أوباما يرفع الصوت في وجه دول الخليج؟

بالعربي: ماذا تعني الاتهامات التي ساقها الرئيس الأميركي لبعض دول الخليج بأنها تعمل على تأجيج الحرب في ليبيا؟ ولماذا لم يلجأ الرئيس الأميركي إلى القنوات الديبلوماسية المعتادة لإيصال هذه الرسالة غير المعتادة؟

ربما أراد أوباما رفْع سقف الكلام بعدما أصبحت واشنطن تشعر بخروج الأمور عن السيطرة

في 17 آذار عام 2011 ساهمت الولايات المتحدة الأميركية بشكل رئيسي في استصدار قرار دوْلي عن مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري في ليبيا. كان الهدف بحسب الرئيس الأميركي باراك أوباما يومذاك حماية من وصفهم بالثوار الليبيين السلميين من البطش العسكري لنظام معمر القذافي.

يقول آلان كوبرمان في مقالة له في مجلة "فورين أفايرز" الأميركية: كان تدخل أوباما في ليبيا تدخلاً بأعلى درجات الإخفاق"، ويضيف، "كان محكوما بالإخفاق من الأساس". لم تعجزْ ليبيا عن التحول إلى دولة ديمقراطية فحسب، بل انحدرت إلى ما يمكن وصفـه بالدولة الفاشلة. لم يكن الثمن الأميركي المدفوع بحجم الثمن من اللحم الحي الليبي، لكن واشنطن خسرت في أولى تجليات التدحرج سفيرها في ليبيا الذي قـتل في هجوم لإحدى الجماعات على السفارة في بنغازي.

لكن الولايات المتحدة، بشخص رئيسها أوباما، وجدت أنها لم تكنْ وحدها سبب الإخفاق، إنما بعض الحلفاء من دول الخليج العربية، فجاء اتهامه لها صراحة بتغذية الصراع في ليبيا قبل أنْ يدعوها إلى المساعدة في خفضه مباشرة، وأنه لا بد من تشجيع بعض الدول داخل الخليج صاحبة النفوذ على الفصائل المختلفة بأنْ تصبح أكثر تعاوناً، مضيفاً بشكل غير مسبوق "في بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلاً من محاولة تهدئتها."

وربما أراد أوباما رفْع سقف الكلام هذه المرة بعدما أصبحت واشنطن تشعر بخروج الأمور في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا عن السيطرة، ولا سيما أن ما يحدث في ليبيا يمكن وصفـه بصراع جله خليجي خليجي بالواسطة، السعودية والإمارات وخلفهما مصر من جهة دعماً لطرف وقطر وتركْيا من جهة أخرى دعماً للطرف الآخر.

ويأتي كلام الرئيس الأميركي بعد أسبوع من توجيهه رسالة أخرى لدول الخليج مفادها: إن أكبر خطر يتهدد عرب الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران، إنما السخْط داخل بلادهم، سخْط الشبان الغاضبين العاطلين من العمل  والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم. رسالة  بدت وكأنها دعوة  لهذه الدول إلى التركيز على قضاياها الداخلية، بدل الانغماس في صراعات المنطقة دعماً لهذا الطرف أو ذاك.

 

عن (الميادين)