أخيرا..غزة “تقاوم” في الفضائيات المصرية والملك سلمان اذ يذكر محاسن موتاه

بالعربي_كتبت  بانوراما طويلة مرّت من أمامي وأنا أشاهد تقريرا على ONtv المصرية عن يوم الأرض (30 آذار).. والذي يصادف اليوم.. يومنا الذي نحياه كل عام بلا أرض.. وبحلم يتضاءل بأن أرضنا ستعود خلال فترة وجيزة.. فرقعة الأرض المغتصبة تتمدد وتتوسع وتزداد.. بينما نحن نبكي في زوايا غرفنا المظلمة.. لاعنين ضعفنا أكثر ما نلعن عدوّنا بألف ألف مرة..

بعيدا عن تفاصيل كل السلبية التي اعترتني بذكرى يوم الأرض.. كان المضحك المبكي الصدفة التي جعلت المذيعة المصرية تتحدث عن المقاومة وعن الشعب الفلسطيني في غزة تحديدا وهو يحيي يوم الأرض.. وكيف هوجم من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي لاحيائه تلك الذكرى التي بدأت لأول مرة في مناطق الداخل الفلسطيني..
“كوكتيل غريب” جمّعته ذاكرتي أمام ذلك التقرير.. فمذيعة مصرية أخيرا تعترف بغزّة كجماعة “مقاومة” بدلا من كل النعوت التي اطلقها مذيعو “الهوبرة” المصريون على غزة والغزيين وحركة المقاومة “حماس″ هناك.. كما أن الغزيين لم يصبحوا وطنا آخر، فها هم يريدون “فلسطين كاملة” وليس قطاعا هنا أو هناك، كما أوحى الرئيس ذو الولاية المنتهية محمود عباس لكل الأمة وهو يتحدث عن “انقلاب على الشرعية” يريد “لجمه” عبر الجيوش العربية، كنوع من الـ”Show” الذي بات يركب فيه موجة كل شيء دون أي شعور بالخجل أو إخجالنا..
فلسطين.. وطنٌ كاملٌ واحد موحّد خارطته في قلوب كل من يؤمن بقضية عادلة.. لا مجال لتمزيقه أو تفريقه عبر أي شخص أو جهة.. هي أرضنا التي تسكننا.. ترحل معنا حيثما ذهبنا أو عدنا.. هي الوحيدة التي خرجت خارج كل بوصلات السياسة وما خرجت من نفوس أبنائها.. هي التي يبع منها من يبيع ويشتري من يشتري.. ولكنها ستعود لنا.. بدمانا.. ستعود بقمحها وهوائها وذرات مائها..
كل عام وانت انت فلسطين.. بكل شبرٍ منكِ.. عصيّة على الجميع.. على الخائنين والاعداء معا !..
**
الملك سلمان.. بوصلته في جيبه..
اثارني سؤال سياسي مخضرم لي عن السبب الذي جعل “غزة” مع كل ما جرى فيها لم تحظَ بـ”قوة دفاع مشتركة” أو حتى بـ”رياح عربية” وليس عاصفة.. صمتت طويلا بصراحة.. الأجوبة في رأسي كانت كثيرة ومتعددة وكلّها بلا استثناء من تلك التي “أحلاها مرّ”.. إلا أني قررت بالنهاية ان ابتسم وانا ارى خادم الحرمين الشريفين على شاشة قناة روسيا اليوم، يغادر القمة العربية، وأختار “أسذج” الأجوبة.
الجواب الذي اخترته كان أن أقول وانا ابتسم (لإخفاء غضبي) إن الحرب على غزة لم تحصل في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، لأجد بعد ذلك أن كل الأجوبة قد تدور في فلك الجواب المذكور فعليا..
كل التساؤلات التي أثارها خطابه الأول حين استلم سدّة الحكم أجاب عنها الملك الجديد افعالا.. فسلمان بن عبد العزيز والذي لم يتوانى عن ذكر “محاسن موتاه” في خطابه الاول منذ استلم الحكم.. مشيرا إلى أخطاء سلفه الملك عبد الله والتي قال ببساطة انه يخالفه بالمنظور السياسي و”طريقة” التدخل في مصر وغيرها.. قرر أن يخرج بوصلة العالم العربي من جيبه ببساطة ويبدأ بحرب في اليمن..
حديث الرجل في ذلك الوقت جعلنا جميعا “نصفن” طويلا.. ونبدأ بتحليلاتنا الطويلة والتي لا تنتهي ونحن نحاول “فكّ شيفرة” رفضه “للطريقة” المذكورة.. ودعوني هنا اعترف اني ما اقتربت لثانية من التحليل الذي يقول إنه كان يفضّل الدخول بجيش على مصر مثلا لقلب الشرعية.. وجيش اخر على اليمن لدعم الشرعية.. وقد يكون الثالث على ليبيا لصنع شرعية جديدة..
لو أردت أن أقول رأيي الفعلي لقلت هذه المرة “أنا مع عاصفة الحزم” بكل ما احمل من مشاعر سلبية وحتى النهاية.. ولكن ليس لوقف المدّ الشيعي أو السنيّ أو غيره.. ولا لننقذ شرعية رجلٍ لم يختره “كل الشعب”.. وإنما تحديدا لنعرف من في الحرب.. وحتى لا يحدث كما في سوريا والعراق مثلا حين تستخدم الدول أدواتها ولا تتواجد فعلا.. لنعرف الجناة.. وليعرف اليمنيون على طريقة القاعدة الصحفية الشهيرة “مَن فعَل ماذا”..
**
قوة عربية مشتركة.. وين العرب؟
دعوني اعترف بشيء في السياق.. فقد “دغدغت” مشاعري العروبية قناة “العربية” وهي تتحدث عن “قوة عربية مشتركة”.. وهنا لأكون صريحة لم أعرف تحديدا أي كلمة من الثلاثة السابقة هي السبب في “الدغدغة”.. فهل كلمة القوة “قليلة عند ربها؟”.. أم أن “العربية” نسمعها كل يوم.. وماذا عن المشتركة.. بالمناسبة هل تتحدث باكستان اللغة العربية؟؟.. لن أدقق سأترك هذه “التفصيلة” لأصحاب التفاصيل..
أظننا بحاجة لأن نشعر أنفسنا متحدين فعلا.. ولكن من “نحن”؟.. أنكون نحن دون الشام والعراق.. دون فلسطين.. دون كل شبر يغرق في الفوضى من بلادنا؟..
دعونا نغنّي مع شباب Arabs Got Talents ونقول “على الله تعود على الله.. يا ضايع في ديار الله”..
**
X-Factor والوجع..
إذا فكّرنا النزول قليلا لمستوى النكبات الحقيقية.. تلك التي لن نراها يوما على نشرات الاخبار.. ولن نعلم عن معظمها.. يمكننا أن نشاهد ذلك الشاب السوريّ الذي بكى قلبه أمامنا جميعا على مسرح X-Factor.. وهو يخبر اللجنة -التي لم تقنعني يوما بالمناسبة-  عن كونه لم يرَ أهله منذ 4 سنوات..
شابّ MBC هذا والذي بكى وأبكانا، إن جردناه من المشاعر، لرأينا أنه يحيا ببساطة الحالة النموذجية لسوريّ مهجّر.. فهو يكمل دراسته في السويد.. بينما أهله لا زالوا على قيد الحياة.. وعلى قيد الأمل في بلادهم.. بصورة تجعل ابناء بلده المقيّدين في مخيّم ما.. أو الذين فقدوا عائلاتهم بقنبلة او قذيفة او عقب الكثير من الرصاص الذي هطل على رؤوسهم من حيث لا يحتسبون.. يحسدونه فعلا فهو “الأفضل حالا” بين معظم السوريين.. وبين معظم العرب في الآونة الأخيرة..
الشاب الذي غنى “بالحد الأدنى” من الغناء والاداء كما قالت له إليسا وهي تبكي دموعا لم أرَها.. أثّر بنا جميعا.. خصوصا وهو يمثّل “كمّيات” منّا من أولئك الذين لم يرزقهم الله “MBC” لتلملم شملهم مجددا..
**
قرار خلع الحجاب حين لا يحتاج دقيقة !
بمناسبة الحديث عن دموع إليسا.. التي لم أرها.. والتي لا زلت أظنّ أن القناة ظلمتنا جميعا بـ”Mix” هذا البرنامج ولجنة تحكيمه رغم حماسي في البداية مثلا لراغب علامة.. دعوني أبدي فعلا تحفظي على ما قامت به هذه المغنية في المشهد.. والتي بصراحة ظهر وكأنها الوحيدة التي علمت بأن عائلته موجودة.. فقررت أن “تعمل جو” مصطنع.. لم أشعره حقيقيا ولا حتى مؤدّى بطريقة سليمة..
إليسا حين بكت.. فعلت تماما ما فعلته تلك الفتاة على شاشة Otv اللبنانية والتي لم أشعر أبدا أنها حقيقية حين خلعت حجابها أمام الكاميرات في برنامج “من حقك”.. فهي ببساطة جاءت لتفعل ذلك بطريقة فيها الكثير من “الأوفرة” والاصطناع: فحجابها سهل النزع وشعرها مصفف بطريقة مرتبة.. والأهم أنها لم تفكّر كثيرا قبل نزع الحجاب الذي قالت انها ارتدته طويلا “رغما عنها”.. فمن أين جاءت بالجرأة اليوم لست أدري..
لست مع أن يفعل أي شخص شيئا “رغما عنه” مهما كان هذا الشيء.. ولكني بالمقابل لست مع جعل القصة تبدو بهذه السذاجة.. فلو حضرت منذ البداية وقد خلعته لاحترمتها الف مرة اكثر.. ولاعتبرتها على الاقل “فكّرت” قبل فعلتها..
بكل الأحوال.. بتّ أشعر أن التمثيل “غير المتقن” في كل مكان “يضرب على عصبي” ويستفزني بصورة غير مسبوقة.. قد يكون أننا نحيا وسط “كوام” من التمثيل الرديء سبب في أن لا نحتمل المزيد من “الضحك على أذقاننا” !.

رأي اليوم