اوباما يعرض عصفورا على الشجرة وليس في اليد

بالعربي: المفاوضات مع ايران تُدار بطريقة ليّنة حيث تبرز في الخلفية حقيقة أن الامريكيين يتلقون فشلا بعد آخر، من بغداد حتى صنعاء، من طرابلس حتى دمشق. أول أمس كانت لبراك اوباما زلة لسان قال فيها إنه بعد 13 سنة تستطيع ايران انتاج القنبلة النووية. لقد فوجيء سامعوه وحاول التراجع عن ذلك جزئيا.

في المقال الذي نشره في المجلة الاسبوعية “التايم” كتب اهود باراك بأن ست دول مدت أيديها نحو القنبلة النووية، العراق وسوريا منعتا من قبل اسرائيل، ليبيا وجنوب افريقيا البيضاء استجابتا للضغوط وتخلتا عن المشروع، كوريا الشمالية وباكستان ضحكتا على العالم. ايران هي من هذا الصنف.
في غياب خيار عسكري فقد بحث الغرب المتعب عن تسوية دبلوماسية، هكذا ولدت وثيقة لوزان، التي هناك احتمال كبير أن يتضح أنها سراب، وربما لا. النبوءة تعطى للاغبياء. حسب تقديري فان اوباما يتعهد بعصفور على الشجرة وليس في اليد. فهو لا يستطيع أن يحافظ بصورة جدية على 13 سنة بدون تهديد نووي ايراني. ولكن الانتقاد نحوه جاء من جهة اخرى، الـ 13 سنة لا تستجيب للامر، هذا يحتاج الى نقاش للبت فيه. الشرق الاوسط في ايامنا موجود تحت هزة ارضية دائمة. هناك اندلاع متواصل للنيران في داخله. ايضا اذا قيل إن “ورقة لوزان” هي اتفاق مرحلي فقط ونوع من الهدنة، فقد كان من الواجب تقييمه باهتمام لانه في التحرك غير المنقطع في مدى الشرق الاوسط فان أحدا لا يعرف من سيكون وأين سيكون بعد 13 سنة.
مع سقوط الشيوعية كتب البروفيسور فرانسيس فوكياما مقالته الوردية “نهاية التاريخ” ولم يخطر بباله أنه ستظهر قوى مثل القاعدة وداعش وكوريا الشمالية مع قنابلها النووية. الكل تغير بدرجة كبيرة. أين ستكون الولايات المتحدة في 2028؟ والشرق الاوسط؟ وللحقيقة فان نظام آيات الله موجود في احتكاك دائم مع شعبه؟.
سألت ذات مرة مناحيم بيغن اذا كان مقتنعا أن اتفاق السلام مع مصر سيستمر الى الأبد. فأجاب باستغراب أنه لو كان هناك شيء كهذا لما كان من الضروري التوقيع على نحو 3 آلاف اتفاق سلام في تاريخ الانسانية – اتفاقه مع مصر، الافضل من بينها، ما زال قائما منذ 37 عاما ويبدو أنه ثابت. ولكن اتفاقات كهذه يجب تغذيتها وريها، وهي تغير شكلها اذا نجحت، وستسحق تحت عجلات التاريخ اذا تم خرقها. 13 سنة هي وسادة واسعة لتهدئة ايران ووقف كرة اللهب.

صحف عبرية