بعد الارتفاع المُقلق في أعقاب حرب غزّة الأخيرة.. جيش الإحتلال يُحاول منع جنوده من الانتحار

بالعربي: دفع ارتفاع أعداد الجنود المنتحرين في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيليّ في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، قيادة الجيش إلى تفعيل برنامج جديد يسمى (مغين)، ومعناها بالعربيّة درع، يهدف لخلق حالة من الحصانة النفسية لدى جنود الاحتلال لمنعهم من الإقدام على الانتحار. وفي تقرير نشره موقع (WALLA) العبري، اليوم الاثنين، كشف عن ارتفاع في حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال في أعقاب مشاركتهم في الحرب الأخيرة على غزة صيف العام 2014.

وأوضح التقرير أنّ أعداد حالات الانتحار التي وقعت بين صفوف الجيش وصلت في العام 2014 إلى 15 حالة، فيما أقدم 7 جنود على الانتحار في العام 2013، وهو ما خلق حالة من الخوف لدى قيادة الجيش الإسرائيليّ على مصير الجنود المشاركين في الحرب الأخيرة. وتطرق التقرير إلى حالات الانتحار التي شهدتها الأعوام السابقة، ففي العام 2007 أقدم 17 جنديًا على الانتحار، وفي العام 2008 انتحر 23 جنديًا، فيما انتحر 20 جنديا في العام 2009، و28 جنديًا في العام 2010، وأقدم 21 جنديًا على الانتحار في العام 2011، وتقلص العدد في العام 2012 إلى 14 جنديًا، بحسب التقرير، الذي اعتمد على مصادر أمنيّة رسميّة في تل أبيب.
وأظهر التقرير أنّ تكرار حالات الانتحار في لواء النخبة (غفعاتي) في أعقاب المشاركة بالحرب الأخيرة على غزة، دفعت الجيش إلى توسيع خطة منع عمليات الانتحار والتي طبقت جزئيا في نطاق بعض الوحدات القتالية. وأشار أيضًا إلى أنّ الجيش أطلق على هذه الخطة (مغين) (نحو تجنيد حصانة نفسية)، والتي تمّ بدء العمل بها في السنة الماضية، كما تمّ تطبيقها أيضا خلال حرب غزة الأخيرة، وسيعمل على تطبيقها بين صفوف كل الجنود بهدف خلق الوعي واكتشاف الجنود الذين يعانون من مشاكل نفسية. وبينّ التقرير، أنّه بعد تطبيق خطة (مغين) في إطار بعض الفرق القتاليّة، اتخذ مؤخرًا قرارًا، وعلى وجه التحديد في أعقاب ما شهده لواء غفعاتي من تكرار لعمليات الانتحار، توسيع هذه الخطة لتشمل كل الجنود.
وقال مصدر مسؤول في لواء (غفعاتي) للموقع العبري إنّ ما شهده اللواء من تكرار لعمليات الانتحار بسبب ظاهرة (بوست تراومة) وهي الحالة النفسية التشي تصيب الجنود بعد الحرب، هو الذي دفع الجيش إلى تركيز العمل على هذه الظاهرة. ففي أعقاب حدوث ثلاث حالات انتحار بعد الحرب في لواء (غفعاتي) قام الجيش بإجراء تحقيقٍ معمقٍ، وقدمت النتائج إلى قائد المنطقة الجنوبية وقائد القوى البشرية، حيث تبينّ في التحقيق وجود فشل في اكتشاف العديد من حالات الجنود التي تعاني من اضطرابات نفسية. علاوة على ذلك، لفت التقرير إلى أنّ هذه الأمور دفعت باتجاه زيادة حجم التدخل في مجال الصحة النفسية من قبل الجهات المختصة، والعمل على توسيع نطاق تطبيق خطة (مغين) لتشمل جميع جنود جيش الإحتلال "الإسرائيلي"، فهذه الخطة مكونة من نشاط ليوم واحد حيث يزود الجنود بتقنيات خاصة تمكنهم من اكتشاف زملائهم الجنود الذين يعانون من ضائقة نفسية في لحظات المعارك على وجه التحديد. وأوضح التقرير أنّ خطة (مغين) سوف يبدأ العمل بها بالتوازي مع خطة أخرى لمنع عمليات الانتحار داخل الجيش والتي بدأ العمل بها سابقًا منذ العام 2005.
وخلُص التقرير إلى القول إنّه في العام الماضي، 2014، تضاعف عدد المنتحرين مقارنةً مع السنة الماضية، وذلك بسبب ما تعرض له الجنود من حالة من الخوف والهلع والرعب خلال الحرب الخيرة في غزة صيف 2014. يُشار إلى أنّ صحيفة (هآرتس) العبرية كانت قد نشرت تقريرًا بينّ أنّ الانتحار هو السبب الأوّل للوفاة داخل جيش الإحتلال
وصرح مسؤول داخل جيش الإحتلال بأنّ أنشطة الجيش تشمل أنظمة إلكترونية توفر للقيادات معلومات أولية عن الجنود، وتُقلل من فرص توافر الأسلحة، وتُمرر للجنود رسائل وقيم حول اختيار الحياة مما أسهم في انخفاض عدد حالات الانتحار إلى أقل مستوى لها، بحسب المسؤول.

رأي اليوم