عائلة البرغوثي تهاجم "مركزية فتح" لـ"تجاهل بيانها" ذكرى اعتقاله

بالعربي: أصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح أمس الأحد بياناً بعد انتهاء اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس، تحدثت فيه عن مخيم اليرموك وتوجه الحكومة لقطاع غزة والعقبات أمامها وعن يوم الأسير الفلسطيني دون الإشارة لأحد أهم أعضائها الأسير مروان البرغوثي.

تغييب ذكر البرغوثي الذي صادفت الذكرى الـ13 لاعتقاله قبل خمسة أيام في بيان اللجنة المركزية، أثار حفيظة عائلته التي اعتبرت ذلك أنه "أمر مقصود، وسياسة ممنهجة لتغييب وتهميش القائد مروان".

مقبل البرغوثي شقيق الأسير مروان قال إن "موضوع تهميش مروان بدأ يأخذ منحى غريباَ، فبعد 13 عاماً من اعتقاله كان الأحرى من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح أن يشيروا لزميلهم الذي ما زال مقعده فارغاً بينهم".

وأكد البرغوثي أن تغييب ذكر مروان في بيان "مركزية فتح" هو "أسلوب غير محترم ومعيب للقيادة، لا يعقل هذا التهميش والتجاهل"، مؤكداً أن هناك سياسة ممنهجة من القيادة واللجنة المركزية بتهميش مروان، وأن هناك قرار بمنع نشر بيانات لمروان في الوكالة الرسمية "وفا" وتلفزيون فلسطين.

وأضاف "فوق حصار الاحتلال لمروان في سجنه القيادة واللجنة المركزية تحاصره كذلك".

وأكد البرغوثي لـوطن للأنباء أن "لمروان احترام كبير في عواصم عالمية وعربية وأن 40 بلدية فرنسية منحته مواطنة الشرف، وهناك مظاهرات تضامن معه في أوروبا وبات رمزا من الرموز العالمية أمعقول برام الله تجاهله من اللجنة المركزية؟؟".

بدورها، قالت زوجة الأسيبر البرغوثي، فدوى البرغوثي إنه "في الوقت الذي يحيي أبناء شعبنا ذكرى اعتقاله تتناسى اللجنة المركزية عمداً أحد أعضائها في بيان تصدره بعد أيام معدودة من الذكرى الثالثة عشر لاختطافه ويومين بعد يوم الأسير".

وأكدت أن "كرسي مروان الشاغر في اجتماعات اللجنة المركزية ممتلئ باسمى معاني الفداء وتجسيد العهد المتجدد، عهد الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين على درب الحرية لشعبنا الذي يستحقق كل التضحيات، وهذا العضو الغائب في هذه الجلسات والاجتماعات حاضر في أذهان الناس وقلوبها والناس تعلم أن هناك أسماء لا يمكن أن تسقط سهواً أو عمداً".

وأكدت البرغوثي أنها "تخشى على حركة فتح التي قدمت الشهداء من كوادرها وقياداتها ومؤسسيها بما في ذلك رمز النضال الفلسطيني أبو عمار ولا تذكر قائدا أسيراً امضى عقدين من الزمن خلف القضبان وما يزال يخوض النضال من أجل حرية شعبنا ويتحدى السجان والمحتل".

وأضافت "لا أستطيع إلا أن أخاف على حركة أنتمي إليها بكل وجداني تنسى من لبوا نداء الوطن، فتح لم تنشأ إلا لتلبية نداء الوطن فهذا برنامجها وهدفها وميثاقها وإذ نستذكر القائد أبو جهاد نقول بأن الانتماء تضحية فلا أخشى على أبي القسام فهو في زنزانته حر الإرادة منتصب القامة، يقويه بجواره حاملي الشعلة ورافعي الراية وهم لا ينسون لا الوطن ولا القضية، ولكني أخشى على حركة تحرر تنسى لجنتها المركزية وتحاصر من يخوضون معركة التحرير ورموز الحرية، وتفتقد لأدنى درجات الوفاء".

من جهته، انتقد قسام البرغوثي نجل القيادي مروان البرغوثي، بيان اللجنة المركزية، قائلاً: "تسرد اللجنة أهم القضايا الحالية للشعب الفلسطيني مشكورة وكأنها حركة تحرير الهند، وتذكر سيدها الرئيس في ثماني مناسبات في هذا البيان مؤكدةً ومبايعةً وداعمةً، تتطرق للأمور التي تراها مهمة، ولم تلتفت أبداً الى الكرسي الشاغر لغياب صاحبه في الركن المنسي من القاعة الفاخرة" في إشارة لمقعد والده الأسير مروان.

وأضاف قسام "لكني والله أعذركم، فكيف يتفطن أحدكم لزميلٍ غائب، فهو لا يرافقكم في رحلاتكم في قسم رجال الأعمال، ولا يأخذ الأجنحة المجاورة لأجنحتكم في الفنادق التي تنامون فيها، أعذركم لأنكم تقبلون أبناءكم صباح مساء ولا تعرفون الحرمان منه وتعيشون معهم ومع دراستهم وتساندونهم في حياتهم أبقاكم الله لهم، أعذركم لأنكم تتوهون يومياً في سياراتكم الفاخرة ومع مرافقيكم وموازنات مكاتبكم، أنا أعذر انشغالكم في الالحاح على الإسرائيلي لمنحكم بطاقات الترف التي تتأخر من وقت إلى الثاني لأن اسرائيل تستهدفكم وتريد النيل منكم".

وتابع "مروان البرغوثي ليس أفضل من أي أسير آخر وهو لم ولن يطلب ذلك، لكنه زميلكم وعضو لجنتكم الموقرة يا سادة، لجنتكم التي تقود فتح ومروان هو عضوها المنتخب وأعلى رتبة تنظيمية فتحاوية في سجون الاحتلال، أيعقل أن لا يذكر اسمه مرةً واحدة في أي شيء يصدر عنكم خلال كل هذه السنوات!!! ولو في ذكرى اعتقاله!!! أتحسدونه على زنزانته الصغيرة المهترئة؟؟".

وقال قسام "يا ليتكم تنسون مروان ويا ما أحلى النسيان لو كنتم تتفطنون لغيره من المناضلين الذين تركتوهم عشرات السنين خلفكم وخلف كلامكم الذي مللنا منه واستفضنا دجلاً وكذباً تلقونه علينا".

وأوضح أنه "في كل مرة كنت أجبر على التحمل والمكابرة، ووالله عند زيارتي لوالدي في ثلاث مرات فقط سمح لي فيها الزيارة خلال ثلاثة عشر عام كنت أزيده هماً بشكواي منكم ومن ظلمكم وشدة بأسكم عليه، ولم أجده في يومٍ من الأيام متأثرا، بل وجدته واثقاً متحدثاً عما يعتبره أولوية، أحسست أنه فاقدٌ للأمل منكم ومن عجزكم".

وخاطب قسام أعضاء "مركزية فتح"، قائلاً:من كان منكم في يومٍ من الأيام فدائياً مقاتلا، أو فارسا في زنازين الاحتلال أقول له لقد أخذتك الملذات يا صاحبي وأخذك السبات في زهو المادة، وقد ضعت يا فارس فأمسيت وأنت تدري أو لا تدري للأعداء حارس، ولعبادة ولي نعمتك ممارس، ونحن أبناء الأسرى لنا الله، وشعبنا هو المؤانس".

ونفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محسين الاتهامات بأن هناك "تهميشاً أو سياسة ممنهجة بتجاهل مروان، حيث أنه لم يغيب عن أي خطاب لأعضاء اللجنة المركزية".

وأضاف محسين أنه "في الـ 17 من الشهر الجاري في يوم الأسير، وجه الرئيس محمود عباس كلمة للأسرى جميعا على التلفزيون الرسمي ووخص أربعة منهم بالذكر بأسمائهم وهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وخالدة جرار".

وأوضح أن كل عضو من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ألقى خطاباً بمهرجان في يوم الأسير تحدث عن الأخ والقائد مروان البرغوثي، كما شارك عدد منهم في مهرجان التضامن مع مروان في المجلس التشريعي.

وأوضح محسين لـوطن للأنباء أن اللجنة المركزية باجتماعها بحثت وضع مخيم اليرموك ومجلس الأمن والعقبات أمام الحكومة الفلسطينية في غزة وأن جدول أعمال اللجنة تمحور حول ما يجري باليرموك والوفد الفلسطيني المراد ذهابه لسوريا.

 

عن (وطن للأنباء)