أسرار غياب مدير المخابرات الفلسطينية عن مرافقة الرئيس أبو مازن في رحلاته الأخيرة

بالعربي: كان لافتا غياب اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية عن مرافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” في زيارته الأخيرة لعدد من البلدان، فالرجل الذي كان يتابع عمله كمدير لأكبر مؤسسة أمنية فلسطينية، كان من ضمن الفريق المشرف على إدارة غالبية الملفات السياسية.

فاللواء فرج كان إلى جانب موقعه في إدارة المخابرات الفلسطينية، يعمل عضوا في وفد المفاوضات برفقة الدكتور صائب عريقات، وفاوض الإسرائيليين عشرات المرات، والتقى الرعاة الأمريكيين أكثر من مرة في هذا الإطار العام الماضي، والرجل أيضا كان ضمن الوفد الفلسطيني الذي فاوض الصيف الماضي في مصر على التهدئة في غزة مع إسرائيل، بتكليف من أبو مازن، علاوة عن عمله القريب من الرئيس، الذي اعتاد على تكيفه في الكثير من الملفات الخارجية التي طغى على الكثير منها السرية.
الزيارات الأخيرة للرئيس عباس خلت من وجود اللواء فرج المعروف بكنية “أبو بشار” من ضمن وفد المسؤولين الذين اعتادوا مرافقة الرئيس، وهم الدكتور عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، وهم أكثر الشخصيات التي تخرج برفقة أبو مازن في الجولات الخارجية.
ففي الزيارة التي قام بها الرئيس أبو مازن إلى بلجيكا ولكسمبورغ، ومن ثم  إلى سويسرا، وبعدها مشاركته في القمة الاقتصادية في مصر، ومن ثم القمة العربية في مصر أيضا، إضافة إلى زيارته إلى تونس، ومن قبلهم السعودية والأردن، لم يكن ماجد فرج ضمن الشخصيات التي اصطحبها الرئيس إلى جواره، على غير العادة.
واللواء ماجد فرج هو من مخيم الدهيشة للاجئين التابع لمحافظة بيت لحم، وعمل في بداية التحاقه بالقوات الأمنية الفلسطينية عند قدوم السلطة بجهاز الأمن الوقائي، قبل أن يوكل الرئيس عباس بعد الانقسام وسيطرة حماس على غزة مسئولية جهاز الاستخبارت العسكرية، ثم اختاره ليكون على رأس جهاز  المخابرات العامة.
وكانت العادة أن يكون مدير الجهاز من أحد ضباطه، وهو أمر ظل قائم منذ أن أسس الجهاز على أيدي صلاح خلف “أبو إياد” خلال تواجد منظمة التحرير في الخارج، إلى أن عين اللواء فرج في هذا المنصب بقرار رسمي من الرئيس.
ولم يكن في الفترة السابقة أي من قادة جهاز المخابرات منذ تشكيل السلطة له علاقة بالعمل السياسي إلى جانب علمه الأمني، وإيكال مهام المفاوضات والتواجد لجانب الرئيس في الزيارات الخارجية، قبل تعيين فرج في هذا المنصب.
على العموم لا توجد أي معلومة سربت تشير لوجود خلاف بين الرجلين، أو وجود حفاء من طرف الرف الرئيس تجاه اللواء فرج، الذي أدار طوال الفترة الماضية كل الملفات التي أوكلها إليه الرئيس بمنتهى الدقة، كما يقول المطلعون على خبايا الملفات الفلسطينية.
وإن كان الأمر السابق بوجود الخلاف غير مستبعد، فأن من المعلومات ما يشير إلى أن اللواء فرج لا يتمتع بحب من يعرفوا بـ”طهاة الرئاسة” وهم جمع من المسؤولين السياسيين والمستشارين والإداريين الذين يتحكمون في غالبية مفاصل الحكم في السلطة الفلسطينية.
وهناك معلومات تشير إلى أن اللواء فرج قدم في مرات سابقة للرئيس رأيه في ملفات سياسية، لكن هذه الآراء كانت تخالف وجهة النظر التي كان يقدمها مسؤولو مكتب الرئاسة.
وكان رئيس الوزارة رامي الحمد الله تفقد الاثنين المخابرات العامة، والتقى اللواء فرج وكبار الضباط والمسئولين في الجهاز، ولا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء هذه الزيارة، وهي تعد زيارة مشابهة قام بها أبو مازن قبل شهر، عندما كان يحرض على اصحطاب اللواء فرج إلى جانبه في كل الزيارات الخارجية.
رئيس الوزارة حسب التصريح الرسمي ثمن دور جهاز المخابرات العامة برئيسه وضباطه ومنتسبيه، والمؤسسة الأمنية على دورهم الهام في حماية الوطن والمواطنين، ونشر الامن والأمان وصون الممتلكات والحقوق، وعدم السماح لأي محاولة للإخلال بالنظام العام.
ونقل الله تحيات الرئيس محمود عباس وتقديره لهم، ودعمه الكامل لعمل المؤسسة الأمنية، وكافة جهودهم المبذولة في حماية السلم الاهلي، واطلعهم على كافة التطورات السياسية والتحركات الدولية للقيادة الفلسطينية من أجل إنهاء الاحتلال.

نقلا عن رأي اليوم