من طالبان إلى داعش يا أفغانستان لا تفرحي

بالعربي: قتل 35 أفغانياً وجرح أكثر من 100 آخرين، في هجوم انتحاري شهدته مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، أثناء اصطفاف مئات من الموظفين أمام مصرف محلي لتسلّم رواتبهم، ما يُعد أخطر الهجمات التي شهدتها المدينة منذ فترة طويلة.

وسارع "نظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان" إلى إعلان مسؤوليته عن الهجوم، معلناً إنه يستهدف أركان الحكومة والعاملين فيها، فيما دان الناطق باسم حركة "طالبان أفغانستان" ذبيح الله مجاهد العملية، واصفاً إياها بأنها شيطانية قتلت مواطنين أبرياء.

ويعتبر الهجوم أول عملية مسلّحة ينفذها التنظيم في أفغانستان منذ إعلان الأجنحة المنشقة عن "طالبان باكستان" وقادة محليين في أفغانستان ولاءهم ومبايعتهم أبي بكر البغدادي قبل أشهر، وتسمية كل من باكستان وأفغانستان ولاية خراسان التابعة للدولة الإسلامية.

وأحجمت الشرطة عن كشف ما إذا كان الانتحاري فجّر نفسه أم أنه فجر السيارة من بُعد، ما أدّى إلى سقوط العدد الكبير من الإصابات. وأفادت بأن أنباء عن انفجار آخر حصل بالقرب من موقع التفجير تزامناً مع تجمّع المواطنين لرفع الجثث ونقل الجرحى.

ودان الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي كان يؤدي واجب العزاء في ولاية بدخشان (شمال شرق) الهجوم، محمّلاً المسؤولية الكاملة لـ "تنظيم الدولة الإسلامية"، وطالب بدعم دولي لحكومته لمجابهة الخطر الذي يتهددها.

وتزامن الهجوم مع لقاء قائد الجيش الأفغاني الجنرال بشير كريمي مع نظيره الباكستاني الجنرال راحيل شريف في إسلام آباد واتفاقهما على تعاون جيشي البلدين لمواجهة خطر الجماعات المسلّحة.

ولقيت العملية الدموية سخطاً شعبياً واسعاً، فيما اعتبر محللون أنها تعبّر عن عجز الحكومة التي يقودها الرئيس غني وخصمه عبدالله عبدالله، ما يضعف ثقة الشارع بها.

وأوضح ملا محمود القيادي في "طالبان" لـ "الحياة" عبر اتصال هاتفي، أن الهجوم يهدف إلى الضغط على الحركة للجلوس مع الحكومة إلى طاولة المفاوضات، وأن مثل هذه العمليات قد تزداد في المرحلة المقبلة بما يمكن أن يُستخدم إعلامياً لفض التأييد الشعبي الذي تحظى به "طالبان"، لا سيما في الأرياف، حيث لا وجود للحكومة مطلقاً.

وذكّر محمود بالهجوم الذي استهدف قبل أيام سوقاً في خوست وسقط ضحيته أكثر من 20 شخصاً، وإدانة "طالبان" له، فيما أشاد بالعملية التي نفذتها الحركة في ولاية بدخشان، واشتبكت فيها مع القوات الحكومية ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 جندياً، وفق بيان الحكومة.

وكانت مصادر أفغانية مقرّبة من "شبكة حقاني" أبلغت "الحياة" أخيراً أن موفدين من "داعش" بدأوا في أفغانستان تجنيد أفراد والاتصال بقادة محليين من الصف الثاني في "طالبان" لتجنيدهم أيضاً في مقابل كميات ضخمة من المال، مضيفة أن "داعش" سيلجأ خلال الأسابيع المقبلة إلى شنّ هجمات تستهدف في ظاهرها الحكومة وأنصارها، لكنها تعود بالنتيجة العكسية على "طالبان أفغانستان" والمقاومة التي تسعى إلى إطاحة حكومة غني وترفض الوجود الأجنبي في البلاد.

ويسود الشارع الأفغاني قلق من تعاظم حجم تنظيم "داعش" وزيادة الهجمات التفجيرية التي تستهدف مدنيين، في وقت نأت "طالبان" بنفسها عن تنفيذ عمليات ضد المدنيين، إذ اقتصرت تحركاتها الميدانية على مواجهة القوات الأفغانية والأجنبية.

وكان الرئيس السابق حامد كارزاي اتهم الولايات المتحدة بإيجاد أرضية لـ "داعش" في أفغانستان واتخاذها ذريعة لإبقاء الوجود الأميركي.