الانتخابات السودانية “لقمة عيش” جيدة لسائقي اﻷجرة

بالعربي: يحن قسم كبير من أهل السودان للماضي، خاصة وسط الذين تخطوا السبعين عامًا، حيث صوّت بعضهم للرئيس السوداني عمر البشير، بينما أيّد آخرون دعوة المعارضة لمقاطعة العملية، لكن المفارقة أن الأغلبية في كلا المعسكرين يتمنون لو عاد بهم الزمن إلى حقب رؤساء سابقين.

وبالنسبة لسائق سيارة الأجرة عبد الجبار “50 عاماً” فإنه غير مهتم، بفوز أي مرشح في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي دخلت اليوم الخميس، يومها الرابع والأخير في السودان، لكن الانتخابات بالنسبة له “مصدر رزق” لا يتكرر كل عام، جراء زيادة الطلب على سيارات الأجرة من قبل المرشحين.
مصدر رزق
ويقول عبد الجبار إن “أهمية الانتخابات بالنسبة له بأنها مصدر رزق”، وتابع “لن أنتخب، لأنني غير مقيد في سجلات الناخبين، ولقمة العيش أهم بالنسبة لي من الانتخابات لأن الجميع يعرف نتيجتها مسبقاً”.
ووفقاً، لعبد الجبار فإن اﻻنتخابات “أنعشت سوق سيارات الأجرة”، وأشار إلى أن أحد المرشحين استأجر سيارته منذ بدء عملية الاقتراع يوم الاثنين، وحتى اليوم الأخير، بمقابل مادي كبير”، ويضيف “يوميا استيقظ باكرا واتجه صوب مركز الاقتراع، ومن هناك نتجول داخل الأحياء لنقل الناخبين المناصرين للمرشح، إلى مراكز الاقتراع للتصويت”.
حملات التعبئة
ونشطت وسط الأحياء في العاصمة الخرطوم منذ بدء الاقتراع في الانتخابات السودانية، حملات التعبئة الخاصة بالمرشحين، حيث وفر غالبية المرشحين، سيارات لحشد أنصاره، وسط غياب شبه تام لأي حملات مناوئة من فصائل المعارضة الرئيسية التي تقاطع العملية التي استمرت 4 أيام.
وفي الولاية الشمالية، أقصى شمال السودان، استأجر أحد المرشحين للبرلمان القومي، نحو 45 سيارة أجرة منذ بدء مرحلة الدعاية الانتخابية للمرشحين، للعمل ضمن حملته الانتخابية، حسب سائق سيارة الأجرة علاء الدين أبو زيد.
وتعتبر الدائرة “2″ للبرلمان القومي شمالي دنقلا، من أكثر الدوائر التي شهدت تنافسا في الانتخابات السودانية، بين المرشح المستقل أبو القاسم برطم “رجل أعمال”، ومرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم بلال عثمان بلال.
كما اشتدت حمى التنافس بين مبارك عباس، المرشح المستقل بدائرة أبو حمد للبرلمان القومي، في مواجهة ممثل حزب المؤتمر الوطني الحاكم محمد البرجوب “رجل أعمال”.
الركشة
ويعتمد مرشحي المجالس التشريعية المحلية، على الركشة “التوك توك” كثيراً، نظرا لانخفاض تسعيرتها مقارنة بسيارات الأجرة الخاصة لأكثر من النصف، ويتراوح دخل سائق الركشة في العادة، ما بين 60 – 80 جنيها في اليوم “7 – 9 دولار أمريكي” بخلاف مبلغ 30 جنيها “3.3 دولار” يتم توريدها لمالك الركشة.
وعرف السودانيون “الركشة” لأول مرة قبل أكثر من عقدين، حيث كان استخدامها يقتصر على نقل البضائع خفيفة الوزن قبل أن يتم الترخيص لها في 1996 لنقل الركاب كحل لأزمة المواصلات التي كانت مستفحلة وقتها، خصوصا في المناطق التي لا تصلها حافلات النقل العامة.
فرح كبير
وبينما احتج عدد من المرشحين على قرار مفوضية الانتخابات، تمديد الاقتراع ليوم إضافي، نسبة للتكلفة المالية، قابل سائقو سيارات الأجرة القرار، بفرح كبير، لأنه سيزيد عليهم الدخل، ويوفر لهم فرصة استئجار سياراتهم ليوم إضافي من قبل المرشحين.
وبالأمس، أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية تمديد التصويت في الانتخابات ليوم إضافي في جميع أنحاء البلاد، على أن تنتهي الخميس بدلاً عن الأربعاء”

وكالات