الصناعة اليهودية للإسلام السياسي

بالعربي: لم  يعد سرا  أن  للانبعاث  الاسلامي  السياسي وفي إطار  موجات (الربيع الإسلامي) جذوره  القديمة  في مطابخ  المخابرات  الدولية  وخاصة  الأمريكية  اليهودية..

ومن  بين أهم  المساهمات  الأمريكية  على هذا  الصعيد ، مساهمات  شاريل بينارد ونوح فيلدمان، فمن  هما  وما هي  تصوراتهما للاسلام  السياسي  المنشود :

شاريل بينارد ،  استاذه  جامعية  مختصة  بقضايا  الاسلام  السياسي  ، وهي  يهودية  أمريكية  متزوجة  من الامريكي ، الافغاني، زلماي خليل  ولها  عدة  إصدارات  في هذا  الحقل  أبرزها (الاسلام  الديموقراطي  المدني ، الشركاء  والمصادر  والاستراتيجيات).
وفي  هذا الكتاب  كما  في  مجمل  ودراساتها  تهتم  بينارد  في  بعث  موجة اسلامية  مدنية  على طريقة  الغنوشي  وأردوغان.

وترى  في ذلك  بديلا عن  الحرس البيروقراطي  القديم  من جهة ، وعن  العرب العلمانيين  الذين  يشيعون  الكراهية  ضد  امريكا  والقيم  الراسمالية  عموما.

  وبالاضافة لمحاضراتها (المتنقلة) بين  الجامعة  الامريكية  في بيروت  وجامعة  فيينا ، فهي  باحثة لدى مؤسسة  راند  المقربة  من الاوساط  اليهودية  ووزارة  الدفاع  الامريكية ، البنتاغون

نوح فيلدمان (ابو الدساتير  العربية الجديدة)  ويقصد الدستور العراقي  بعد الغزو  الامريكي  للعراق  وتحطيم  دولته الوطنية ، والدستور  لمصري  بعد تولي  الاخواني  محمد  مرسي  الرئاسة هناك.
وفيلدمان  يهودي امريكي ، درس  الحقوق ،  واصبح  استاذا  للقانون  ومحاضرا  زائرا  في اكثر  من جامعة  منها  جامعة اكسفورد،  وتتميز  مشاركاته  فيما  يخص  الشرق الاوسط بربطه  بين (البعث الاسلامي الجديد)  وبين  استبدال  الدساتير  القديمة  بدساتير تحتفي  بالملل والنحل  والكونفدراليات  المذهبية .

كما لا يخفي افكاره  التي تدعو  لضرب  النواظم  والهويات  القومية  والوطنية  وتعبيراتها  من الدول  العربية  الحالية ،  واستبدالها  بكانتونات  وفدراليات  وكونفدراليات مذهبية.

وحسب  ما نشرته جريدة العرب اليوم  بتاريخ  الثاني من حزيران  2003  تحت عنوان (ديموقراطيات  اسلامية  بوصاية  امريكية)  فقد  ابدى  فيلدمان  اهتماما  بتحالف  ضروري  بين بعض  الليبراليين  واوساط  اسلامية ، وضرب  مثلا  على  ذلك  باسماء : عزمي بشارة من جهة والقرضاوي  والغنوشي  وسوروش  وخالد ابو الفضل  وفهمي هويدي  وجماعة الاسلام  التركي  من جهة  ثانية  ( مما  يفسر  التحالف  اللاحق  القطري – التركي – الاخواني)

ويضيف فيلدمان ، من الافضل  للولايات المتحدة  التخلي عن  سياساتها  السابقة في تبني  الانظمة التقليدية  لصالح  الرهان  على الحركات  الاسلامية  المعتدلة،  ويتابع في كتابه  الذي اصدره  لهذه الغاية،  تحت عنوان “بعد الجهاد: أمريكا  والكفاح  من اجل الديموقراطية  الاسلامية” وبالحرف الواحد مايلي:

أي خطر علينا من الاسلاميين .. انهم  في الحقيقة افضل امل  لتحقيق  الديموقراطية في الشرق الاوسط
انه  حتى  لو اعلن الاسلاميون عن انشاء  دول اسلامية  في حال توليهم السلطة  فان هذه  الانظمة  قد تكون  اكثر فائدة  من الانظمة  القائمة
بالنسبة للمصالح الامريكية فمن الخطا الاعتقاد  بان الاسلاميين متعارضون معها  ولذلك  يستحقون  التجربة الديموقراطية  والوصول  الى السلطة .. انهم  املنا في العالم الاسلامي
يركز فيلدمان على  شخصيتين اسلاميتين  هما القرضاوي والغنوشي  ويدعو  لدعمهما  وتسهيل وصول  تاثيرهما  في العالم الاسلامي  والعربي  اضافة لشخصيات  اخرى ، مثل خالد ابو الفضل  وعبد الكريم  وسوروش الايراني  وفهمي هويدي.
ويختم فيلدمان تصوراته  بحث الادارة  الامريكية  على تبني  نموذج الاسلام  التركي  وتمكينه  انطلاقا  من ” الشرق الاوسط”

وكالات