قوة بحرية لإيران قبالة سواحل عدن

بالعربي: حافظت غارات تحالف «عاصفة الحزم» على وتيرتها في ضرب مختلف المناطق اليمنية، من عدن الى صنعاء. وبينما لم يتوصل البرلمان الباكستاني الى موقف من الحرب التي تقودها السعودية، كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يعلن من اسلام اباد، انه يتحتم على ايران وباكستان العمل من اجل تسوية سياسية في اليمن.

وفيما حذر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر من ان تنظيم «القاعدة» يسجّل تقدّماً على الأرض في اليمن، قررت ايران تعزيز حضورها العسكري بحريا قبالة سواحل اليمن وعند مضيق باب المندب، وهو ما سيضعها في تماس مباشر مع «التحالف» السعودي الذي يقود الحرب. أما الإمارات فقد صعّدت انتقاداتها ضدّ طهران، معتبرةً أنّ دول الخليج ليس لديها ما يجعلها تأمل ببناء علاقات طبيعية معها.
ومع دخول الحرب على اليمن أسبوعها الثالث، توجّهت قطع بحرية إيرانيّة، يوم أمس، إلى مضيق باب المندب وخليج عدن بهدف «صون مصالح إيران في المنطقة». وتضمّ القطع البحرية «الفرقاطة اللوجستية بوشهر والمدمرة ألبرز، وتهدف إلى توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المياه الدولية الحرة»، وفقاً لوكالة «فارس» الإيرانية للأنباء.
وفي هذا الإطار، قال قائد القوة البحرية الإيرانية العميد حبيب الله سياري إنّ «مهمة السفينتين الحربيتين تستغرق نحو ثلاثة أشهر».
وفيما لم تستجب إسلام آباد، حتى الآن، لدعوات الرياض الانضمام إلى «التحالف» لتصير الدولة العاشرة التي تشارك في الحرب، أبدى نوّاب في البرلمان الباكستاني معارضتهم بشدّة التدخل العسكري في اليمن.
وبينما تؤكّد طهران أنّه لا يمكن لفصيلٍ سياسيّ واحد أن يحكم اليمن، دعا نائب وزير خارجيتها مرتضى سرمدي، خلال مؤتمر صحافي في بيروت، الفصائل اليمنية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لحلّ الأزمة، مؤكداً أنّ بلاده تعمل للمساعدة في تحقيق ذلك.
وصعّد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد لهجته ضدّ إيران بعدما اتهمها بالتدخّل في الصراع اليمني وفي أماكن أخرى في المنطقة، مؤكداً أنّ دول الخليج «ليس لديها ما يجعلها تأمل ببناء علاقات طبيعية مع طهران».
وعندما سُئل بشأن أدلة تدعم مزاعم «الرئيس» عبد ربه منصور هادي بأنّ طهران تقدّم الدعم للحوثيين، قال إنّ «إيران لا تتدخل فقط في اليمن، بل نرى هذا التدخل كذلك في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان وفي دول عديدة. وربما يأتي شخص ويقول المعلومات التي توفرها الحكومة في اليمن غير دقيقة، لكنّ هناك عملا مُمنهجا لسنوات من قبل إيران لتصدير ثورتها».
وطالب، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية هادي رياض ياسين، مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يُلزم كلّ الأطراف بالمشاركة في الحوار، ويفرض حظراً على شراء الأسلحة من جانب الحوثيين والجماعات الأخرى «الخارجة»، معتبراً أن «أنصار الله» رفضت الحلّ السياسيّ.
من جانبه، اتهم رياض ياسين إيران بأنّها، منذ فترة طويلة، تحاول أن تزرع لها مكاناً داخل اليمن، مضيفاً أنّ «الحكومة اليمنية الشرعية طلبت تدخلاً عربياً مضطرة»، ولكن «لا نزال نؤمن بأن الحوار شيء أساسيّ ومطلوب».
وفي وقت تأمل دول الخليج إقرار مشروع القرار الذي تقدّمت به إلى مجلس الأمن، لا يبدو أنّ روسيا ستوافق عليه، خصوصاً أنّ نص الاقتراح لا يأتي صراحة على ذكر عملية «عاصفة الحزم»، كما أنّه لا يذكر المقترح الروسي الأخير بإرساء هدنة إنسانيّة في اليمن.
وينص مشروع القرار الخليجي على فرض عقوبات على كل من زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي وأحمد صالح نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. كما يطالب بفرض حظر على واردات السلاح للحوثيين وحلفائهم، ويطالبهم بوقف «الأعمال الحربية» و «التخلي عن السلطة فوراً ومن دون شرط». ويكتفي بدعوة أطراف النزاع إلى تسوية خلافاتهم «عن طريق الحوار»، ولا سيما من خلال المشاركة في مؤتمر في الرياض سبق أن اقترحه عبد ربه منصور هادي.
ويثير تفاقم الأزمة في اليمن مخاوف من أن يستغلّ تنظيم «القاعدة» الفوضى الحاصلة في البلاد في ظلّ الحرب، خصوصاً بعد سيطرته على جزء كبير من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، واقترابه إلى الحدود مع السعودية.
وفي هذا السياق، أقرّ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأنّ «القاعدة» يسجّل تقدّماً على الأرض في اليمن، لكنّه توعّد بأنّ الولايات المتحدة ستواصل ضربها للتنظيم رغم الفوضى في هذا البلد، مؤكداً أنّه يمثّل «تهديداً خطيراً على الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة وسنستمر في محاربته».
وقال كارتر، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني جين ناكاتاني في طوكيو، إنّه «بالتأكيد من الأسهل دوماً قيادة عمليات لمكافحة الإرهاب عندما يكون هناك حكومة مستقرة توافق على التعاون»، معتبراً أنّ زوال هذه الظروف في اليمن، لا يعني أن هذه العمليات يجب أن تتوقف.
من جهة أخرى، عرض «الحزب الإسلامي» الذي يقوده قلب الدين حكمتيار - أحد قدامى الذين قاتلوا القوات السوفياتية في أفغانستان - إرسال «آلاف» المقاتلين إلى اليمن لدعم «التحالف» السعودي.
وقال «الحزب الإسلامي»، في بيان، إن «المسلمين يجب أن يتّحدوا ضدّ إيران» التي «تتدخّل» اليوم في شؤون اليمن بعد العراق ولبنان.
وعلى الصعيد الإغاثي، وصلت سفينتان تقلّان مساعدات إنسانية إلى جنوب اليمن، حيث تتواصل المعارك العنيفة حاصدة عشرات الضحايا، في اليوم الرابع عشر على بدء الضربات الجوية.
وأعلنت «منظمة الصحة العالمية» أنّ عدد ضحايا أعمال العنف في اليمن ارتفع إلى 643 قتيلاً و2226 جريحاً.
وتركزت المعارك بين ميليشيات هادي من جهة، و «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» والجيش اليمني من جهة ثانية، في مدينة عدن، ما أدى إلى مقتل 22 من عناصر اللجان.
واستمرت غارات «التحالف» مستهدفة موقعاً للجماعة قبالة مضيق باب المندب الاستراتيجي على البحر الاحمر، كما استهدفت قاعدة العند الجوية.
وفي العاصمة صنعاء، أعلن الحوثيون أنّ غارة جوية استهدفت مبنى تابعاً لإحدى الوزارات، ما أدّى إلى إصابة 26 شخصاً.
(«السفير»، رويترز، أ ف ب، «الأناضول»)