روحاني: نسعى إلى علاقات بناءة مع العالم

بالعربي: جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء موقف بلاده الرافض لتوقيع أي اتفاق نهائي مع الدول الكبرى لا يترافق مع رفع كامل للعقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني في كلمة له في مدينة رشت شرق البلاد، ونقلها التلفزيون الإيراني: "إذا لم يكن هناك رفع للعقوبات، لن يكون هناك اتفاق".
واعتبر الرئيس الإيراني أن مسألة النظر في أي اتفاق مع بلاده من قبل الكونغرس الأميركي هو "شأن أميركي داخلي".
وفي هذا الصدد، قال روحاني: "ما يقوله الكونغرس الأميركي أو غيره ليس مشكلتنا. نريد احتراماً متبادلاً، ونحن نجري محادثات مع الدول الكبرى، وليس مع الكونغرس"، مضيفاً أن بلاده تسعى إلى "علاقات بناءة مع العالم، وليس إلى المواجهة".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "التوقعات صعبة جداً في شأن الاتفاق النهائي، ولكني اعتقد انه لو تفهم الغرب أن الضغط والاتفاق لا یمکن أن یجتمعا معاً فعندها لن یکون التوصل إلى الاتفاق صعباً".
وأوضح  ظريف أنه "يتعين على الغرب أن یعتمد أحد هذین الأسلوبین، إما العقوبات التی فرضها علینا علی مدی سنوات ورأی نتیجتها، وإما أسلوب التعاطي والاتفاق والتعاون مع إیران"، معتبراً أنه "إذا جاء الاختیار خاطئاً، فسيكون التوصل إلى اتفاق صعباً".
وختم وزير الخارجية الغيراني بالقول إنه " رغم أن هناك خلافات داخل مجموعة 5+1 وتدوین نص الاتفاق النهائی فی غایة الصعوبة، لكنني اعتقد أن ذلك سیكون ممكناً لو توفرت الإرادة السیاسیة اللازمة".
بدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اليوم أن بلادها لن تسمح للسياسة الداخلية الأميركية بإخراج المفاوضات النووية عن مسارها.
وقالت أفخم خلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الرسمي: "تلك مسألة متعلقة بشؤونهم الداخلية. أما نحن فنتعامل مع الحكومة الأميركية".
ومن مدينة لوبيك الألمانية التي وصل إليها لحضور اجتماعات اليوم الثاني لوزراء خارجية "مجموعة السبعة"، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم  عن ثقته بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما "سيتمكن من الحصول على موافقة الكونغرس على اتفاق نووي مع إيران" بعد أن سلم بأن يكون لأعضائه سلطة مراجعة أي اتفاق نووي.
وقال كيري: "يلوح في الأفق تحدي إنهاء المفاوضات مع إيران خلال فترة شهرين ونصف."
وأضاف: "تم التوصل إلى تسوية في واشنطن أمس بشأن دور الكونغرس. نحن واثقون من قدرة الرئيس على التفاوض بشأن الاتفاق، والقدرة على جعل العالم أكثر أمناً".
ورضخ أوباما أمس الثلاثاء بأن تكون للكونغرس سلطة مراجعة أي اتفاق نووي مع إيران، ليرضخ بذلك على لضغوط الجمهوريين وبعض الديموقراطيين أيضاً بعد أن توصلوا إلى تسوية.
ويقلص مشروع القانون الذي تم إقراره مدة 60 يوماً إلى 30 يوماً يمكن للكونغرس خلالها مراجعة أي اتفاق نووي نهائي ويلغي شرطا بأن يقر الرئيس الأميركي أن إيران لا تدعم الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة.
من جهته، لفت وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إن وزراء خارجية دول مجموعة السبعة "سيناقشون محادثات إيران" أثناء اجتماعهم في لوبيك، خاصة بعد وصول كيري.
وأضاف: "(سنتطرق إلى) النتيجة بين الإدارة الأميركية والكونغرس، والتي سيكون لها تأثير أكيد على إمكانية التوصل لاتفاق نهائي مع إيران بحلول 30 حزيران المقبل".
وكان لإسرائيل اليوم تعليق على ما توصلت إليه لجنة مجلس الشيوخ الأميركي أمس بِشأن الاتفاق النهائي الإيراني، إذ أعرب وزير الإستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتز عن "رضا" بلاده عن ما أسماه "اتفاق الحل الوسط" الذي توصل إليه الكونغرس الأميركي وإدارة أوباما.
وقال شتاينتز لـ"راديو إسرائيل": "نحن سعداء بالتأكيد هذا الصباح. هذا انجاز لسياسة إسرائيل. خطاب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) في الكونغرس كان حاسماً في التوصل لهذا القانون، وهو عنصر مهم جداً في الحيلولة دون التوصل إلى اتفاق سيء أو على الأقل في تحسين الاتفاق وجعله أكثر منطقية."
(أ ف ب، رويترز)