تهديد صواريخ حزب الله وحماس اكثر ضررا من التهديد النووي الايراني

بالعربي: تعتبر ايران نووية في نظرنا كخطر دائم – ولا سيما في ضوء اتفاق الاطار الذي وقعته معها الولايات المتحدة، الاعضاء الاربعة الدائمون الاخرون في مجلس الامن والمانيا، مما يمنحها شرعية لمواصلة توفير بنية تحتية نووية واسعة ويقلص الى الحد الادنى الفترة التي ستحتاجها لغرض الوصول الى سلاح نووي.

ولكن هذا ليس الخطر الاكبر الوحيد الذي يحوم فوق كيان الإحتلال. فاضافة اليه، يوجد 100 الف صاروخ ومقذوفة صاروخية يحوزها حزب الله في لبنان، كلها موجهة لكيان الإحتلال، والاف الصواريخ التي لدى حماس في غزة. كل هذه تضع السكان المدنيين في كيان الإحتلال في خطر. ولكن ايهما هو الخطر الاكبر؟
يمكن ان نقيس شدة الخطر من خلال محاولة تقدير احتمالية الهجوم والضرر الذي يلحقه كل واحد من السيناريوهات – استخدام السلاح النووي الايراني أو هجمة صواريخ من حزب الله. لا يوجد أي سبيل يجعلنا نقرر ما هي الاحتمالية الموضوعية لحصول مثل هذه الاحداث، ولكن يمكن لنا أن نطرح بعض التقديرات.
سيكون للسلاح النووي لدى الايرانيين آثار جغرافية سلبية هامة للغاية على الشرق الاوسط ولكن احتمال أن يستخدم هذا السلاح هو احتمال طفيف. ومع ذلك، فان الضرر المادي المرتقب اذا ما استخدم، فهو مبدئيا لا نهاية له. فالانسحاب من سيناء جعل كيان الإحتلال هدفا موضعيا لقنبلة نووية. فآثار مثل هذا الحدث والضرر الذي سيحدثه، بالتالي، غير قابل للحساب.
اما احتمال أن يطلق حزب الله مخزون الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لديه نحو كان الإحتلال، بالمقابل، فهو احتمال ذو مغزى. النظريات التي تعتقد أن كيان الإحتلال قادرة على ان تردع مثل هذه الخطوة لا تقف على أرض صلبة جدا. والحساب الذي يجمع احتمال وقوع حدث مع الضرر المرتقب منه يعطي نتيجة أنه يجب ان يثير القلق في اوساطنا جميعا.
في الوقت الذي شغل فيه البرنامج النووي الايراني بال قيادتنا المدنية والعسكرية في السنوات الاخيرة وبذلك جهود لعرقلته – فان رد فعل اسرائيل على تهديد صواريخ حزب الله (باستثناء برامج الدفاع المدني لقيادة الجبهة الداخلية وتطوير منظومة القبة الحديدية) كان محدودا واعتمد على نظرية الردع المشكوك فيها. والفرصة لتدمير قدرة اطلاق الصواريخ لدى حماس في غزة فوتت في حملة “الجرف الصامد”.
من سنة الى سنة يزداد تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لدى حزب الله من ناحية العدد، المدى والدقة. ورغم الجهود التي بذلت على مدى السنين لمنع توريد السلاح الذي ينقل الى حزب الله من ايران ومن سوريا، فان قدرة المنظمة على الحاق ضرر جسيم بالسكان وبالبنى التحتية المدنية والعسكرية للكيان ازدادت فقط؛ ينبغي أن يكون واضحا في أن الامل بان تتمكن كيان الإحتلال من ردع حزب الله عن استخدام قدرته لا يمكن أن تعتبر استراتيجية مناسبة.
ان التهديد على السكان المدنيين في كيان الإحتلال ازداد مع السنين. بداية عرضت الصواريخ للمدى القصير للخطر بلدات الشمال. وكان الرد حرب سلامة الجليل وتشكيل حزام امني في جنوب لبنان أخرج الحدود الشمالية من مدى الصواريخ؛ ولاحقا جاءت انسحابات جيش الإحتلال، حين زاد حزب الله بالتوازي مدى الصواريخ التي لديه لدرجة انه اتسع التهديد بالتدريج ليشمل  كيان الإحتلال باسرها. وفشلت استراتيجية الردع في حرب لبنان الثانية وضد حماس في غزة ايضا.
ان العامل الاول والحيوي في استراتيجية ناجعة لحماية السكان المدنيين من تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية يجب أن يستند الى قدرة جيش الإحتلال على تعطيل مخزون حزب الله في غضون 24 – 48 ساعة في أقصى الاحوال. مثل هذه القدرة ستمنح كيان الإحتلال عدة خيارات للتحرر من هذا التهديد.

صحافة عبرية