"إسرائيل" تحت هجوم سايبري غير مسبوق

بالعربي: هذا هو العام الثالث على التوالي الذي يتّم فيه تحديد تاريخ 7 نيسان (أبريل) كيوم (هجوم سايبر على إسرائيل)، الذي يتّم تنظيمه من قبل تنظيمات القراصنة المعادية لحكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، وعلى رأسها التنظيم (أنونيموس)، بهدف شطب "إسرائيل" من شبكة الإنترنت، ردًا على ما يصفونه بأنّه جرائم ضدّ الشعب الفلسطيني.

وتُدعى المبادرة “OPIsrael”، وتتّم تحت هذا المُسمى إدارة صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى العمل. وأفادت التقارير الإعلاميّة "الإسرائيليّة"، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ مجموعة قراصنة الإنترنت تمكّنت منذ ساعات فجر اليوم من اختراق وإسقاط عشرات المواقع الإلكترونية في "إسرائيل"، حيث أعلنت مجموعة القراصنة التي تحمل اسم (Anonymous)، أنها باشرت بشنّ هجومٍ على الفضاء الإلكتروني "الإسرائيلي" يستهدف المواقع الحكومية ومواقع الجيش والبنوك. وبحسب المجموعة فقد استطاعت اختراق العديد من الحسابات الشخصية لـ "الإسرائيليين" على مواقع التواصل الاجتماعيّ  والبريد الإلكتروني الشخصيّ التابع لآلاف "الإسرائيليين".

وزعمت المجموعة أيضًا أنّها تمكّنت من اختراق مواقع سلطات الطيران والموانئ واختراق حسابات بنكية وبريدية لآلاف "الإسرائيليين"، لكن لم تتأكد هذه المعلومات من الجانب "الإسرائيليّ". ولفتت وسائل الإعلام العبريّة إلى أنّ مجموعة القراصنة المذكورة استطاعت الدخول واقتحام العديد من المواقع الخاصة والحكومية وإسقاطها من على شبكة الانترنت والسيطرة عليها لمدّة ساعات وبثّ رسائل عبرها.

علاوة على ذلك، أفاد الإعلام العبريّ بأنّ الأغلبية الساحقة من المواقع التي تمّ اختراقها والسيطرة عليها هي مواقع شخصيّة أوْ اقتصاديّة، وليس لها تأثير، كما أنّ عناصر تقنيات الحواسيب تمكّنوا من إعادة السيطرة عليها، مُشدّدًا على أنّ الأضرار كانت طفيفة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، جاء أنّ عددًا من المواقع الرسميّة تعرّضت هي الأخرى للهجوم مثل موقع الكنيست "الإسرائيليّ" ووزارة التربية والتعليم لكنّها نجت ولم تسقط، في حين سقطت العشرات من المواقع الأخرى مثل مواقع للفنانين ومركز "إسرائيل" للتميز في التعليم وجمعيات طبيّة وغيرها من المواقع.

ولفتت وسائل الإعلام "الإسرائيليّة" إلى أنّ الهجمة الأشهر، والأبسط من حيث التنفيذ، كانت “الفيضان”، أي إحداث فيضان من الرسائل على المواقع ممّا يؤدي إلى فشل عملها. ومع ذلك، فهذه الهجمة هي الأسهل من حيث مواجهتها، ويتّم إصلاح الخلل غالبًا خلال دقائق معدودة. أمّا الهجمات الأكثر تعقيدًا ممّا يتمّ التخطيط لها، قد تشتمل على معلومات التعريف ومعلومات شخصية لمتصفّحين "إسرائيليين"، مثل بطاقات الاعتماد، أرقام بطاقات الهوية بل وحتى الأسماء والصور، ولكن هذه هي عملية أكثر تعقيدًا. كما أشارت وسائل الإعلام العبريّة إلى وجود خيار آخر، كان قد حدث في الماضي رغم تعقيده، وهو السيطرة على مواقع وتغيير محتوياتها. هناك مواقع عديدة في "إسرائيل"، من المعروف أنّها مستهدفة من قبل مبادرة OPIsrael، والتي اتخذت الوسائل الدفاعية المتقدّمة من أجل تقليل الأضرار قدر الإمكان.

في السنوات الماضية، كان التأثير على المواقع في "إسرائيل" صغيرًا، وقد تمّ الإضرار للحظات قليلة بمواقع لعدد من المنظمات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإنّ إسرائيل لا تقلّل من شأن الأمر وتُخطّط جيّدا لمواجهة أي احتمال. بالإضافة إلى ذلك، فقد نشرت صحيفة (يسرائيل هايوم) الإسرائيليّة أنّ هناك عددًا من المنظمات الإسرائيليّة المستقلّة ضدّ الهجمة المعادية لإسرائيل، والتي أعلنت أنّها ستشن هجومًا مضادًّا لهجوم “أنونيموس″ وضدّ القراصنة الآخرين الذين سيشاركون في الهجوم، وستتصدّى لنشاطهم. على صلةٍ بما سلف، قبلت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة عن شركة (تشيك بوينت) الإسرائيليّة المُختصّة في تأميم المعلومات، أنّها أعدّت تقريرًا جاء فيه أنّ جهات ومنظّمات لبنانيّة بدأت منذ العام 2012 بحملة تجسس سايبيريّ ضدّ أهداف إسرائيليّة، أمريكيّة، كنديّة، بريطانيّة، وضدّ أهداف في لبنان نفسها، واستخدمت الشبكة في عمليات التجسس برنامج إنترنت خاص قامت الشبكة بتطويره.

ولفتت صحيفة (هآرتس) إلى أنّ الشركة المذكورة تميل إلى الترجيح بأنّ دولة ما أوْ تنظيمًا كبيرًا يقف وراء المجموعة اللبنانيّة، ولم تستبعد بالمرّة أنْ يكون حزب الله اللبنانيّ هو الذي يقود حملة التجسس العالميّة، ولكنّ الشركة رفضت التأكيد أوْ نفي تورّط حزب الله في شبكة التجسس، كما قالت (هآرتس) الإسرائيليّة. بالإضافة إلى ذلك، تبينّ من الفحص والتدقيق والتمحيص أنّ الشركة تستخدم برامج حاسوب مصدرها إيران.

وقال موقع (المصدر) الإسرائيليّ إنّه كما يبدو فإنّ النضال على شبكة الإنترنت لن يُشعر به بشكلٍ ملحوظٍ في إسرائيل، ولكنّ حدوثه للعام الثالث على التوالي يدلّ على تغيير ما في طريقة نشاط ونضال الفلسطينيين، الذين يعملون في السنوات الأخيرة أكثر فأكثر لتغيير الوعي والرأي العام ضدّ إسرائيل، أيضًا بطرق غير عنيفة مثل النشاط على شبكة الإنترنت.