جنرال صهيوني : أمريكا تملك القدرات العسكريّة لتدمير برنامج إيران النوويّ خلال عدّة أيّام

بالعربي: حتى أكثر الصقور في الحلبة السياسيّة-الأمنيّة الصهيونية ، باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الخيار العسكريّ ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ بات في خبر كان، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أليكس فيشمان، المُقرّب جدًا من المنظومة الأمنيّة في كيان الإحتلال، رأى أنّ كيان الإحتلال لم تقُم بتنفيذ الهجوم على إيران في العقد الأخير، على الرغم من أنّ الظروف الدوليّة كانت تسمح بذلك، أمّا الآن، أضاف فيشمان، فإنّ كلّ عملية عسكريّة إسرائيليّة ضدّ إيران لن تحظى بالشرعيّة الدوليّة، وتحديدًا بعد توقيع الاتفاق الإطاريّ في لوزان السويسريّة الشهر الفائت، إذْ أنّ الدول العظمى لن تُوافق على هذا الهجوم، ناهيك عن تداعياته السلبيّة على كيان الإحتلال من جهة قيام إيران وسوريّة وحزب الله بمهاجمة إسرائيل ردًا على العدوان، كما نقل المُحلل عن المصادر الأمنيّة في كيان الإحتلال.

بناءً على ما تقدّم، يُلاحظ أنّ كيان الإحتلال تسعى من خلال القنوات الدبلوماسيّة وغيرها إلى دفع مجموعة الدول (5+1) للتوقيع في حزيران (يونيو) القادم على اتفاق جيّد لها، ومهما كان من أمرٍ، فإنّ المعركة السياسيّة والدبلوماسيّة التي قادها رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، ضدّ الاتفاق باءت بالفشل المُدّوي، لا بلْ أكثر من ذلك، فنتنياهو بتصرفاته الرعناء، كما يقول الخبراء في كيان الإحتلال، أدّى إلى تأجيج التوتّر بين الكيان وأمريكا بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ، كما أنّ العلاقات الشخصيّة بينه وبين الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، وصلت إلى الحضيض.
في السياق ذاته، قال الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ الصهيوني ، قال في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبرية، إنّ هناك ثلاثة احتمالات مستقبلاً تتعلّق بالاتفاق وتطبيقه: الأوّل، أن تتخلّى إيران بشكلٍ طوعيٍّ  في نهاية الاتفاق عن الخيار الذي يُتيح لها إنتاج سلاح نوويّ، لافتًا إلى أنّ هناك ثمة مَنْ يعتقد في الإدارة الأمريكيّة أنّ هذا احتمال واقعي، وأنّ تعزيز قوة المعتدلين داخل النظام الإيرانيّ بمجرد التوصل إلى الاتفاق سيؤدي إلى تغيير داخليّ في إيران التي ستصبح أكثر اعتدالاً بصورةٍ عامّةٍ، وفي ما يتعلّق بالبرنامج النووي بصورةٍ خاصّةٍ، ثانيًا، قال الجنرال عميدرور أنْ تلتزم إيران بدقة بالاتفاق وتبني اقتصادها وتقوم بتحسين وضع مواطنيها ودعمها لحلفائها مثل حزب الله وغيره، إلى جانب عملها على تعميق معلوماتها النووية، وبعد نهاية الاتفاق وعندما يقررون يعودون إلى برنامجهم العسكري بقوة أكبر، حسبما ذكر.
أمّا الاحتمال الثالث برأي عميدرور فهو أنْ تنتظر إيران الوقت المُناسب وتقوم بخرق الاتفاق، مُشدّدًا على أنّه من شبه المؤكد أنّهم سيفعلون ذلك بعد رفع العقوبات، وبعد أن توظف دول عديدة في العالم استثمارات في إيران ويصبح من مصلحتها عدم المسّ بالشريكة الاقتصادية المهمة، لافتًا إلى أنّ الأمريكيين يتعهدون بأنّ الاتفاق سيمنحهم فترة سنة من أجل تحديد الخرق والردّ عليه، ولهذا الغرض سيفرضون نظام رقابة صارمًا واختراقًا وموثوقًا جدًا، بحسب ما ذكر.
وتطرّق الجنرال الإسرائيليّ في سياق تحليله إلى الخيار العسكريّ سؤال آخر، متسائلاً: هل من الصحيح أنّه لا يوجد بديل عسكريّ يؤدي إلى تأجيل بعيد المدى للبرنامج النووي أكثر من الاتفاق؟ وعن هذا السؤال ردّ بالقول إنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بأوامر من الرئيس الأمريكيّ نفسه قامت بتطوير سلاحٍ قادرٍ على إلحاق ضرر كبير بمنشآت إيران النووية، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الزعم بأنّ القصف سيؤدّي إلى تأجيل قصير هو ادعاء خاطئ.
وأردف قائلاً إنّ الخطأ ينبع من كون الحسابات الأمريكيّة حسابات تقنيّة ليس إلّا، ولا تأخذ في الحسبان تأثير الهجوم الناجح على استعدادات النظام الإيرانيّ على أنْ يقوم بتوظيفٍ مجددٍ في برنامج نوويّ يُمكن تدميره خلال بضع أيّام، وهذا هو الوقت الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة من أجل المس بالمنشآت النووية. وعبّر عن تقديره بأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، إذا كانت تخضع لعقوبات صارمة، فلن تعود فورًا إلى برنامجها النوويّ بعد تدميره عسكريًا من قبل الأمريكيين، بالإضافة إلى ذلك، قال جازمًا إنّه تبينّ أنّ قدرة إيران على الردّ على مثل هذا الهجوم العسكري باستثناء الردّ من خلال استخدام حزب الله ستكون محدودةً جدًا، على حدّ تعبيره.
وخلُص الجنرال عميدرور إلى القول إنّه كان يتحتّم الاستمرار في نظام العقوبات على إيران، لا بلْ تشديدها، مع التأكيد على وجود خطوط حمراء أمام عملية بناء القدرات الإيرانيّة، وإذا جرى تخطّيها فإنّ الولايات المتحدة ستستخدم القوة، بحسب تعبيره.
ولكنّ السؤال المفصليّ والجوهريّ، أوْ سؤال المليون دولار، الذي بقي حتى اللحظة بدون إجابة: هل كيان الإحتلال قادر اليوم أوْ غدًا أوْ بعد غدٍ، في المستقبل المنظور أوْ البعيد، أنْ تتعايش مع دولةٍ مُعاديةٍ تُعلن على الملأ بأنّها تسعى إلى محو إسرائيل عن الخريطة؟. وكان نتنياهو عبّر عن دهشته من استمرار المفاوضات في لوزان في الوقت الذي يعلن فيه مسؤول إيرانيّ رفيع، في إشارة إلى قائد قوات التعبئة العامة التابعة للحرس الثوريّ، محمد رضا نقدي، أنّ مسألة إزالة كيان الإحتلال ليس أمرًا خاضعًا للتفاوض.

نقلا عن الرأي اليوم