندما كانت تخضع للشهيد صلاح خلف (ابو اياد) ومساعده هايل عبد الحميد (ابو الهول) كانت ترهب الاسرائيليين ونظيراتها الاوروبية والعربية من شدة بأسها وقدراتها العملياتية المتقدمة، ولكنها ترهلت بعد اغتيال هؤلاء، وتوقيع اتفاقات اوسلو والرهان على عملية سلمية مغشوشة، ادت الى استيلاء اسرائيل على 92 بالمئة من مياه الضفة الغربية و68 بالمئة من اراضيها، حسب اعتراف الدكتور نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق في محاضرة له القاها قبل اسبوعين في احد الجامعات الفلسطينية.
يحذونا امل كبير ان تكون هذه العملية “الهوليودية” للمخابرات الفلسطينية هي بداية انطلاقة جديدة لها، بحيث تستعيد امجادها وانجازاتها السابقة، وان كنا نعترف بأن الشك يراودنا في ظل استمرار عمليات التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية الفلسطينية ونظيراتها العبرية، رغم القرارات والتهديدات الشديدة لوقفها، وهو التنسيق الذي يصب في حماية ارواح المستوطنين الصهاينة وليس الفلسطينيين في نهاية المطاف.

نقلا عن رأي اليوم