تونس تفرج عن مدون مسجون بتهمة الاساءة للجيش قبل إتمام عقوبته

بالعربي: أفرجت تونس ليل الخميس الجمعة عن المدون المعروف ياسين العياري (33 عاما) الذي كان يقضي منذ نهاية ديسمبر/كانون الاول الماضي عقوبة بالسجن ستة أشهر نافذة بتهمة الاساءة الى الجيش عبر الانترنت.

وقال مطيع العياري شقيق ياسين ان العائلة “تقدمت قبل عشرة ايام الى القضاء بطلب للافراج عنه بموجب سراح شَرطي (مشروط) لأنه أمضى أكثر من نصف العقوبة وليس له سوابق عدلية وكانت سيرته جيدة في السجن”.

وأضاف ان “قاضي تنفيذ العقوبات، ومدير السجن وافقا على طلبنا إلا أن النيابة العسكرية رفضته من دون إعطاء تبرير واستأنفت الطلب الاسبوع الماضي، فقمنا نحن باستئناف (الرفض) الذي نظر فيه القاضي امس وقرر إطلاق سراح ياسين”.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالقضاء العسكري للحصول على تعليق.

وكانت المحكمة الابتدائية العسكرية أصدرت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 حكما غيابيا يقضي بسجن المدون ثلاث سنوات مع النفاذ العاجل.

ولم يكن العياري يومها موجودا في تونس إذ يقيم في فرنسا حيث يعمل كمهندس معلوماتية بشركة خاصة.
وأوقفت السلطات المدون وأودعته السجن فور عودته من فرنسا يوم 25 كانون الأول/ديسمبر 2014، وقد اعترض محاموه في اليوم نفسه على الحكم الغيابي.
وفي 20 يناير/كانون الثاني 2015 قبلت المحكمة العسكرية الابتدائية اعتراض المحامين وخفضت العقوبة الى السجن سنة نافذة.
وفي الثالث من مارس/آذار 2015 خفضت محكمة الاستئناف العسكرية العقوبة الى السجن ستة أشهر بعدما استأنف محاموه الحكم الابتدائي.

وأدين العياري بتهمتي “المس من كرامة الجيش الوطني بنشر وإفشاء أحداث تتعلق بالسلطة العسكرية” و”المس من كرامة الجيش بما من شأنه ان يضعف في الجيش روح النظام العسكري والطاعة للرؤساء” حسب نص الاتهام الرسمي.
ووجهت النيابة العامة العسكرية التهمتين الى العياري على خلفية أربعة نصوص كتبها على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، بحسب محاميه.

وفي 25 كانون الاول/ديسمبر 2014 اعلنت النيابة العسكرية في بيان ان المدون أدين “بثلب عدد من الضباط السامين والإطارات بوزارة الدفاع الوطني وقذفهم (ثلبهم) علنا ونسبة أمور غير حقيقية إليهم”.
وقالت انه ادين ايضا “بنشر عدد من الإشاعات من شأنها إرباك الوحدات العسكرية والإيهام بوجود مشاكل خطيرة في صلب المؤسسة العسكرية على غرار المزاعم المتعلقة بتقديم رئيس أركان جيش البر الحالي استقالته” و”اتهام عدد من القيادات بتجاوزات مالية وإدارية دون تقديم أي إثباتات على ذلك”.

وخلال جلسات محاكمته، قال ياسين في أكثر من مناسبة ان وزير الدفاع السابق غازي الجريبي يقوم ب”تصفية حسابات شخصية معه” على خلفية انتقاده له في فيسبوك.

ونددت منظمات حقوقية تونسية واجنبية بسجن المدون وبمحكامته امام القضاء العسكري.
وياسين العياري من بين نشطاء الانترنت والمدونين التونسيين المعروفين بمعارضة وانتقاد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطاحت به الثورة في 14 كانون الثاني/يناير 2011، وقد واصل التدوين بعد الثورة.
وياسين نجل الطاهر العياري العقيد بالجيش التونسي الذي قتل خلال مواجهات جرت في أيار/مايو 2011 بين وحدة من الجيش واسلاميين متطرفين في الروحية بولاية سليانة (شمال غرب).

نقلا عن فرانس برس