عشائر سنية عراقية ترفض مشاركة "الحشد الشعبي" في تحرير الأنبار

بالعربي: ترفض عشائر عراقية سنية مشاركة قوات “الحشد الشعبي” في معارك تحرير محافظة الأنبار (غب) من سيطرة بعد الانتهاكات التي نسبت لمسلحي الحشد خلال معركة تكريت (شمال) التي تم استعادتها الثلاثاء الماضي من التنظيم المتشدد.

وقال الشيخ عمر الدليمي، أحد قادة فصائل العشائر المسلحة (عشيرة الدليم) التي تقاتل مع القوات الأمنية ضد “داعش” في مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، أمس السبت، إن “تصرفات مقاتلي الحشد الشعبي في مدينة تكريت المحررة مؤخرا من قبضة تنظيم داعش بعيدة كل البعد عن الأخلاق العسكرية”.

وأضاف أن “ما قام به عناصر الحشد الشعبي من حرق وتدمير وسرق ونهب ممتلكات المواطنين جعلنا نعيد حساباتنا كثيرا بإشراك الحشد الشعبي في معارك تحرير الأنبار”، مشيرا إلى أن “تلك التصرفات تضع علامات استفهام كبيرة على أدائهم”.

وكان لمقاتلي العشائر السنية في الأنبار دور بارز في محاربة تنظيم القاعدة في العراق وخاصة خلال عام 2007 وبعده، حيث تم تنظيم ما سمى بمجالس الصحوات، وتسعى الحكومة العراقية الحالية إلى كسب العشائر إلى جانبها في محاربة تنظيم “داعش”.

الدليمي لفت إلى أن “عدم القدرة على السيطرة على سلوك المندسين في الحشد الشعبي وباعتراف قياداتها الميدانية والمشرفة يجعلنا أمام تدارس خيارات عدم إشراك مقاتلي الحشد الشعبي في عمليات تحرير مدن الأنبار، والاكتفاء بالقوات العسكرية والأمنية (الرسمية) ومقاتلي ومتطوعي العشائر بغية حقن الدماء وتوحيد الجهود ووأد محاولات زرع الفرقة”.

وقال إن “ما حصل في تكريت أثر سلبا على معنويات مقاتلي العشائر الذين تطوعوا وتحمسوا لتحرير محافظتهم من سيطرة تنظيم داعش”.

واعتبر أن “جميع المقاتلين يطالبون اليوم بعدم إشراك الحشد الشعبي في معارك تحرير الأنبار حتى لا تكون هناك صدامات بينهم وبين الحشد الشعبي”.

وتحدثت تقارير إعلامية عراقية وغربية عن أعمال نهب وإحراق واسعة النطاق في مدينة تكريت منذ أن طردت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تنظيم “داعش” من المدينة السنية، الثلاثاء الماضي.

وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت قيام عناصر مجهولة بحرق ونهب منازل وممتلكات السكان في المدينة.

ووجه السنة أصابع الاتهام إلى المقاتلين الشيعة في الحشد الشعبي بالوقوف وراء تلك الحوادث، فيما ألقى الحشد بالمسؤولية على “عصابات مجرمة”، دون أن يسميها.

وفي محافظة الأنبار أيضا، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، مساء اليوم السبت، قيام تنظيم داعش بارتكاب مذبحة بحق أهالي بلدة القائم الحدودية مع سوريا راح ضحيتها 25 شخصا.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، أكد العيساوي أن “عناصر تنظيم  داعش أقدموا على إعدام خمسة وعشرين شخصا من أهالي مدينة الرمانة التابعة إلى قضاء القائم الحدودي مع سوريا”.

وأوضح رئيس مجلس محافظة الأنبار أن التنظيم أعدم أولئك المواطنين العراقيين بتهمة “التعاون مع القوات الأمنية”.

وأضاف أن “هناك مئات المعتقلين من أهالي القائم لدى التنظيم، ولا يعرف شيء عن مصيرهم حتى الآن”.

وفي يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

وتعمل القوات العراقية وقوات موالية لها، وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها “داعش”، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.

 

المصدر (الأناضول)