سياسات “عدم الرضا” عن الحكومة تثير التساؤلات في الأردن

بالعربي: علامات عدم الرضا عن حكومة الدكتور عبد الله النسور وتفاصيلها في الدولة الاردني بمختلف الاركان التابعة لها بات من الممكن تتبعها بعد الكثير من النقد الذي خرج من شخصيات ومؤسسات محلية لنهجها.

الحديث اليوم يتجه نحو لوم الحكومة على “عدم لمس″ النتائج المرجوة منها بعد عامين ونصف تقريبا منذ حكومة الدكتور النسور الأولى، عبر شخصيات وازنة كرئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، والذي لمرة جديدة فتح النار على “سياسات” الحكومة الحالية.
الرفاعي والمعروف بكونه ذو فكر اقتصادي من درجة رفيعة سمعت منه “رأي اليوم” منذ أيام حديثا قاسيا حول ما اسماها بـ”النخب البالية” الموجودة حاليا، في سياق مطالبته بإصلاح سياسي “فعلي” بعد ما اعتبره “اخفاق” في مجال الاصلاح الاقتصادي.
في سياق تغيير النخب يبدو الرفاعي ذاته “ضحية” لنظريته، الامر الذي واجهته به “رأي اليوم” ليؤكد أنه مستعد لأن يكون الأول “طالما التغيير سيكون نحو الأفضل”، وهو ما لا يمكن اسقاطه من حسابات الاشارات على “عدم الرضا عن الحكومة الموجودة وشخوصها” بطبيعة الحال.
الرفاعي والذي يعدّ مقربا من القصر الملكي، يتحدث اليوم بوضوح اكثر عن “كمّ من الاحباط مرافق للأردنيين” بسبب نخب تسيطر على دوائر صنع القرار وتعيد تدوير المناصب بين بعضها، مذكرا بأن الشريحة المسيطرة اليوم لا تمثل إلا فئة عمرية ونخبوية لا تتجاوز نسبة ضئيلة من الاردنيين (الذين متوسط اعمارهم 23 عاما).
تغيير النخب والاخفاق في الاصلاح الاقتصادي “يضربان” بصورة أساسية “مشروعات” الحكومة الحالية وفقا للكاتب الدكتور محمد ابو رمان، والذي تحدث عن كون ما قاله الرفاعي يؤكد ان الاردن لم يخرج من عنق الزجاجة، وهو ما يعني ايضا ان ما يستشعره الاردني من زيادات في الضرائب لن يكون مؤقتا بطبيعة الحال.
حكومة النسور اليوم لم تتعرض للانتقاد من شخصيات فقط، فهي في مرمى حملة شرسة تشن عليها من قبل اثنتين من الصحف اليومية الكبرى في البلاد، نتيجة للتعثر الكبير الذي تشهدانه، إذ يتحدث موظفو الاولى (يومية الرأي الحكومية) عن فساد كبير، بينما تعاني الثانية (يومية الدستور) من أزمة مادية مزمنة.
الدكتور النسور وفريقه اليوم يبدوان في أزمة عقب “اجتهاد واسع″ من يومية الرأي التي طالما “مجّدت” أفعال الحكومة وقراراتها لكون الصحيفة حكومية في اتجاهها، فهي اليوم باتت الاكثر تربصا بمثالب قرارات الفريق الوزاري والاكثر “نبشا” في التفاصيل عقب ثلاثة ايام من الاعداد التي “عنونت” صفحاتها الاولى على التقصير الوزاري في مختلف الملفات.
مجرد موجة الرأي والتي تحدث اليوم للمرة الثانية في عهد حكومتي الدكتور عبد الله النسور تظهر وجود ازمة عنوانها “اسقاط الحكومة” في الكواليس أو على الاقل “خلخلتها”، الامر الذي يبدو ان عليه توافقا من قبل اطياف مختلفة من الدوائر المركزية في الدولة.
قادم الايام سيظهر المزيد من المفاجآت، خصوصا والرأي من جهتها بدأت “تحشد” نوابا الى جانبها، وفق معلومات “رأي اليوم”، ممن يرون في الحكومة “متآمرة على كل شيء