مساعٍ دبلوماسية إقليمية حثيثة بحثًا عن حلّ سياسي لأزمة اليمن

بالعربي: تسارعت في الفترة الأخيرة، وتيرة الجهود الدبلوماسية الإقليمية، التي تهدف لإيجاد حل لأزمة اليمن، عقب انقلاب جماعة الحوثي على الرئيس اليمني المنتخب “عبد ربه منصور هادي”، واحتلالهم العاصمة اليمنية صنعاء، ومحاولتهم التمدد نحو عدن، ما دفع المملكة العربية السعودية نحو قيادة تحالف عشري، أطلق عليه اسم “عاصفة الحزم”، وتوجيه ضربات جوية استهدفت معاقل جماعة الحوثي.

وأكّدت تركيا خلال هذه المرحلة، على أهمية عقد حوار سياسي، وحل الأزمة بوسائل تكفل ضمان وحدة أراضي البلاد، كما حافظت الدبلوماسية التركية على اتصالاتها الوثيقة مع الجهات الفاعلة إقليميًا ودوليًا، لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن.
وفي هذا الصدد، أجرى رئيس الوزراء الباكستاني “نواز شريف”، زيارة مفاجئة إلى العاصمة التركية “أنقرة”، في 3 نيسان/ أبريل الماضي، التقى خلالها بالمسؤولين الأتراك، وتناول معهم التطورات الجارية في اليمن، مشيرًا أن الموقف الباكستاني سيتم اتخاذه، استنادًا إلى النتائج التي ستتمخض عن الاتصالات التركية مع كل من إيران، والمملكة العربية السعودية.
ووفق المعلومات الواردة من مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، فإن الجانبين التركي والإيراني اتفقا على العمل المشترك لضمان السلام، والاستقرار في اليمن، ومن المنتظر أن يتم في الأيام المقبلة، تناول مضمون وآلية العمل المشترك، التي تتضمن وقف الاشتباكات المسلحة بين الأطراف، والسماح لوصول المساعدات الإنسانية، والسعي بصورة متزامنة، نحو بدء عملية تفاوض لرأب الصدع الذي تشهده الحياة السياسية في اليمن.
كما ستواصل تركيا اتصالاتها (في إطار مشروع مشترك مع إيران) مع الدول الفاعلة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، للبدء بعملية تنفيذ المواد التي تم صياغتها والاتفاق عليها، فيما تشدد إيران في هذه الأثناء، على ضرورة وقف عملية “عاصفة الحزم”، ضد الحوثيين الذين يتلقون دعمها، وتولي تلك القضية أهمية بالغة على جدول أعمالها.
إسلام آباد وأنقرة
وتواصل باكستان في هذه الأثناء، تقييم طلب المملكة العربية السعودية الخاص بإرسال قوات برية باكستانية، كما جددت باكستان وقوفها إلى جانب السعودية، وتعهدت بالرد بقوة ضد أي تهديد يمس سيادة وسلامة أراضي المملكة، معلنة عن دعمها لـ “عاصفة الحزم”.
ولقي قرار باكستان دعمًا شعبيًا من قبل الجماعات السنية فيها، بينما قوبل برفض من قبل الجماعات الشيعية في البلاد، في ظل استمرار القيادة الباكستانية بالامتناع الآن عن المشاركة بشكل مباشر في العمليات الجارية باليمن، فيما تستمر المداولات في البرلمان الباكستاني، من أجل إقرار إمكانية مشاركة القوات المسلحة في “عاصفة الحزم” من عدمه.
القاهرة وطهران
وتسود أجواء الترقب في مصر وإيران، بانتظار موقف باكستان من “عاصفة الحزم”، في الوقت الذي أجرى فيه وزير الدفاع المصري الفريق أول “صدقي صبحي”، يوم الاثنين الماضي، زيارة إلى “إسلام آباد”، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن الزيارة تهدف لتنسيق المواقف الخاصة بعملية “عاصفة الحزم”، والتدخل البري في اليمن، في ظل الجهود التي تبذلها مصر، والعربية السعودية، باتجاه مشروع قوة عربية مشتركة.
من جهته، أجرى وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، زيارة إلى باكستان الأربعاء الماضي، وأشار مراقبون إلى أن الزيارة تأتي للحيلولة دون انضمام “إسلام آباد” إلى الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن.