“أبو يوسف النجار”.. قائد العاصفة

بالعربي: محمد يوسف النجار “أبو يوسف”، الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي مع صاحبيه كمال ناصر، وكمال عدوان،  في عملية تسمى “فردان”، ولد في بيروت عام 1930، في قرية يبنة بقضاء الرملة، وأتم دراسته الابتدائية فيها لينتقل بعدها إلى الكلية الإبراهيمية في القدس حيث أنهى دراسته الثانوية، أول قائد عام لقوات العاصفة عند الانطلاق، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان، وممثل فلسطين في مؤتمر وزراء الخارجية والدفاع العرب في القاهرة عام 1971.

عاد إلى مسقط رأسه ليعمل مدرسا حتى اضطرته النكبة عام 1948 إلى ترك قريته والنزول في حي الشابورة في معسكر رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفيه عمل في التربية والتعليم حتى 1956.

عرف “أبو يوسف” في معسكر رفح وفي القطاع عامة بمواقفه الوطنية، واعتقل لأول مرة 4 أشهر سنة 1954 بتهمة قيادة إحدى المظاهرات طالب فيها بالتجنيد الإجباري للشبان الفلسطينيين، واعتقل ثانية في مارس 1955 لقيادته إحدى المظاهرات احتجاجا وشجبا لمشروع التوطين في شمالي سيناء الذي حاولت وكالة غوث اللاجئين تنفيذه، وينسب إليه حرق مخازن الأونروا، وهو صاحب شعار “ولعوا النار في هالخيام وارموا كروتة التموين”، وطالما حذر من أن تصبح القضية الفلسطينية مجرد كيس من الدقيق أو عدة أرطال من السكر والزيت والأرز.
غادر أبو يوسف قطاع غزة على متن مركب شراعي سنة 1957 إلى سوريا ومنها توجه إلى عمان، وانتقل بعدها للعمل في دائرة معارف قطر، ويعتبر قائدا مؤسسا وصاحب معظم المنطلقات والأهداف الحركية، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحركة منذ تأسيسها عام 1965، وفي سنة 1967 تفرغ نهائيا لحركة فتح.

انتخب النجار، في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في القاهرة عام 1969، عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا لحركة فتح، واختير رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، وكان يدعو إلى تجنب التصرفات التي قد تسيئ إلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وفي الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة من 6- 12/1/1973، جددت عضويته في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وأسندت إليه رئاسة الدائرة السياسية فيها.
شارك أبو يوسف، في الكثير من المؤتمرات والندوات العربية والدولية، وكان يؤكد دائما رفض الشعب العربي الفلسطيني قرار مجلس الأمن 242 وإصرار المقاومة الفلسطينية على القتال حتى النصر، ويطالب الدول العربية والصديقة بزيادة دعمها ومساندتها للثورة الفلسطينية.
مثل فلسطين في مؤتمر وزراء الدفاع العرب في القاهرة، وقاد وفد فلسطين في المؤتمر، وأيضا في المؤتمر الإسلامي الرابع، الذي عقد في ليبيا من 24- 26/3/1973.

ويقول رئيس المحكمة الحركية لحركة فتح رفيق النتشة، إن ما يمثله أبو يوسف النجار، من عقل سياسي واع وعقلية عسكرية فذة أوجعت الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، جعلت من الشهيد بالنسبة للاحتلال هدفا رئيسيا يجب التخلص منه.
وفي ليلة العاشر من أبريل لعام 1973، نسفت مجموعة من الموساد الإسرائيلي مدخل شقة الشهيد، ليقتحموا المنزل حيث كان الشهيد نائما في غرفته مع زوجته رسمية النجار، ابنة خالته، التي حاولت أن تحميه من وابل الرصاصات، واستشهدا معا، فيما تمكن بكرهما يوسف، من الهروب إلى المنزل المجاور عبر نافذة غرفته.

ويضيف النتشة: “لقد تمتع أبو يوسف، بديناميكية وحيوية أكسبته حب واحترام الجميع، فلم يكن محمد الإنسان يقل أهمية عن محمد السياسي والعسكري، فقد كان رحمه الله موضع إعجاب واحترام كافة أطياف العمل السياسي والعسكري الفلسطيني”.
ويتابع: “كان الشهيد من أوائل الرجال الشجعان الذين تفرغوا للعمل العسكري، بعد تركه لمهنة التعليم في قطر، ليلتحق بصفوف قوات العاصفة مع الرئيس الراحل أبو عمار، وأبو صبري، وأبو إياد، وغيرهم الكثير من الشهداء والأبطال”.

وقال: “أما على صعيد العمل السياسي، فقد كان الشهيد من أكثر الناس حرصا على الوحدة الوطنية، ومن أوائل من طبقها سواء بتوحيد الجهود التي شكلت حركة فتح في الستينات، أو بجهود الوحدة الوطنية ما بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى”.
بسبب الأزياء التي تنكر فيها باراك، قائد مجموعة الاغتيال ورفاقه أطلق على العملية اسم “عملية هيبي”، حيث تنكر باراك في ثياب امرأة شقراء، بعد أن نزل مع أفراد مجموعته على أحد شواطئ بيروت واستقلوا سيارات أعدها عملاء لإسرائيل، وقتل في العملية شرطيان لبنانيان وحارس وعجوز إيطالية تبلغ من العمر 70 عاما.

نقلا عن البديل