ليون: تكرار “عاصفة الحزم” في ليبيا مستبعد

بالعربي: كشف برناردينو ليون مبعوث الامم المتحدة في ليبيا عن ان المباحثات التي تجرى في المغرب و بروكسل قد حققت تقدما واضحا خلال الايام الماضية حيث تم التقدم بمقترحات حول الحل السياسي العادل واتفقت الاطراف على ان تلك الافكار هي الاساس لحل عادل، مستبعدا تكرار عملية “عاصفة الحزم” في ليبيا.

وقال ليون ، في حديثه لمجلة الأهرام  العربي تنشره الخميس : “اعتقد ان لدينا الان فرصة لرؤية الضوء في نهاية النفق الليبي ، و لكن لايزال الطريق طويلا و سيستغرق وقتا و لكنى اعتقد أن هناك الان حلا محتملا لكنه يحتاج للمزيد من المفاوضات “.

وحول الاجتماع القادم في القاهرة لرؤساء القبائل و العوائل الليبية قال ليون إن ليبيا في كارثة كبيرة و تحتاج الى حل يتم دعمه من العديد من الاطراف و من اهمها القبائل ، معربا عن اعتقاده ان مصر تلعب دورا هاما في ليبيا و تساند العملية السياسية و اجتماع زعماء القبائل بالقاهرة قريبا يعتبر اعترافا بذلك الدور المهم .

وأشار إلى أن اجتماع زعماء القبائل يعتبر من أهم الاجتماعات التي ستعقد و “لانزال نتشاور حول موعده نظرا لأنه سيضم عددا كبيرا من شيوخ القبائل و العوائل” ، مضيفا :”اننا نحتاج بمساعدة الجهود المصرية للحصول على مساندة القبائل بالنسبة للمقترحات التي تم تقديمها على المسار السياسي مع الاطراف الرئيسية الليبية الاخرى”.         و بالنسبة لإمكانية ان تحقق كل الاجتماعات في المغرب و الجزائر وبروكسل و مصر نتيجة محددة و يتم التوصل لحكومة وفاق وطني قال ليون إن تلك الاجتماعات تمثل مسارات مختلفة و لا يناقش الجميع نفس الشيء وهناك مفاوضات في المغرب لممثلي المجتمع المدني و اخر في الجزائر للزعماء والناشطين السياسيين و ثالث في بروكسل لممثلي المجالس البلدية يناقشون اجراءات بناء الثقة واجتماع اخر متصل بالجماعات المسلحة .

واشار إلى أن الاطراف لاتزال لا تجلس على نفس الطاولة معا للتفاوض و لكن يتم من خلال بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا “ولكننا نأمل انه في وقت ما سنستطيع جمع الاطراف حول مائدة تفاوض واحدة”.

وبالنسبة لوجود حد زمنى للمفاوضات قال انه امر لا تحدده الامم المتحدة و لكنه امر تحدده الظروف في ليبيا “لا يمكن ان تنتظر وقتا طويلا فالبلد تنهار و هناك تخوفات أمنية من الحرب و الارهاب و مشاكل اقتصادية و كلها تحديات عديدة”.

و ردا على سؤال حول امكانية تكرار ما حدث في اليمن من “عاصفة الحزم” العربية في ليبيا قريبا أعرب ليون عن اعتقاده أن كل دولة تختلف عن الاخرى و المجتمع الليبي متجانس و لا يوجد اختلافات دينية أو عرقية كبيرة و لهذا يمكن التوصل الى اتفاق مبني على عدد من المبادئ التي يتم التفاوض على أساسها حاليا من اجل بناء دولة ديمقراطية.

وحول امكانية ان يتم استخدام القوات العربية المشتركة التي تم الموافقة في القمة العربية علي إنشائها في ليبيا قال ليون :”لقد استمعت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتحدث عن اهمية الحوار السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية و اعتقد ان هذا في الوقت الراهن هو ما نريد جميعا ان نراه في ليبيا ، أي التوصل لحل سياسي و حكومة وحدة وطنية ،و بالطبع ان لم يتم ذلك فاعتقد ان المجتمع الدولي عليه ان يبحث البدائل الممكنة”.

و بالنسبة لموقف الامم المتحدة من شرعية حكومة عبد الله الثني قال إن المجتمع الدولي يعترف بشرعية البرلمان و حكومة الثني و لكن المقترحات التي تتفاوض بشأنها الان تتحدث عن اهمية وجود برلمان واحد و نقترح التغيرات المؤسسية التي ستساعد في ايجاد حل ، و لم يتم الاعتراف من المجتمع الدولي بحكومة عمر الحاسي التابعة للمؤتمر الوطني الليبي و في الحقيقة انا لم التق ابدا مع الحاسي و الذى تم إقالته .

و حول تأثير إقالة الحاسي و تعيين خليفة الغويل مكانه قال :”إنني لا اعرف اسباب الإقالة و لكنها قد تؤدى لانفتاح في الموقف و لا اعرف ما هي الخطوة القادمة بالنسبة لهم و لكننا نتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وهناك ممثلين من طرابلس في تلك المفاوضات و قد يرسل ذلك رسالة لليبيين حول امكانية الوصول لحكومة وحدة وطنية و اعتقد انها فرصة جيدة”.

وحول قرار مجلس الامن الاخير حول ليبيا قال ان القرار يعنى إن “هناك طريقين يجب ان يسيرا بشكل متوازي أولهما التعبير عن مساندة الليبيين في محاربة الارهاب و الثاني الإصرار على تهيئة الظروف للتغلب على الحرب والوصول الى حل سياسي بين الاطراف المعتدلة الليبية”.