جلوبال ريسيرش: الناتو وأمريكا والاتحاد الأوروبي سبب فوضى ليبيا

بالعربي: دخلت منطقة شمال أفريقيا في حالة من الفوضى بعد عام 2011، خاصة مع تدخل حلف الناتو في ليبيا للإطاحة بنظام “القذافي”، حيث انتقلت الفوضى بعدها للبلدان المجاورة خاصة تونس، وفي هذا السياق، قال موقع “جلوبال ريسيرش” إن الهجوم على متحف باردو في تونس 18 مارس من قبل تنظيم داعش الإرهابي، أسفر عن مقتل 24 شخصا، مضيفا أن الهجوم وقع فقط قبل يومين من عيد الاستقلال الـ59 لتونس، وتخلصها من الاحتلال الفرنسي في عام 1956.

ويشير الموقع إلى أن المسلحين استهدفوا الواجهة الرئيسية للسياحة في تونس، فغالبية الضحايا كانوا من الأجانب، بولندا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيراها من الدول، كما أن الرئيس التونسي المنتخب حديثا” الباجي قائد السبسي” انتقد الحادث الإرهابي، وأكد عزم بلاده على دحر الإرهاب ومحاربته.

ويلفت الموقع إلى أن وسائل الإعلام الغربية تصف تونس بأنها البلد الأكثر استقرار بعد ثورات الربيع العربي في عام 2011 وتغير الأنظمة السياسية، رغم مقتل اثنين من المعارضين البارزين السياسيين، وهما محمد براهمي وشكري بلعيد، فقد قتلا على يد متطرفين في عام 2013.

ويضيف الموقع الكندي أنه بعد اغتيال البراهمي قاد الشباب التونسي المظاهرات مطالبين باستقالة الحكومة التي تولت الحكم بعد هروب الرئيس الأسبق “زين العابدين بن علي”، هيمن حزب النهضة على الحكومة، ولكنه مهد الطريق لإجراء انتخابات جديدة وتعين ما يسمى بحكومة التكنوقراط.

ويوضح الموقع أنه بعد اغتيال الزعيمان، أوضح وزير الداخلية “لطفي بن جدو” في مؤتمر صحفي أن السلاح المستخدم في قتل البراهمي هو نفسه الذي استخدم في قتل بلعيد، كما أن مرتكب الجريمة يدعى “بوشار حكيم” سلفي يقوم بنقل السلاح بطريقة غير شرعية من ليبيا.

ويقول “جلوبال ريسيرش” إن وسائل الإعلام الغربية ربطت الهجوم على المتحف التونسي ببعض مقاتلي داعش في ليبيا المجاورة، فمنذ بداية الحرب الليبية ضد “معمر القذافي” في 2011، شهدت البلاد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والصراع الداخلي.

ويشير الموقع إلى أن داعش لديها معسكرات تدريب في طرابلس وشرق ليبيا وأيضا المنطقة الجنوبية، ولكن هذا التنظيم الإرهابي له صلات مباشرة وهذه نتيجة متوقعة للسياسة الخارجية في واشنطن ولندن وباريس، والحلفاء الذين تشاركوا في قصف ليبيا جويا عام 2011، حيث استمرت عملياتهم لأكثر من سبعة أشهر.

وذكر الموقع أن رغم الدمار الذي تسببه الناتو في ليبيا، إلا أن الددول الغربية تنفي تمكين الجماعات المتطرفة من التحكم في ليبيا، كما أنهم يأملون في عودة الاستقرار للبلد الشمال افريقي الغني بالنفط، ويضيف الموقع أن في الوقت الحاضر يقوم الاتحاد الأوروبي بإنشاء قوة عسكرية خاصة لتأمين الحدود الليبية التونسية، كما أنه سيواصل السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية لتشكيل حكومة وطنية.

ويرى الموقع أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تقدمية يمكن أن يأتى ولكن مع نهوض القوى الديمقراطية الثورية داخل البلاد لإقامة النظام السياسي الذي يضع مصالح الأغلبية داخل المجتمع الليبي فوق مصالح الطبقات البرجوازية التي تحالفت مع النفط و الجنسيات المتعددة.

ويختتم الموقع بقوله: إن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة هم المسؤولون عن الفوضى الحالية في ليبيا، وهو انعكاس حقيقي للإمبريالية الأمريكية التي ترغب في سيادة المنطقة، فالفوضى في ليبيا قادت للفوضى في تونس، حيث تقوم واشنطن والناتو برعاية هذه الهجمات الإرهابية.