"أطباء بلا حدود": يمنيون يموتون بمنازلهم والمشافي شبه خالية

بالعربي: أجرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية حوارًا مع رئيسة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن "ماري إليزابيث" دعت فيها هذه الأخيرة إلى وقف إنساني للقتال في المنطقة.

وأوردت الصحيفة، أن بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن أطلقت موجة من النداءات على شبكات التواصل الاجتماعي منذ الجمعة الماضي، تطالب بعدم إيقاف سيارات الإسعاف، أو إطلاق النار عليها، أو تحويل وجهتها.

وقالت إليزابيث للصحيفة، إن هذه النداءات تكتسي أهمية بالغة بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، بخاصة في عدن، مشيرة إلى أن جماعات مسلحة اختطفت سبع سيارات إسعاف تابعة للمنظمة، ما أدى إلى مقتل عاملين في "أطباء بلا حدود"، بعد أيام قليلة من قتل متطوع في جمعية الهلال الأحمر في مديرية الضالع.

وأشارت إلى أن القناصة يحيطون بالمكان من كل صوب، وأن القتال محتدم، والطرق مسدودة، والجرحى أعيتهم الحيلة في أن يصلوا إلى المستشفيات، "إذ إنه لم يستقبل مستشفى عدن إلا القلة القليلة منذ ثلاثة أيام؛ لأن الناس يخافون من التنقل بعد اختطاف سيارات الإسعاف، واحتدام القتال في المنطقة".

وأفادت إليزابيث أن تحديد عدد القتلى والجرحى من الأمور التي تستعصي على بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، بسبب كثافة الاشتباكات، مشيرة إلى أن مدينة عدن مقسمة إلى مناطق يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم من الجيش اليمني، وأخرى بيد القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأضافت أن 140 يمنيًا يعملون حاليًا في المستشفى، "وهم يتساءلون يوميًا عما إذا كانوا سيصلون بسلام إلى العمل، مرورًا بنقاط التفتيش"، لافتة إلى أن "بعضهم يضطر إلى قضاء ليلته في المستشفى، وكثيرون منهم يجدون أنفسهم في حالات مأساوية بعد فقدانهم أحد أقربائهم، أو تعرض منازلهم للقصف".

وأوضحت أن مستشفى عدن استقبل حوالي 550 جريحًا منذ 19 آذار/ مايو الماضي، "ورغم محدودية طاقة استيعاب المستشفى المتمثلة في 45 سريرا فقط؛ إلا أنه يستقبل 75 جريحًا يوميًا"، مشيرة إلى أن "هذه الأرقام تراجعت منذ ثلاثة أيام، حيث لم يأت إلى المستشفى سوى تسعة أو 10 جرحى.. فالناس يموتون يوميًا في منازلهم".

وشددت على ضرورة وقف القتال وفتح الطرقات، التي بقيت مسدودة منذ ثلاثة أيام أمام فرق الرعاية الطبية، فضلا عن كميات هائلة من المعدات الطبية والأدوية، لافتة إلى أن وجود صعوبة في وصول الرعاية الصحية إلى داخل البلاد، بخاصة بعد إغلاق المطارات، وعجز الطائرات عن الوصول إلى الأراضي اليمنية.

وتابعت "حاولنا جاهدين أن نأتي بسفينة مساعدات من أقرب ميناء إلينا، وهو ميناء جيبوتي، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل، وفِرَقنا وقفت عاجزة أمام استفحال القتال والفوضى في البلاد.. نحن في حاجة أكيدة إلى هدنة فورية لوقف القتال في اليمن".