كي مون: لا بديل عن حل الدولتين

بالعربي: في الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الثلاثاء تحت رئاسة وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، التي تتولى بلاده رئاسة المجلس لهذا الشهر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن آفاق الحل المتمثل في قيام الدولتين في الشرق الأوسط تنحسر باطراد مع ما قد يجلبه ذلك من عواقب خطيرة بالنسبة للمنطقة برمتها، كما حث المجتمع الدولي على تعزيز الجهود الرامية إلى جلب الصهاينة والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

وقال الأمين العام في جلسة الدورية الشهرية المخصصة للوضع في الشرق الأوسط "على مر السنين، شهدنا جهودا دؤوبة لتحقيق سلام شامل والتفاوض على أساس حل الدولتين. وبدلا من السلام، كانت هناك عقود من الفرص الضائعة والفشل بتكلفة هائلة".

ويأتي اجتماع المجلس في أعقاب الانتخابات الأخيرة في كيان الإحتلال ووسط تشكيل وشيك لحكومة الإحتلال الجديدة يصاحبه تصعيد في التوتر بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.

وكانت حكومة الإحتلال قد حجبت أكثر من 470 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية لأكثر من أربعة أشهر، مما أدى إلى تقويض استقرار المؤسسات الفلسطينية وقدرتها على دفع رواتب موظفي القطاع العام وتوفير الخدمات اللازمة.

وقد أكدت الأمم المتحدة أن الطرفين توصلا إلى اتفاق بتحويل عوائد الضرائب الفلسطينية بما يتوافق مع بنود بروتوكول باريس. وحث الأمين العام الحكومة الإسرائيلية القادمة على إعادة تأكيد التزام إسرائيل بحل الدولتين واتخاذ خطوات ذات مصداقية لتعزيز بيئة مواتية للعودة إلى مفاوضات ذات معنى.

وتطرق بان كي مون في كلمته إلى الأوضاع الصعبة في قطاع غزة، معربا عن القلق إزاء الوضع الأمني المتقلب هناك وعدم تحقيق تقدم على مسار المصالحة الفلسطينية، وبطء وتيرة إعادة الإعمار.

وفيما حث المانحين الدوليين على دعم تأمين تمويل إنساني ثان لموظفي الخدمة المدنية الفلسطينيين في غزة، لفت الأمين العام الانتباه إلى آلية إعادة إعمار غزة التي تدعمها الأمم المتحدة بأنها "أداة حاسمة" تهدف إلى التخفيف من معاناة سكان غزة وإعادة بناء المنطقة في أعقاب العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي على غزة.

وأشار إلى أنه حتى الآن مكنت الآلية نحو 70 في المائة من الأسر من شراء المواد اللازمة لإجراء إصلاحات لممتلكاتهم. وبالإضافة إلى ذلك، تمت موافقة إسرائيل على 60 من أصل 130 مشروعا ممولة من المجتمع الدولي والقطاع الخاص، "هذه تطورات واعدة، ولكن لا تزال هناك احتياجات هائلة. وعلى الرغم من سخاء بعض الجهات المانحة، ما زالت الثغرات الحرجة في التمويل تهدد الاستقرار".

وأوضح الأمين العام  أن الوكالات الإنسانية، تكافح من أجل تأمين 720 مليون دولار مطلوبة لتوفير الملاجئ المؤقتة لمائة ألف نازح في غزة، فيما لا تزال حملة المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي التي تستهدف 95 ألف فلسطيني مهددة بالتوقف.

وفي ظل هذه الخلفية، تحدث الأمين العام عن استمرار الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والفلسطينيين، وتدمير المباني الفلسطينية وتزايد الاعتقالات الإدارية بشكل مثير للقلق.

وقال إن مثل تلك الوقائع تزيد الإحباط والتوتر في دائرة مفرغة تقوض المسار نحو السلام.

وأضاف "على المجتمع الدولي فعل المزيد لتعزيز العودة إلى مفاوضات تنهي نحو نصف قرن من الاحتلال وتسمح لدولتين، كيان الإحتلال وفلسطين، بالعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلام. يواجه الجانبان خيارات صعبة. هناك خيار واحد يقف فوق غيره من خيارات وهو: الاختيار بين السلام أو الموت والدمار والمعاناة التي ميزت الصراع لفترة طويلة".