بعد انضمام “عقبة بن نافع” لـ”داعش”.. "الإرهاب" يتمدد في شمال إفريقيا

بالعربي: على الرغم من خسائره الأخيرة والضربات الموجعة التي تلقاها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من التمدد والتوسع في العديد من المناطق الأخرى، فقد أصبح التنظيم قاب قوسين أو أدنى من افتتاح فرع له في المغرب العربي خاصة بعد أن وجد موطئ قدم له في ليبيا ذلك البلد الذي يعاني من فوضى أمنية غير مسبوقة.

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم أجمع بمحاربة تنظيم داعش خاصة في سوريا والعراق ليبيا، تواصل الجماعات الإرهابية في إعلان دعمها وولائها وانضمامها للتنظيم مما يكسبه مزيدًا من المؤيدين والأنصار الذين بايعوه فى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب العربي، فبعد أن أعلنت حركة “بوكو حرام”، التي تسيطر على مساحات واسعة من المناطق في شمال شرقي نيجيريا، دعمها وانضمامها لداعش لحقتها كتيبة “عقبة بن نافع” التي تنشط في تونس لتعلن انضمامها هي الأخرى إلى التنظيم المتطرف، وهو ما أثار مخاوف لدي دول شمال إفريقيا من انتشار عدوي “داعش” عبر ليبيا التي تفقد فيها الدوله سيطرتها على الأوضاع.

“عقبة بن نافع” امتداد “داعش”

نشرت ما تسمى بـ”كتيبة عقبة بن نافع” المتحصنة بجبال الشعانبي بمحافظة القصرين بتونس، بيانا جديدا ردا على مقتل أمير الكتيبة “لقمان أبو صخر” و8 آخرين في مواجهات مع القوات الأمنية التونسية في محافظة قفصة، وسط غرب البلاد، أعلنت فيه استعداد 462 عنصرا للقيام بهجمات جديدة ضد أفراد ومواقع جديدة في تونس، وهددت الكتيبة باغتيال الرئيس التونسي “الباجي القائد السبسي”، ورئيس الحكومة “الحبيب الصيد”، إلى جانب استهداف وزيرالداخلية “ناجم الغرسلي”، والمتحدث باسم الداخلية “محمد علي العروي”، وأكدت الكتيبة في بيانها، أن “عملية باردو” التي أوقعت 23 شخصا، بينهم 20 أجنبيا، كان هدفها “جس النبض”، متوعدة بهجمات أكثر دموية.

ونشر الجناح الإعلامي للكتيبة “أفريقية للإعلام” بشبكة الانترنت بيانا مطولا تعهد فيه بمواصلة القتال في تونس، لكنه ألمح صراحة إلى ولائه لتنظيم داعش بعد أن كان قد بايع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ووصف البيان مقاتلي الكتيبة بـ “طلائع جند الخلافة في تونس وطلائع الدولة الإسلامية”، مشيرًا إلى أنهم سيكونون “وقود المعارك القادمة لتأسيس ولاية تونس التابعة للخلافة الإسلامية”، على حد قولهم

ماذا عن كتيبة “عقبة بن نافع”؟

كتيبة “عقبة بن نافع” هي جماعة متطرفة ظهرت بعد ثورة 14 يناير 2011، وخططت لإقامة “أول إمارة إسلامية” بشمال إفريقيا، ويرجع أصل تسمية الكتيبة إلى اسم القائد “عقبة بن نافع”، أبرز القادة الإسلاميين الذين فتحوا بلاد المغرب، بما فيها تونس، وهي الذراع العسكرية لتنظيم “أنصار الشريعة” المحظور والمصنف إرهابيًا في تونس، وتضم تونسيين وعناصر أجنبية، وفي شهر سبتمبر 2014 أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم “داعش” ودعته إلى تجاوز حدود سوريا والعراق، وتحطيم “الطغاة” في كل مكان.

وتعتبر كتيبة “عقبة بن نافع” قوات الأمن والجيش بأنهم “طواغيت”، وتحرض على قتلهم واستهدافهم، وقد زرعت ألغامًا في جبل الشعانبي حيث يتحصنون لمنع تقدم قوات الجيش والأمن، وأدت هذه الانفجارات إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات التونسية.

تقف الكتيبة وراء أغلب العمليات الإرهابية التي استهدفت عناصر من الأمن والجيش منذ 2012 ، وهي متورطة في الاغتيالات السياسية وفي الهجوم على متحف باردو في 18 من الشهر الجاري، والذي خلف 24 قتيلا بينهم 21 سائحًا، بحسب آخر الإحصائيات، وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الكتيبة عبر بيانها أمس الاثنين، ارتباطها عضويًا بتنظيم “داعش” الذي أوجد موطئ قدم له في البلد الجار ليبيا.

“داعش” يتمدد في شمال إفريقيا

بعد أن أعلن تنظيم “أنصار الشريعة” في ليبيا انضمامه رسميًا إلى تنظيم “داعش” واتخاذه مدينة “درنه” كإمارة إسلامية له وانتشار الفوضى الأمنية في هذا البلد الذي أصبح مرتعًا للجماعات المسلحة المتشددة وأبرزها “داعش”، بدأ سرطان الإرهاب يتمدد عبر الحدود، ومن ضمن الدلائل التي تشير إلى امتداد الإرهاب على طرفي الحدود بين تونس وليبيا، هو وجود قائد “جماعة أنصار الشريعة” في تونس، “سيف الله بن عمر بن حسين”، المعروف باسم “أبو عياض”، على الأراضي الليبية، وتحديدًا في درنة التي يتخذها التنظيم معقلًا له.

أصبحت تونس في دائرة الدول المحاربة للإرهاب خاصة بعد أن أكد المسئولين صعوبة السيطرة المطلقة على الحدود الممتدة بين البلدين “تونس وليبيا”، لا سيما مع وجود “مهربين محترفين”، لكن هل تصبح بوابة لانتشار سرطان “داعش” في شمال إفريقيا.