الحوثيون والقوات الموالية لـ صالح يتقدمون في عدن والسكان ينتظرون عمليات الإغاثة

بالعربي: احرز الحوثيون تقدما في عدن ثاني مدن اليمن حيث ينتظر الاف السكان عمليات الاغاثة، في حين لم يصدر اي رد سعودي على طلب موسكو وقف الضربات الجوية توصلا الى هدنة انسانية.

ميدانيا، قال مسؤول محلي يمني رافضا ذكر اسمه لـ وكالة "فرانس برس" ان “الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح حققوا تقدما خلال الليل في المعلا” في وسط عدن، “وسيطروا في الساعة الثالثة (منتصف الليل تغ) على مقر الادارة المحلية وضمنها مكتب المحافظ”.

وافاد شهود ان الحوثيون قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم واضرموا النيران في عدد من المباني والحقوا اضرارا باخرى. واضافوا ان بعض السكان وجهوا نداء اغاثة مطالبين بوقف القصف الذي دفع بعشرات العائلات الى الفرار من منازلها.
واكد المسؤول ان الحوثيون باتوا في موقع قريب من مرفا المعلا الذي تدافع عنه اللجان الشعبية الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي اللاجئ في السعودية.

وقال المقاتل من اللجان الشعبية هادي باشايع ان “قناصة من المتمردين تمركزوا على اسطح مباني الادارة المحلية يستهدفون المارة وعناصر اللجان الشعبية”.

ويحاول الحوثيون السيطرة على عدن حيث استولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل ان ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف.

ويشن تحالف عربي بقياد الرياض منذ 26 الشهر الماضي حملة عسكرية لمنع المتمردين من السيطرة على عدن بعد ان سيطروا على صنعا ومناطق اخرى في اليمن.

واثر ضغوط تمارسها المنظمات الدولية غير الحكومية القلقة من الاوضاع الانسانية بسبب الغارات والمعارك التي اوقعت مئات القتلى، اعلن التحالف العربي امس ان طارئتين للصليب الاحمر ستصلان اعتبارا من الاحد.

وقال المتحدث باسمه العميد احمد عسيري امس ان “العمليات الانسانية جزء من خطة التحالف” من دون الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر اقرار هدنة انسانية لمدة 24 ساعة لايصال المساعدات.

وشدد على ضرور ايصال المساعدات الى السكان وليس الميليشيات.

واكد المتحدث ان روسيا والهند واندونيسيا وباكستان اجلت رعاياها في حين تستعد الصين وجيبوتي والسودان للقيام بذلك الاحد، في حين قدمت دول اخرى مثل كندا والمانيا والعراق طلبات بهذا الخصوص.

لكن السعودية لم تتخذ موقفا رسميا حيال طلب روسيا التوصل الى هدنة انسانية من خلال مشروع قرار قدمته الى مجلس الامن الدولي.

واعلنت رئيسة مجلس الامن للشهر الحالي الاردنية دينا قعوار ان دول المجلس بحاجة الى “وقت للتفكير” في مشروع القرار. ويشارك الاردن في التحالف العربي الذي يضم تسع دول لدفاع عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية.

وفي حين يواصل التحالف العربي غاراته الليلية في الشمال مستهدفا المواقع العسكرية ومخازن الاسلحة خصوصا في صنعاء ومحيطها وفي صعدة، معقل الحوثيين، دارت مواجهات الاحد في مدينة لودر الخاضعة لسيطرة المتمردين في محافظة ابين الجنوبية.

وقال احد عناصر اللجان الشعبية المؤيدة لهادي ومصدر طبي ان المعارك التي استخدمت خلالها الاسلحة الثقيلة اوقعت 24 قتيلا بينهم 21 من الميليشيات الشيعية.
وتركزت المعارك في جنوب لودر على الريق التي تربط بين محافظتي ابين والبيضاء.

وفي المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، تشهد الاوضاع مزيدا من التدهور منذ سيطرة تنظيم القاعدة الجمعة الماضي على المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 الف نسمة.

وقالت مصادر قبلية ان اشتباكات دارت اليوم بين الجنود ومسلحي حلف قبائل حضرموت الذين دخلوا المكلا في محاولة لصد مقاتلي القاعدة.

واكدت المصادر مقتل جنديين واحد مسلحي القبائل.

ومن جهة اخرى حذّر حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، المحسوب على الإخوان المسلمين، الأحد، جماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق علي عبد الله صالح شخصياً، ومن يستجيب لأوامرهما من مغبة المساس بقياداته وناشطيه المختطفين.

واستنكر بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب، الأحد، “حملة الاعتقالات ومداهمة المنازل وترويع النساء والاطفال، والتي طالت العشرات من قيادات وناشطي الحزب”.

واعتبر الحزب أن تلك الحملة “تذهب بالاوضاع في البلاد الى مزيد من التعقيد والتأزيم، الناتج عن انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية في البلاد”، محذراً مما أسماه “الاستمرار والتمادي في تلك الحماقات”.

وحمّل البيان “الحوثيين” و”صالح”، “كل ما سيترتب على ذلك من تداعيات قد لا تحمد عقباها”، على حد وصفه، داعياً الطرفين إلى “سرعة اطلاق كافة المختطفين فورا”.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت حل حزب الإصلاح، وشنت حملة وشن حملة اعتقالات مسعورة طالت قيادات بارزة من الصف الأول في الحزب.

وكان مسلحون حوثيون قاموا باختطاف عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح الشيخ حمود الذارحي، ورئيس دائرة إعلام الإصلاح سابقاً، فتحي العزب، والبرلماني محمد العنسي مساء  السبت، كما شنوا حملة اعتقالات واسعة ضد كوادر إصلاحية في مختلف مناطق صنعاء، حيث بلغ عددهم أكثر من 20 معتقلاً في أقل من 12ساعة، وفقا لناشطين.

واختُطف يوم الجمعة الماضي، رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح في مدينة إب  أمين الرجوي، وما زال مصيره مجهولا حتى اللحظة، كما قتل الحوثيون رئيس سياسية إصلاح الحديدة جمال العياني، الأسبوع الماضي، أثناء مشاركته في مسيرة احتجاجية مناوئة لسلطتهم الانقلابية، ومؤيدة لـ”عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية.

ويسيطر مسلحون حوثيون على مقرات تابعة لحزب الإصلاح في مدينة الحديدة منذ أربعة أيام تقريباً، واعتقلوا 6 أشخاص كانوا داخل المقرات.

واقتحم مسلحون حوثيون السبت، منزل الداعية الإسلامي عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان، الواقع بحي الروضة في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء، كما قاموا باقتحام منزلي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب زيد الشامي، ورئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي.

وتأتي هذه الحملة الحوثية على التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)،عقب تأييده لعملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، في الوقت الذي أدان فيه “السلوك الثأري الانتقامي المدمر الذي مارسته القوى المضادة المتمثلة بعلي صالح والحوثيين”.